كتب جان نخول في موقع mtv:
قبل عام ٢٠٠٥، كانت انتخابات كسروان جبيل أرضا خصبة لما يعرف بالبيوتات السياسية والعائلات التقليدية التي تكتسب شعبيتها من الخدمات، في أكبر قضاء ماروني من حيث عدد النواب، أي كسروان، ومن القضاء الذي تأخر الإنماء ليصل إليه في جبل لبنان، جبيل.
ولا شك أن للتاريخ الأبعد لهذين القضاءين والأسماء التي مثلتهما في الندوة البرلمانية أبعادا وطنية على صعيد القيادة المسيحية من ريمون إده إلى ميشال عون، الذي اعتبر كسروان عاصمة الموارنة. لكنّ إدخال النسبية على هذه الانتخابات أعاد خلط الأوراق فيها، فسمح بتظهير التعددية في مجلس ٢٠١٨ بعد شطب لائحتين لعدم حصولهما على الحاصل الانتخابي.
في استشراف لما يمكن أن تحمله انتخابات ٢٠٢٢ في هذه الدائرة، يبدو أولا أنه ستكون هناك صعوبة للمجتمع المدني للوصول بمفرده بنائب من هذه الدائرة الانتخابية، بحيث أنه كان بعيدا عن الحاصل الانتخابي في الاستحقاق الماضي بأكثر من ١٢ ألف صوت، ويفترض تحالفه مع شخصيات أو أحزاب من أجل محاولة تأمين مقعد، وهذا الأمر لا يزال ضبابيا حتى الساعة.
هذه الدائرة لها خصوصية في احتساب المقاعد والأصوات لعامل مهم جدا وهو الصوت الشيعي وتحالف حزب الله وحركة أمل للحصول على مقعد دائرة جبيل. في الانتخابات الماضية، تعثر حصول الثنائي الشيعي على المقعد بمرشحه حسين زعيتر لعدم حصول اللائحة على الحاصل، ولكن التطور الديمغرافي هذه المرة قد يجعل حصولهما على المقعد أسهل، والأمر الوحيد الذي قد يعيق ذلك هو ارتفاع نسبة المقترعين المسيحيين في كسروان وجبيل، ما يعيد السيناريو نفسه. أما في حال حصول اللائحة على أصوات مرتفعة فقد يرفع الحاصل، ما يصعّب المهمة على اللوائح الأخرى.
يبدو مستبعدا تحالف التيار الوطني مع حزب الله لضرورات المعركة النسبية، وبالتالي حسم المقعد الشيعي يقف على نسب الاقتراع في الدائرة.
أما على الساحة المسيحية، ومع اعتبار أن الحاصل ما زال ١٢ ألف صوت تقريبا، فترتاح القوات اللبنانية بنائبين محسومين، وتسعى للحصول على الحاصل الثالث من خلال تحالفاتها. هذا الأمر دقيق لأنها بحاجة إلى مرشح من الوزن الثقيل لرفع مستوى أصواتها. فارس سعيد مستبعد في جبيل للخلاف منذ ما قبل التسوية، ومنصور البون لم يحسم أمره في كسروان بعد لعلمه أن المعركة متأخرة.
أما على الساحة العونية، فتخسر اللائحة العونية رافعة أساسية في كسروان هي نعمت افرام الذي ترأس الأصوات التفضيلية، وزياد بارود الذي قاربت أصواته التفضيلية الأربعة آلاف. شامل روكز خارج اللائحة البرتقالية أيضا ولو أن أصواته التفضيلية كانت تضم عونيين بشكل كبير، وعدم ترشح منصور البون معها من جديد يجعل مجموع أصواتها المضمونة قرابة ٣٠ ألف صوت، أي أن للائحة مقعدين مضمونين، الأول في جبيل، لسيمون أبي رميا في حال إعادة ترشيحه، وهذا أمر لم يحسم بعد، والثاني في كسروان سيكون على الأرجح من حصة ندى البستاني التي تنوي الترشح. المقعد الثالث متوقف على التحالفات.
نعمة افرام وشامل روكز يضمنان مقعدا واحدا حتى الساعة من نصيب نعمت افرام، إلا في حال التحالف مع الكتائب التي تعطيهما ألفي صوت إضافي، وفريد هيكل الخازن مرتاح إلى حد ما في تأمين حاصل له. المعركة إذاً على المقعد الماروني الخامس في كسروان.
لتأمينه تحتاج أي لائحة لاجتذاب الأصوات القوية إنما غير الكافية للفوز، ومنها النائب السابق فارس سعيد في جبيل (٥٦٠٠ صوت) أو منصور البون (٦٥٠٠ صوت) واستمالة أصوات المعتكف انتخابيا زياد بارود (٣٨٠٠) مع الإشارة إلى أن الأرقام مدوّرة لسهولة الاحتساب.
لا تغيير كبيرا يمكن توقعه في هذه الدائرة إذاً ولا يمكن تخريج "مسيحي قوي" من الدائرة إلا في حال حصول مفاجأة لا تبدو الأرضية في دائرة جبل لبنان الأولى جاهزة لها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك