كتب كبريال مراد في موقع mtv:
لم ينته اللقاء الفاتيكاني بالصلاة في كاتدرائية القديس بطرس، بل بدأ في تلك اللحظات. مردّ ذلك الى أن الكرسي الرسولي لم يرغب بعقد لقاء شكلي فقط، إنما حرصت التحضيرات على أن يحمل اجتماع القادة الروحيين برنامج عمل دقيق، يجعل مما بعد اللقاء ليس كما قبله، لناحية الترجمة العملية.
ووفق معلومات موقع mtv، فإن لقاء الصلاة والتفكير اختتم بخريطة طريق لمقاربة حلول الأزمة اللبنانية على المستويات السياسية والاجتماعية. وقد بدت ملامح هذه الخريطة واضحة في كلمة البابا فرنسيس الذي دعا الى اللقاء واستضافه في مقر اقامته. وقد جاءت كلمته معبّرة عن خلاصة مداخلتي البطريركين بشارة الراعي وآرام الأول كيشيشيان، ومطران اللاتين سيزار أسايان، والمناقشات التي تلتها بين البابا فرنسيس وجميع المشاركين، بإدارة السفير البابوي في لبنان المطران جوزف سبيتيري.
ووفق المعلومات، فقد تناول البطريرك الراعي في مداخلته الوضع اللبناني (دور الجماعة المسيحية)، بينما قارب البطريرك كيشيشيان موضوع الكنيسة والأوضاع الإجتماعية، فيما تطرّق المطران أسايان الى رؤية لبنان المستقبل.
وقد تشعّبت مناقشات المشاركين وتطرّقت الى مجمل القضايا التي تهدد لبنان على المستويات السياسية والإقتصادية والأمنية والاجتماعية، في ظل تحولات منطقة الشرق الأوسط. أما العناصر التي تضمّنتها كلمة البابا، فحملت خلاصة المداولات التي جرت طوال النهار، على ثلاث جلسات متتالية، كان بينها غداء الى مائدة البابا فرنسيس، ويمكن تلخيصها بالآتي:
-تعزيز الخدمة الإجتماعية تجاه مختلف الطبقات المحتاجة والمهمّشة.
-دعوة واضحة لقطاعات التغيير في المجتمع اللبناني من خلال اشراك القوى الشعبية والمرأة في مواقع القرار.
-استنهاض الانتشار اللبناني وتوظيف امكاناته في خدمة لبنان.
-تحريك مبادرات الحوار السياسي على المستوى الداخلي.
-تحريك التواصل مع المجتمع الدولي وتفعيله في سبيل حماية لبنان، وتجنيبه أخطار المحيط.
-لفت المجتمع الدولي الى خطورة تخليه عن لبنان، والى ضرورة مساعدته على تجاوز الأزمة التي تهدد هذا المجتمع بتداعيات كثيرة، أقلّ ما فيها تزايد حركة الهجرة والتهجير من لبنان الى الدول الغربية.
وإزاء هذه العناوين العريضة، تبدو الحاجة الى آليات للمتابعة العملية. ومن المنتظر أن تتولى هذه الآليات الديبلوماسية الفاتيكانية، والبطريك الماروني، بالتشاور والتنسيق مع سائر رؤساء الكنائس في لبنان.
وسط ذلك كلّه، كان لافتاً اختيار انجيل التطويبات في الصلاة الختامية، بما يحمله من رسالة واضحة للمسيحيين لمتابعة دورهم التاريخي لنشر السلام وثقافة الحوار والعيش معاً، واعلاء قيم التلاقي والأخوّة، باستعادة واضحة لاسهامات المسيحيين في النهضة العربية.
إنتهى لقاء الفاتيكان اذاً، لتبدأ المتابعة. والآليات ستتبلور في وقت قريب. فلننتظر ونر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك