كتبت فالنتينا سمعان في "أخبار اليوم":
"الحلّ الأساسي للأزمات يكمن بالعودة إلى صناديق الإقتراع"، عبارة يردّدها كثيرون، وباتت الأغلبيّة مقتنعة بها، فالإستحقاقات الدّستوريّة تُنتج موازين جديدة من شأنها إعادة تكوين السّلطة وفق ما تفرزه النتائج.
وعلى الرغم من أنّ مصير الإنتخابات النيابية المقبلة (أيار 2022) لا يزال مجهولًا، فإنّ معظم القوى والأحزاب السيّاسيّة ومؤسّسات المجتمع المدني بدأت بالتّحضير لخوض هذه التجربة، إن من خلال تشكيل الماكينات أو عبر البحث الجدّي في التحالفات، أو عناوين وبرامج الحملات الإنتخابيّة.
لوجستيًّا وإداريًّا هيئة الإشراف مستعدّة للمراقبة، ووزارة الداخليّة في طور العمل، والعمل على إشراك المغتربين أخذ منحاه الإيجابي.
وفي هذا المجال، تعتبر القوات أنّ التغيير لا يمكن أن يتحقٌّق في زمن السلم سوى من خلال الإنتخابات النّيابيّة وصناديق الإقتراع بحسب رئيس جهاز الإعلام والتواصل في الحزب شارل جبور.
وفي حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، أكّد جبور أن القوات اللّبنانيّة تعوّل كثيرًا على الإنتخابات، معتبرًا أنّ معظم المجهود الذي يقوم به الحزب يتركّز على الناحية الإنتخابيّة، بمعنى تسخير كلّ الإمكانات والطّاقات الحزبيّة وكل الإتّصالات والمجهود المناطقي والسّياسي والوطني من أجل الوصول إلى هذا الإستحقاق، لأنّه "بقدر ما نزيد من حجمنا النّيابي بقدر ما نزيد من تأثيرنا الوطني".
واعتبر جبور أن الإنتخابات هي المدخل الوحيد الذي يساهم بتغيير السّياسات القائمة في لبنان و"واهم من يعتقد أنّ التغيير يمكن أن يحصل خارج إطار إرادة النّاس".
وانطلاقًا من هذا المبدأ، لفت جبور إلى أنّ موضوع الإنتخابات مفتوح في كلّ الأوقات لدى "القوات"، وأنّ كل شيء في الحزب يصبّ في هذا السّياق، "فمنذ لحظة إقفال صناديق الإقتراع بعد إنتخابات 2018 بدأنا الاستعدادات لانتخابات 2022، على مستوى الجهاز الذي يهتمّ بمتابعة الأمور تقنيًّا، قانونيًّا ومناطقيًّا، وكل ما اقتربنا من الإنتخابات شيئًا فشيئًا نزيد من التّعبئة الإنتخابيّة بالتّواصل مع القواعد والعمل على لوائح الشّطب".
وذكّر جبور أنّ "القوات" طرحت وما زالت تطرح الإنتخابات النّيابيّة المبكرة، لذا فالعمل جارٍ على قدم وساق، خصوصا في الأشهر الأخيرة لتكون على أهبّة الإستعداد في أيّ وقت تُقرّر فيه الإنتخابات.
على صعيد العنوان الإنتخابي الذي ستخوضه "القوات"، أكّد جبور أنّ بلورته متروكة للأشهر الأخيرة، ولكن الأساس يبقى في التخلّص من الأكثريّة الحاكمة من أجل أكثريّة جديدة تستطيع إنقاذ لبنان، وإخراجه من عزلته.
أمّا بالنّسبة للتحالفات السّياسيّة، فمن المبكر الحديث عنها بحسب جبور، في إشارة إلى أن "القوات" في المرحلة الحالية تعدّ للإستحقاق وكأنّها تخوضه منفردًة، متّكلة على قوّة الحزب الحزبيّة والشّعبية، خصوصًا أنّ صدى طروحات وتوجّهات "القوات" كبير لدى الرّأي العام.
وفي الإطار نفسه، أوضح جبور أنّ "القوات" لا تقيم أي تحالف إنتخابي يتعارض مع مبادئها السّياسيّة وتوجّهاتها الوطنيّة، لذلك، فإنّ أي تحالف إنتخابي سيكون جزءًا لا يتجزأ من هذه القناعات.
وختم جبور مؤكّدًا أنّ الإستعدادات في هذه المرحلة هي من أجل الجهوزيّة لخوض هذا الإستحقاق وليس من أجل التحالفات الإنتخابيّة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك