كتبت جوزفين حبشي: 

الذكاء الاصطناعي اقتحم وسيّطر على معظم مجالات العلوم كما نعرف جميعنا، حتى أنه نجح أخيرا في ولوج عالم الفن، المجال الذي اعتقدنا أنه كان وسيبقى حصناً منيعا لإبداعات عقل الإنسان ومخيلته فقط لا غير. نعم، الذكاء الاصطناعي اقتحم عالم الفن والابداع والابتكار، فقد ظهرت في الفترة الاخيرة أعمال فنية عديدة قيل إنها ولِدت من رحم الذكاء الاصطناعي. وهذا تحديدا ما يدفعنا اليوم للتساؤل: "ترى هل تم اختراق ذهن كتّاب الدراما اللبنانية السورية المشتركة بواسطة تطبيق ذكاء اصطناعي ما هده السنة"؟ 

هل يا ترى تمّ زرع شريحة في دماغ ندين جابر مثلا، او بلال شحادات ربما، على غرار الشريحة التي يعمل عليها إيلون ماسك من خلال شركته Neuralink للتكنولوجيا العصبية، ويكون هدفها نقل كل ما يفكر به كاتب ما الى كاتب اخر؟
سؤالنا ليس ضربا من الخيال، بل هو في محلّه، فكل من تابع الحلقات الاولى من مسلسلي "للموت ٣" و"وأخيرا"، لاحظ بشكل واضح التشابه الكبير في الخط الدرامي العريض للقصتين. كل من مسلسل "للموت ٣" من تأليف ندين جابر، ومسلسل "وأخيرا" عن قصة بلال شحادات وكتابة المخرج اسامة عبيد الناصر وورشة كتابة شركة الصبّاح للانتاج، متشابه الى حد كبير و… عدوا معنا:
سحر وريم (ماغي بو غصن ودانييلا رحمة) ختمتا الجزء الثاني من "للموت" بانتحارهما في البحر، وخيال (نادين نسيب نحيم) ستفتتح مسلسل "واخيرا" بالانتحار من خلال رمي نفسها هي الاخرى في البحر. سحر وريم سيتم انقاذهما لتبدأ حياة جديدة بعيدا عن ماضيهما الاسود، وخيال كذلك الامر.
سحر وريم سيتم خطفهما على يد عصابة في "هنغار"، تديرها امرأة (ورد الخال)، وتتاجر بكل انواع الممنوعات، من مخدرات وتزوير عملات الى الاتجار بالبشر، وخيال ايضا وايضا ضحية زعيمة عصابة (برناديت حديب). سحر وريم لا تؤمنا بمقولة "كوني جميلة واصمتي"، وخيال كذلك الامر، فالثلاثة "شاقين الارض وطالعين منها" والثلاثة "قبضايات" يضعن لارا كروفت في جيبهن الصغير.
ما نشاهده من تشابه بين المسلسلين يمكن أن يتم وصفه بأنه "سحر" مثلا، فهل هذا مجرد توارد خواطر، او ضربا من "خيال"، خيالنا نحن الجمهور؟ كل شيء جائز وممكن، الا شيء واحد: أن تطلب "كرمى" (ورد الخال) من سحر وريم، تصفية خيال ورميها مجددا في الماء، فتنفذا المهمة، ثم تتصل سحر بالرئيس نحيب ميقاتي، وتطلب منه أن يعيد الساعة الى الوراء، وكأن شيئا لم يكن. حربوقة سحر، والتطبيقات الذكية "مش قدّها".