كتب كبريال مراد في موقع mtv:
قرأت، بالأمس، تعليقاً عبر وسائل التواصل الإجتماعي لأحد رجالات القانون في لبنان يقول فيه "إنتهى وقت الثورة وبدأ وقت الفوضى".
صدمتني هذه العبارة، وأعادتني في مكان ما الى الواقع، بعدما سرقني احتفال تخرّج تلامذة المرحلة الثانوية في المدرسة التي منها تخرجت، الى صورة اكثر نقاوة، واوسع مدى، كوسع أحلام التلامذة وطموحاتهم.
غريب هذا التناقض بين الذي "مش سايعتو الدني"، ويريد أن ينطلق نحو الآفاق الواسعة لتحقيق ذاته، وبين من يسرق الأحلام، بإضاعة الحلول واستمرار الانحدار، وترك الشعب يحلم بعلبة حليب وصفيحة بنزين، بعدما كان يطمح الى تغيير لون السماء وتفجير طاقاته وترجمة طموحاته اللامحدودة.
هل هذا هو قدرنا؟ وهل بتنا فعلياً على حافة الفوضى؟ وهل ستتحوّل التحركات في الشارع الى الدموية والقساوة، في سياق التداعيات الطبيعية لحفلة الجنون التي نعيشها، بأعبائها المالية والاقتصادية والإجتماعية؟ وهل فقدنا فعلاً القدرة على فرملة هذا المسار الانحداري؟
هناك من يقول إن كل شيء وارد اذا تأخّرت الحلول وتأزمت الأوضاع. عندها تتسع مساحة اللامنطق والتشنّج على حساب العقلانية والهدوء.
بالعودة الى إحتفال التخرّج، كانت هناك كلمة لأحد ديبلوماسيي السفارة الفرنسية في بيروت أعاد فيها التذكير بمقولة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لو دريان "ساعدوا انفسكم لنساعدكم". ففرنسا، التي لم تعد الأم الحنون للبنان، بل شقيقته الكبرى، تنتظر أن يقتنع اللبنانيون بمسار الحلّ... وعندها لكل حادث حديث.
فهل يقتنع المعنيون بمفتاح الحلول والأمور ما زالت "عل بارد"؟... أم تفرض علينا الحلول... بعد الفوضى؟ حبذا لو يسقط الوحي قبل سقوط الهيكل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك