وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة الجمعة، قال فيها: "قال تعالى: (قَٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍۢ مُّؤْمِنِينَ).
وقال الخطيب: "في خضم المعركة التي تخوضها المقاومة في جنوب لبنان ومن نقطة صفر، والتي تأتي بعد شن العدو الصهيوني هجوما جويا غادرا على المدن والقرى اللبنانية، وخصوصاً على الضاحية الجنوبية لبيروت قلعة الصمود والمقاومة، والتي ذهب ضحيتها عدد كبير من الشهداء المدنيين الآمنين بهدف كسر ارادة الشعب اللبناني وارتباطه وتمسكه بهذه المقاومة والتي بلغت اوجها بالعدوان الذي اودى بحياة قائد المقاومة سماحة الامين العام لحزب الله الشهيد السعيد السيد حسن نصرالله وبعض قيادات المقاومة، ظنا منه انه يحقق بذلك هدفين :الاول الضغط على اللبنانيين من أجل تحقيق فتنة داخلية والثاني زعزعة المقاومة وافقادها ثقة الشعب اللبناني وبالتالي الاندفاع نحو تحقيق اهدافه المعلنة في إبعاد المقاومة الى شمال الليطاني، على الاقل ان لم يكن القضاء على المقاومة في المنطقة وتغيير خريطة الشرق الأوسط، كما أعلن لاحقا بعدما أخذته النشوة وتصور انه سجل نصرا حاسما على المقاومة كما خيلت له احلامه البائسة ،فاندفع بحملته البرية ليكتشف في اول خطواته ان المقاومة التي ظن انه تم القضاء على تماسكها تنتظره على أول خطوط المواجهة وفي المنطقة التي زرعتها طائراته قنابل وصواريخ ،وتم بحسب زعمه افراغها من المقاتلين وستشكل المدخل السهل لقواته كخطوة أولى نحو تحقيق انتصاره. ايها الاخوة، لقد خابت امال العدو في كل ما خطط له وكان الفشل حليفه في كل ما سعى له، وكان اكبر فشل له خيبة أمله في تحقيق فتنة داخلية بين أبناء الشعب الواحد الشعب اللبناني الذي اثبت انه شعب واحد حين احتضن النازحين الكرام وفتح لهم أبواب بيوته، والفشل الآخر في قدرة أبناء الجنوب وابناء البقاع والضاحية على الصمود وتحمل أعباء وتبعات هذه الحرب العدوانية، وعدم الخضوع لارادة العدو والانهزام أمام وحشيته على الرغم من نوعية الأسلحة الفتاكة والذخيرة المستخدمة فيها".
أضاف: "ان استخدام هذا النوع من الأسلحة ما كان ليكون لولا فشله في اخضاع المقاومة وبيئتها وكسر ارادتها وصمودها، وهو في الوقت نفسه يدل على عظمتها وصلابتها غير القابلة للكسر. وتأتي الهجمات الجوية المتتالية وخصوصا في الليلة الماضية بعد الفشل تلو الفشل الذي اصيب به في محاولة اختراق الجبهة الجنوبية والخسائر الهائلة التي مني بها واكتشافه ان المقاومة على جاهزيتها، وان قدراتها العسكرية والتنظيمية لم تمس، ويحاول بهذه الهجمات ان يحرف الانظار عن فشله في مواجهة أبطال المقاومة في اليومين الماضيين في العديسة وكفركلا ومارون الراس ويارون وغيرها من مسرح المواجهة، وقد ثبت للعالم ان استشهاد شخصية بهذا الحجم الذي يمثله الشهيد سماحة السيد حسن نصرالله لم يفت في عضد المقاومة ولم يضعف بيئتها، وانما انبعث زيادة في الغضب ،وهو ما يعني ان كل محاولة لاستهداف قيادات المقاومة لن تحقق للعدو اهدافه الخائبة".
وتابع: "ان المطلوب اليوم هو إظهار المزيد من الوحدة الوطنية والمزيد من التماسك الداخلي، والاستجابة للمبادرة الوطنية التي خرجت من اجتماع عين التينة الثلاثي ليخرج لبنان من هذه المواجهة أكثر صلابة وقوة، وليبقى الصورة المضيئة في هذا الشرق الذي يهزم اكبر قوة عاتية يقف وراءها الغرب ، ليحقق الله ارادته في زوال فرعون العصر على يد هذا البلد الصغير بمساحته، والمتواضع في قدراته، الكبير في معناه والقوي في ارادته وانجازاته وفي الحسابات الإقليمية والدولية الذي مازال يسير بقوة نحو تحقيق المزيد من النقاط على طريق زوال العدو والتحولات في موازين القوى الدولية تعجز عن تحقيقها أقوى القوى العاتية".
وقال الخطيب: "تحية للشعب اللبناني العزيز الذي يثبت نجاحه في هذا الامتحان الكبير والتحامه أكثر فأكثر في الملمات، على الرغم من الاختلافات السياسية التي يأتي بعضها بسبب الاختلاف في تقدير الأمور وفي قدرة لبنان على خوض معركة الدفاع عن سيادة لبنان والتي ستنتهي عندما يكتشف هذا البعض ان الامور على خلاف ما يعتقد. كما اوجه التحية للحكومة اللبنانية وهيئة الاغاثة ووزارة الصحة التي تعمل جهدها لمواجهة استحقاقات هذه المواجهة في تلبية حاجات النازحين، وهي تحتاج الى حركة اكبر، فما زال الكثيرون من النازحين الكرام من دون مأوى ودون تلبية احتياجاتهم على اختلافها سواء منها الاستشفائية أوالدوائية أوالغذائية أو الإستيعابية".
وحيّا "كل من قدم مساعدة أيا يكن حجمها، ولا سيما الذين تعاونوا مع خلية الطوارئ في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، والذين تواصلوا مع المجلس، ويبقى الأمل والتعويل على الميدان في افشال أهداف العدو دفاعا عن لبنان في مواجهة العدوان الصهيوني الغادر على سيادته وشعبه وارضه، مرتكبا افظع الجرائم الانسانية والاخلاقية من القتل والابادة والإرهاب والتخريب والدمار والتهجير للامنين من قراهم دونما اعتبار للقوانين والاعراف الدولية او القيم الانسانية والاخلاقية، ودونما رادع من مجلس الامن الدولي أو الامم المتحدة أو المنظمات الدولية".
وختامًا، وجّه الخطيب "التحية إلى الجمهورية الاسلامية الايرانية التي ثأرت لكرامتها وأظهرت انها جاهزة لوضع حد لعنجهيته، ان لم يضع العالم اليوم حدا لعتوه بفرض وقف اطلاق النار وإيقاف جنونه، هذا الذي ينذر بتجاوز المواجهة إلى حرب أوسع نطاقا تهدد الامن والسلم الدوليين".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك