كتب عمر الراسي في وكالة "أخبار اليوم":
تبحث المستشفيات الخاصة والجامعية في لبنان، في امكانية وضع اكثر من تسعيرة، منها ما هو خاص باللبنانيين، والذي يتوافق الى حدّ ما مع رواتبهم وتدهور العملة الذي ينعكس بالطبع على الجهات الضامنة، وآخرى للاجانب الذين يعملون في لبنان ويتقاضون راتبهم بالعملة الصعبة او الذين يقومون بزيارة اليه.
وبحسب المعلومات المتوافرة، لوكالة "أخبار اليوم" ان هناك انقساما في الرأي ما بين من يعتبر ان هذا النوع من التسعير يعكس "عنصرية" في التعاطي، وبين من يعتبر ان الدعم يجب ان يخصص للبنانيين حصرا، انطلاقا مما يعانوه على المستوى المادي، كما ان للمستشفيات وايضا للاطباء مستلزمات لا بد من ان يدفع ثمنها بالعملات الصعبة.
في هذا الوقت، هناك خشية من ان رفع الدعم او ترشيد الادوية والمستلزمات الطبية سيرفع الكلفة الاستشفائية بـ"شكل مرعب"، بحسب توصيف نقيب المستشفيات سليمان هارون، الذي قال، في حديث له: لن يعود لدى الفقير القدرة على الدخول الى المستشفى.
في هذا السياق، رأى وزير الصحة الاسبق جواد خليفة ان الازمة ناتجة بالدرجة الاولى عن سياسة الدولة التي لا تستطيع الدعم، وفي الوقت عينه لم تعلن انها لا تريد ان تدعم، الامر الذي ادى الى ارباك كبير وضرر، وبالتالي خلق الواقع الذي نمر به.
واشار خليفة الى وجود كمية كبيرة من الادوية والمستلزمات الطبية في المطار وفي المستودعات، التجار يحجمون عن بيعها بانتظار ان يعطيهم مصرف لبنان الاعتمادات المالية اللازمة، وقال: مع العلم ان تجربة الدعم كانت سيئة جدا، حيث القسم الاكبر هُرّب: هناك من وضع الفواتير السليمة، وفي المقابل هناك من باع الدواء من دولة الى اخرى واحيانا دون ان يمرّ بلبنان....
واذ اسف الى ان اللبناني لا يستطيع الحصول على الادوية حتى ولو اراد دفع ثمنها على السعر المرتفع الامر الذي يشكل خطرا على حياته، قال خليفة: المواطن اليوم رهينة قرارات خاطئة وعدم مصارحة سياسية واضحة، سائلا: هل الدعم مستمر، او انتهى؟ واذا كان مستمرا يجب ان تكون هناك جهة مسؤولة عن كيفية الدعم وتحديد آليته بشكل واضح.
وردا على سؤال، قال: يمكن تحديد سعر للجهات الضامنة، وآخر لمن يأتي من الخارج دون ان تكون له اي جهة ضامنة، حيث عليه ان يدفع بالدولار. واضاف: لكن القضية ليست هنا، علينا حلّ مشكلة اللبنانيين وبعد ذلك نبحث في كيفية التسعير للاجانب او من يأتي للطبابة في لبنان.
وتابع: الدولة مطالبة ان تعلن موقفها الواضح من الدعم، واذا كانت ستستمر في الدعم يجب ان تضع آلية واضحة شفافة، وما هي الادوية او المستلزمات الطبية التي ستدعم، مع العلم ان الموضوع لا يأخذ سنوات بل يمكن حله بسرعة.
وسئل: هل يجب ان تبقى التسعيرة منخفضة، كي يستمر لبنان في استقطاب الاجانب من اجل الاستفادة من الخدمات الطبية؟ اجاب خليفة: الاجانب مرحب بهم، ولكن التسعير يجب ان يكون على اساس ان المواد المدعومة ليست لغير اللبنانيين. وتابع: على اي حال، يوجد في دفاتر حسابات كل المستشفيات اكثر من تسعيرة: للضمان، لعناصر الاجهزة الامنية، لشركات التأمين، ويمكن ان تضيف اليها لائحة لغير المدعومين او لغير اللبنانيين.
وختم خليفة محذرا: لكن لا يجوز للمستشفيات ان تشتري المستلزمات بالسعر المدعوم وتبيعه للاجانب باسعار مرتفعة!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك