قيومجيان عن التوحد: لتعزيز ثقافة الدمج في مجتمعنا
29 آذار 2019 15:27
تم إطلاق عمل جمعية VIO " فيو" والإعلان عن اعداد مشروع قانون للأطفال المصابين بالتوحد، خلال لقاء، أقيم ظهر اليوم في مطعم "سوشيكو" في سيتي سنتر الحازمية، شارك فيه وزير الشؤون الأجتماعية ريشار قيومجيان، النائب ادي المعلوف، المحامي دوري صقر ممثلا النائب ادي ابي اللمع، الوزير السابق زياد بارود، رئيسة الجمعية رانيا صفير مخول وعدد من الشخصيات الإجتماعية والمهنية.
بداية النشيد الوطني، ثم كلمة للمحامي صقر، الذي قال: "كل ما نقوم به في الحياة له صدى في الحياة الأبدية ولكل منا رسالته في الحياة، إما يستوحيها من ظروف حياتية او من أشخاص موجودين في حياته. منذ تسع سنوات ولد طفل اسمه سيلفيو وبفضله اليوم ولدت جمعية اسمها "فيو" بسبب هذا الطفل الذي كان ملهما لأهله ولمن حوله، والدته الزميلة رانيا اكتشفت رسالتها في الحياة من خلال تجربة احزنتها ولكن في نفس الوقت جعلتها قوية، فقررت ان تكسر الحواجز وان تقوم برسالتها في التوعية والإضاءة على موضوع مهمل من كل الأشخاص ومن الدولة اي موضوع التوحد".
وألقت رئيسة الجمعية كلمة قالت فيها: "نجتمع اليوم بمناسبة اطلاق جمعية "فيو" التي أخذت على عاتقها الإهتمام باضطراب لم يستطع العلم لغاية يومنا هذا معرفة أسبابه، انه التوحد. هذه الحالة المتكاثرة ارتفعت معدلاتها بشكل كبير ووصلت الى 1/68 من الأطفال اي ما يعادل نحو 40 الف طفل في لبنان".
اضافت: "البلاد لا تنقصها الجمعيات، ولكن "فيو" جمعية مختلفة عن غيرها وضعت لنفسها مهمتين اساسيتين، الأولى صياغة واقرار قانون عادل ومنصف يحمي المصابين بالتوحد في لبنان، وقد اخترنا هذه المهمة لأن للإعاقة في بلدنا قانون يرعاها ولأن التوحد يختلف عن الإعاقة، وان المتوحد بحاجة الى رعاية دائمة ومتابعة يومية، آملين ان يتمكن هذا القانون عند اقراره، ان يساهم في تخفيف معاناة الكثير من الأهل الذين لا تسمح لهم احوالهم المادية بتأمين الرعاية لهذه الحالات. فنكون بذلك قد ساهمنا بانصاف أولاد لم يشأ القدر ان ينصفهم، وعليه فانني أدعو السادة النواب الى دعم وتبني هذا المشروع وتحويله الى اقتراح تمهيدا لإبصاره النور، بحيث يحمي اناسا لا تفرقهم طائفة ولا مذهب ولا لون ولا منطقة، فالمصاب بالتوحد هو انسان قبل ان يطبع بأي صفة اخرى".
وأشارت الى ان "انشاء مركز لرعاية المصابين بالتوحد، مهما بلغت اعمارهم، هو الأمر الذي نفتقده لغاية اليوم في وطننا".
وأعلن الوزير السابق بارود "ان الهدف من هذه الجمعية هو اعطاء الحياة الى أماكن يعتبر الكثيرون انها خارج الحياة التي نعرفها، فهناك حياة ثانية هي جد جميلة يمكن ان يعيشها الناس الذي لديهم هذا الإضطراب وليس المرض. ونقول في العامية "تعالوا نتوحد"، اي نتحد. نحن اليوم كلنا موحدون حول هذه القضية وحول ما تعيشه هذه العائلة، وكلكم اصدقاء لها، ومع كل من أسسوا هذه الجمعية وعملوا عليها. لقد استطعتم ان تخلقوا مساحة اضافية، نعم هناك جمعيات اخرى، ولكن ليس هناك من خطأ في ان تؤسس جمعيات تساهم اكثر في هذا المجال".
وقال: "نعمل على اقتراح قانون سنقدمه، إما بواسطة وزارة الشؤون الإجتماعية او من خلال النواب، ونعد من الان مشروع قانون وسنرسله الى مجلس النواب، ولدينا في المجلس نواب مقتنعون بهذه القضية سيساعدوننا ونحن نعرف كم لديهم جدية في التعاطي"، مؤكدا "ان هذا القانون سيوضع، لأن التوحد ليس اعاقة بالمعنى التقليدي، بل هو وضع خاص سنضع له قانونا خاصا بامكانه ان يواكب الأهل والمعنيين فيه بطريقة افضل".
اضافل: "قرأت قولا لفرانسواز دوفيفر تقول فيه "لشفاء طفل متوحد من الأسهل تخيله مثل الأمير الصغير، اي تعلم لغته والدخول الى صمه"، مضيفا "كم هو جميل ان ندخل في صمت التوحد وان نسمع، اي ضرورة ان نسمع هذا الصمت الذي هو في محله ونتعلم منه مثلما تعلمنا اليوم من "فيو" ومثلما سنتعلم في الأيام المقبلة وسنشعر بإنسانيتنا اكثر".
وعبر الوزير قومجيان عن سعادته للمشاركة في هذا الحفل، وقال: "أتيت للوقوف الى جانبكم مثلما أقف الى جانب الكثير من الجمعيات"، مؤكدا "ان المبادرات الخاصة في هذا المجال أمر أساسي، فالدولة ليس لديها مؤسسات تهتم بالذين يعانون التوحد او بذوي الحاجات الخاصة او اي حالة اجتماعية او انسانية، فالإتكال يقع على المواطنين، ويجب ان نتحمل مسؤولياتنا لنكون اكثر فعالية"، معتبرا "ان القطاع الخاص هو الأفضل في هذا الأطار، فأفضل المستشفيات في لبنان هي المستشفيات الخاصة، والامر نفسه ينطبق على الجمعيات وعلى المنظمات وعلى المؤسسات التي تخدم الناس في النواحي الإجتماعية والإنسانية".
اضاف: "في ما يخص التوحد، هناك ثقافة ليست موجودة في مجتمعنا عندما يكون هناك اعاقة او توحد وهي ثقافة الدمج، هذه الثقافة يجب ان تكون موجودة في كل مدارسنا التي يجب ان تكون مزودة بمساعدة اجتماعية وبمساعدين اجتماعيين واساتذة يعرفون كيفية التعاطي مع هذه الحالات فيصبح الدمج اكثر سهولة ويتمكن هؤلاء الأشخاص من الإنخراط في البيئة التي يعيشون فيها".
وتابع: "ليس هناك معوق او مريض او متوحد، فلكل شخص نقاط ضعفه، ولكل شخص اعاقة اما جسدية او نفسية. فلنخرج من التعاطي بتمييز مع هؤلاء الأشخاص. للأسف فإن ثقافة مجتمعنا تجنح نحو التمييز، نتعاطى بتمييز مع الخدم، مع لونهم المختلف عن لوننا، ومع من هم من غير طائفتنا ومنطقتنا. لكن البلد لا يمكن ان يسير بهذا الشكل، يلومون المجتمع السياسي على ممارساته ولكن نحن كبشر ومن خلال تعاطينا مع بعضنا البعض يجب ان نغير سلوكنا".
وختم: "اشكر صديقي زياد بارود لأنه موجود في كل النشاطات التي تعني بهذه الأمور، وأحييه على هذا المجهود. كما اشكر النائب معلوف على مساندته، وأتوجه الى رئيسة الجمعية رانيا مخول قائلا سأقف الى جانبك وأدعمك بكل ما أوتيت من طاقة ومن موازنة في الدولة للوزارة التي آمل ان ترتفع".
بعد ذلك، قدم المدرب انطوني رزق عرضا عن "ضرورة التسلح بالتفكير الإيجابي". ثم اقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.