كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
لبنان ليس بخير، واللبنانيون كذلك… الكل يعيش في تخبط مستمر من أجل البقاء، فحُددت الاولويات ورُحلّت الكثير من العادات التي تعود إلى زمن "البحبوحة". إلا أن سحرا غريبا لا يمكنك مقاومته، هو ذاك الذي يحمله عيد الميلاد، فيُنسيك انك تشهد على واحدة من أبشع المراحل في تاريخ لبنان الحديث.
رغم لعنة الظروف، وانعدام الأمل بغد أفضل، ترى كثرا مصرّين على المحافظة على بعض التقاليد والميزات التي ترتبط حكما بعيد الميلاد… فإن غاب الكثير من الأصناف عن مائدة عشائنا، وعلى رأسها "الحبشة"، وإن غابت حلويات العيد وفي مقدمها الـBuche، تبقى هدايا العيد من أجمل العادات وأكثرها تعبيرا عن المحبة والاهتمام والتي يصرّ كثيرون على عدم التخلي عنها مهما اشتدت الصعاب.
أيا كان نوع الهدايا هذا العام، فهي بالتأكيد ستزرع الفرح في القلوب، ولكن وقبل اختيار هداياكم إقرأوا جيدا هذه السطور، فبعض الهدايا قد يتحوّل إلى نقمة!
قبل أن تتحمّسوا وتبتاعوا أدوات كهربائية لتقديمها كهدية، تأكدوا من مدى استهلاكها للكهرباء، لأن فاتورة المولّد نار ولا تحتمل مصاريف إضافية. الأمر نفسه ينطبق على ألعاب الأطفال، فبعضها يحتاج إلى الكثير من البطاريات أو تلك الكبيرة، والتي باتت باهظة الثمن، وبالتالي ستشكل الهدية "وجع راس" للأهل.
بعض الهدايا سيشكل إحراجا، مثل ماكينات القهوة السريعة التي تحتاج من أجل تشغيلها إلى عبوات أو capsules جاهزة والتي باتت باهظة الثمن.
هدايا الكريستال والمزهريّات والاواني ابتعدوا عنها فهي آخر ما قد يهتمّ لها اللبنانيون اليوم، وبدلا منها اجعلوا من هديتكم ذات فائدة، مثل الثياب أو الاحذية أو ما قد يحتاجه الآخرون في حياتهم اليومية والعملية.
قد يكون المصباح فكرة مثالية لمن يعانون من التقنين القاسي، خصوصا ذاك الذي يتم تشريجه بواسطة الشمس حصرا… ولأولئك أيضا، قد تكون هديتهم الأنسب تلك الآلة التي تبقيهم على اتصال بشبكة الانترنت خلال فترات انقطاع التيار الكهربائي.
قد يغيب بابا نويل عن منازل كثر هذا العيد، وهو أمر طبيعي، لكن الفرح يجب أن يبقى في القلوب وعلى الوجوه… ومهما اشتدت الظروف، "مع أو بلا هدية"، الأهمّ أن تحضنوا أحباءكم هذا العيد ولا تبخلوا على من تحبون بالعاطفة والاهتمام، قد تكون هذه هي هديتهم الأجمل!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك