كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
ينحدرُ لبنان بسرعةٍ فائقة الى المجهول. لم نُعد بحاجة الى تقاريرٍ دوليّة ومحليّة لمعرفة هذا الامر، فكلُّ شيء يُنذر بأنّنا وصلنا الى خطّ النهاية، الى نُقطة اللاعودة التي حذّر منها الجميع من أعلى الهرم الى أسفله. وفي خِضمّ هذا الانهيار المأساوي، تعكسُ بعض المناطق اللبنانيّة مشهديّة لا تُشبه الانهيار بشيء، مشهديّةٌ هي أقرب الى الاحتفال... ولكن بماذا؟ لا يهُمّ.
قبل أيّام من حلول فصل الصّيف، يبدو، وبشكلٍ لا لبس فيه أنّ هناك 3 مناطق لُبنانيّة ستكون بلا منازعٍ نجمات صيف لبنان، ومقصد كلّ مُحبّي التّرفيه والسياحة الداخلية والسّهر، فالحركة السياحيّة في هذه الوجهات ناشطة جدّاً، والسائح الاوّل هو اللبناني المُقيم!
برمانا... جميلةُ المتن
سحرُ هذه البلدة المتنيّة لا مثيلَ له، ولا يُمكن أن يمرّ الصيف من دون أن تقصدها أكثر من مرّة مُستمتعاً بمناخها النظيف والعذب وبما تُقدّمه للزوّار من متعة الجلوس في شوارعها المزيّنة بالزهور والتي تضمّ عشرات من أشهر الحانات والمطاعم والمقاهي ومحال القهوة التي تُرضي كلّ الاذواق. صيف برمانا "ولعان" هذه السّنة، والدليل في الزحمة التي تشهدها هذه البلدة، إذ إنّه من شبه المستحيل أن تجد كرسيّاً فارغاً فيها في عطلة نهاية الاسبوع!
جبيل... لا تنطفئ
هناك أمرٌ غريب في بيبلوس يجعلك تشتاق إليها كلّما تأخرت بزيارتها. من لا يشتاق للتنزّه في سوقها القديم ولمشوارٍ عند حلول مغيب الشمس في الميناء؟ من لا يشتهي "أكلة سمك" في أعرق مطاعمها واحتساء مشروب في حاناتها الصغيرة التي تعجّ بصخب وبضحكات الشّباب؟ بالفعل، وكما غرّد النائب زياد الحوّاط "جبيل تنبض مجدّداً بالفرح والسهر"، والمشوار إليها لا يُفوّت صيفاً وشتاءً!
البترون العنوان... بحراً وجبلاً
المقصد السياحيّ الاوّل في شمال لبنان، فصيف البترون هذا العام بدأ باكراً جدّاً، والزحمة لافتة على شاطئها الذي يضاهي بجماله ونظافته أشهر الشواطئ الاوروبيّة، بالاضافة الى الحركة السياحية في شوارعها القديمة التراثيّة حيث المطاعم ومحلات البوظة والليموناضة، أمّا السهر فيها، فيبدأ من أوّل ساعات الغروب في حاناتها المنتشرة على الشاطئ ولا ينتهي قبل ساعات الفجر. ويُسجّل هذا العام الطلب الكثيف على الفنادق وبيوت الضيافة في البترون بحراً وجبلاً، إذ يحتاج الزّائر لاكثر من يومٍ للقيام بالعديد من النشاطات في المدينة وفي بلدات القضاء، وللاستمتاع بتجربة سياحيّة تُشعرك بأنك سافرت لايّام من لبنان!
يعيش لبنانأيّاماً عصيبة جدّاً، فاللبنانيّون لا يرتاحون من مصيبةٍ حتّى تأتيهم أخرى، ولكنَّهم باتوا يعرفون جيّداً أنّ لبنان قد يكون الدّاء والحزن والخيبة، ولكنّه أيضاً الدواء والفرح والامل، صفاتٌ مجتمعة كلّها في بلدٍ واحدٍ، وفي شعب لا مثيلَ له. كيف؟ لا يهمّ. فليُسجّل التاريخ أنّنا قوم يرقص على حافة الانهيار... وهل بيدنا حيلة؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك