أكد "المجلس الوطني للبحوث العلميّة" في بيان، أنه "تلبية لطلب جهات رسمية عدة للكشف على الفجوة التي ظهرت في خراج بلدة برقا البقاعية، شكل المجلس وفداً من أهل الاختصاص، ضمّ من مراكزه كلا من مدير أبحاث في المركز الوطني للاستشعار عن بعد أمين شعبان، مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مرلين البراكس، بالإضافة إلى رئيس قسم الهندسة المدنية في معهد الهندسة العالي في بيروت - جامعة القديس يوسف محسن رحال وأمين السر لغرفة إدارة الكوارث والأزمات في محافظة بعلبك - الهرمل جهاد حيدر".
وأضاف البيان: "بتاريخ 4 الحالي زار الوفد، في حضور الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية تمارا الزين ورئيس بلدية بشوات حميد كيروز والنائب أنطوان حبشي، الموقع المذكور على الإحداثيات الجغرافية (34°09`47"N & 36°10`08"E)، لتخلُص معاينته الى التالي:
وجود فجوة أرضية بقطر يتراوح بين 2 و3 أمتار وبعمق أولي يزيد عن 25 متراً في منطقة برقا وضمن الإحداثيات المذكورة أعلاه. هذه الفجوة موجودة في منطقة تسود فيها الصخور الكلسية (Limestone) التابعة للعصر الجيولوجي الطبشوري الأوسط (Middle Cretaceous)، وذلك ضمن منخفض تابع لمجرى مياه سطحي (Stream) مغطى بتربة طينية متشققة وسميكة (أكثر من 10 أمتار عمقا)، لتظهر بعد هذا العمق الصخور الكلسية المتعرضة لظاهرة التكرست (وهي عملية ذوبان الصخور الكلسية وتآكلها بفعل المياه الجوفية -Carbonate dissolution Karstification) مما يؤدي إلى حدوث فجوات في هذه الصخور (Dolines)، والتي يمكن ملاحظة الكثير منها في مناطق عدة في لبنان (مثل المنطقة الواقعة ما بين عيون السمان - حدث بعلبك)، إلا أن هذه الفجوة في الموقع المذكور كانت مغطاة بالتربة السميكة ولم تكن ظاهرة على سطح الأرض".
وأشار البيان إلى أن "الموقع المذكور هو تماماً على إحدى هذه الفجوات الكارستية (Dolines) المغطاة بطبقة من التربة الطينية الهشة والتي تشكّل نقطة ضعف، ومن الممكن أن تكون قد تعرضت مع الوقت لعملية تشقق أدّت الى انهيارها وقد تكون الارتجاجات الزلزالية الأخيرة قد سارعت بهذا الإنهيار فأظهر الفجوة موضع الكشف. وفي الشق العلمي، إن هذه الظاهرة طبيعية وهناك احتمال لوجود العديد من هذه الفجوات المغطاة بالتربة السميكة في المنطقة، حيث تم الإبلاغ سابقاً عن حدوث فجوات مماثلة وان كانت بعمق أقل، مما يستدعي أخذ الحيطة من قبل المواطنين عند ملاحظة تشققات في التربة السطحية. وسيعمد المجلس، مع فرق اختصاصية، إلى العمل على بعض المسوحات الجيوفيزيائية الإضافية التي تتيح معرفة المزيد عن امتداد وانتشار الفجوات في هذا الموقع".
وختم: "أما عمليا، فأوصى المجلس بضرورة تسييج الفجوة بسياج متين (لا شريط لاصق كالموجود حالياً)، مع أخذ هامش واسع يتخطاها بأمتار عدّة، وذلك لتنبيه المواطنين من المرور بمحاذاتها خصوصاً وأنها قابلة للتوسّع نظراً لهشاشة التربة، ولأن وجود فجوات مجاورة ليس مستبعداً بسبب طبيعة المنطقة كما ذُكر آنفاً، مع ضرورة أن يُصار بسرعة إلى ردم الفجوة حفاظاً على السلامة العامّة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك