جبق اطلق الحملة الوطنية للتوعية عن سرطان القولون
15 آذار 2019 17:20
أطلق وزير الصحة العامة جميل جبق "الحملة الوطنية للتوعية عن سرطان القولون" بهدف مواجهة تزايد أعداد المرضى المصابين بهذا السرطان والحد من التأخر في الكشف عنه، في مؤتمر في وزارة الصحة، وفي حضور ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان إيمان الشنقيطي، والمدير العام لوزارة الصحة العامة وليد عمار، ونقباء الأجهزة الأمنية وممثليها، ورئيسة "جمعية سعيد هنا نمر"، وحشد من الأطباء والأعضاء في "جمعية أطباء الجهاز الهضمي" و"الجمعية اللبنانية لأطباء التورم الخبيث" و"جمعية أطباء الباثولوجيا" وناشطين في منظمات مجتمع المدني العاملة في مجال الصحة.
وأكد جبق أن "الصحة حق وواجب. هي حق لكل مواطن يجب التمتع به، وواجب تأمينه على كل سلطة ومؤسسة ومنظمة ذات صلة لمن يستحقه ضمن الضوابط والمعايير. فهي هي عنوان كرامة الانسان التي لا يجوز التعرض لها او الانتقاص منها. وهي واجب رسمي ودولي واجتماعي يحفظ بالتكافل والتضامن. ولا بد الا ان يكون موضع عناية ورعاية من الدولة ووزارة الصحة بحسب امكاناتها والتشريعات".
أضاف: "التوعية الصحية واجب استباقي، يقع في اعلى سلم الاهمية والاولويات لما يعود به من نفع كبير في صون صحة وحياة المواطنين والتخفيف من معاناتهم الانسانية والمالية على مدى سنوات، في ظل الواقع المعيشي الصعب الذي نعيش".
ولفت جبق إلى أن "إطلاق حملة التوعية من سرطان القولون (الامعاء) ومخاطره، يهدف إلى تأكيد إمكان تجنبه استباقيا أو الشفاء منه في مراحله الاولى". وقال: "إنها المرة الأولى التي تطلق فيها وزارة الصحة العامة حملة وطنية للتوعية من سرطان القولون، لتزايد أعداد المرضى ولتأخر الكشف عن هذا السرطان للأسف".
وقال إن "أهمية التوعية من سرطان القولون تكمن في عدة محاور:
أولا: انه سرطان يمكن الوقاية منه، لأنه من السرطانات القليلة التي يمكن استباق حدوثها من خلال الكشف المبكر والدوري نتيجة فحص بسيط بكلفة زهيدة لا تتعدى عشرة آلاف ليرة لتبيان وجود أي كتل حميدة ممكن أن تتحول في المستقبل إلى سرطان ووجوب إزالتها عند اكتشافها.
والتوعية هذه تفوق اهميتها التوعية من سرطان الثدي، لأن الثانية تتضمن تشجيع السيدات للكشف المبكر عن وجود السرطان في مراحله الأولى. وأما الأولى فتحفز لإجراء فحص بسيط لمنع حصوله.
ثانيا: إن علاج سرطان القولون ممكن ومتوافر في لبنان، سواء كان جراحيا أو عبر الاشعة أو عن طريق الأدوية. فوزارة الصحة العامة تتكفل سنويا بعلاج ما يزيد على 330 مريض بكلفة تبلغ حوالي مليارين ونصف المليار ليرة لبنانية ثمن أدوية فقط. وعام 2017 تمت معالجة 436 مريضا بسرطان القولون بتأمين دخولهم إلى المستشفى، وكان عدد مرات الدخول إلى المستشفيات 1253 مرة بكلفة مليار و400 مليون ليرة لبنانية تقريبا. فإذا ما قارنا ثمن الادوية بثمن فحص الكشف المبكر نجد ان معدل ثمن الادوية للمريض الواحد يبلغ 5000 دولار سنويا مقابل 20$ سنويا لإجراء الكشف المبكر عن طريق فحص FIT واذا اتبعه تنظير للقولون تصبح الكلفة 300 دولار.
ثالثا: هو سرطان ممكن الشفاء منه إذا تم اكتشافه في المراحل المبكرة، فإن نسبة الشفاء هي 90 في المئة وهي نسبة عالية جدا، كما وان الكشف المبكر يخفف من معاناة المريض والأهل على حد سواء، كما ويحد من الكلفة الصحية على الدولة والقطاع الصحي وجيب المواطن. فبذلك يكون الكشف المبكر هو أذكى استثمار ممكن أن يقوم به المواطن لصحته.
لهذه الاسباب تكتسب التوعية من سرطان القولون اهمية خاصة، لأنه يمكن الوقاية والعلاج والشفاء منه، ولا يمكن لأي مجهود على المستوى الوطني أن ينجح من دون جهود الجميع، فالجميع مسؤولون ومطالبون بالتعاون والتضامن للحد منه".
ولفت جبق إلى "الطلب إلى تعاونية موظفي الدولة، والضمان الاجتماعي والطبابة العسكرية والامنية تغطية فحص الكشف المبكر"، منوها بما "وجده من تجاوب وبخاصة لدى قيادة الجيش والطبابة العسكرية وتعاونية موظفي الدولة لاستعدادهم في مجال التعاون لانجاح هذه الحملة".
كما وأعلن أن "شركة Fuji Film اليابانية قدمت هبة عبر الوزارة الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي، هي كناية عن جهاز متطور لإجراء فحص الكشف المبكر لسرطان القولون، كما وقدمت 1000 اختبار (FIT Kits) مجاني الى أول 1000 شخص من غير المضمونين ضمن الحملة الوطنية للتوعية من سرطان القولون.
وختم الوزير جبق كلمته بالقول: "الوقاية خير من قنطار علاج".
وكان المؤتمر بدأ بكلمة لرئيس اللجنة الوطنية لمكافحة سرطان القولون وليد عمار، لفت فيها إلى أن "سرطان القولون والمستقيم يعتبر ثالث أنواع السرطان انتشارا، وثاني مسبب للوفاة من الأمراض السرطانية في العالم. وفي لبنان، يصاب حوالي 20 من أصل 100,000 شخص بهذا المرض سنويا. وهو رابع أنواع السرطان الأكثر انتشارا لدى الرجال بعد سرطان البروستات والرئة والمثانة، والثاني لدى النساء بعد سرطان الثدي. ولقد زاد عدد الحالات الجديدة التي تشخص سنويا من 583 حال في 2005 الى 1093 حال في 2015. وبما ان 80 في المئة من هذه الحالات تشخص في المراحل المتقدمة حيث تنخفض نسبة الشفاء لما دون 12 في المئة، اخذت وزارة الصحة العامة المبادرة لإطلاق الحملة الوطنية للتوعية".
وأضاف عمار أن "وزارة الصحة العامة تقوم الآن وبتوجيه من معالي الوزير على وضع استراتيجية وطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، بالتعاون مع جميع المعنيين، بما في ذلك تقييم الاحتياجات الخاصة لمرضى السرطان. فمكافحة السرطان هو جزء من برنامج الوقاية من الأمراض غير السارية الذي يهدف إلى تعزيز نمط الحياة الصحي من خلال تنظيم حملات توعية وتثقيف على المستوى الوطني بواسطة الاعلام والاعلان ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية وبرنامج الصحة المدرسية".
ولفت إلى أن "من اهم تدابير الوقاية من سرطان القولون: تجنب التدخين، واعتماد عادات غذائية صحية والتقليل من تناول اللحوم الحمراء والدهون، والكحول وتعزيز ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية. وكذلك القيام بالفحوصات اللازمة للكشف المبكر للكتل الحميدة Polyps لإزالتها قبل تحولها إلى خلايا سرطانية، والتي تسمح ايضا بتشخيص السرطان في مراحله المبكرة أي في الفترة الأكثر تجاوبا للعلاج. وفي هذا السبيل تنصح الوزارة بإجراء فحص الخروجFIT test سنويا ابتداء من عمر الخمسين، رجالا ونساء، وهو متوافر في معظم المختبرات"...
وتحدث ممثل "الجمعية الوطنية للجهاز الهضمي" علاء شرارة عن أهمية الكشف المبكر عن سرطان القولون مشيرا إلى أن "الإصابات إلى تزايد في لبنان ونسبة الزيادة من عام 2005 إلى 2015 تبلغ حوالى أربعين في المئة".
وشدد على "العمل على اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة، على ان يبدأ المسح وإجراء فحص الـFIT اعتبارا من سن الخمسين لتكون نسبة الشفاء عالية"، مذكرا بوجوب "اتباع نظام حياة صحية يعتمد على نوعية الطعام والرياضة والإبتعاد عن شرب الكحول والتدخين".
ومن ثم أدلت هنا نمر بشهادة حية عن تجربتها الخاصة إذ إن زوجها سعيد "توفي نتيجة إصابته بمرحلة متقدمة من سرطان القولون، وكان يبلغ من العمر سبعة وخمسين عاما، وكان من الممكن تفادي هذه المأساة لو أن الطبيب طلب من زوجها إجراء فحص الـFIT بالتزامن مع الفحوص الدورية التي كان يجريها".
وقالت إنها تشارك قصتها وحرقتها لتكون رسالة لكل واحد قد بلغ عمر الخمسين وما فوق ألا يتردد في إجراء هذا الفحص الذي سينجيه وينجي عائلته في حال إصابته بالمرض.
أما المدير العام لشركة MSD في منطقة الشرق أوكان إيسيكسي فقد أكد أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في التوعية الصحية لافتا إلى أن "هذا التعاون يحقق الإستقرار ويوصل رسالة التوعية المطلوبة إلى أكبر قدر ممكن من الناس".
وتلا رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء الجهاز الهضمي أنطوان أبو راشد كلمة نقيب الأطباء وقال: "ان كل الاطباء ومن كل الاختصاصات معنيون ومولجون بالشأن التوعوي للفرد بدءا من طبيب الاطفال مرورا بطبيب العائلة وصولا الى صاحب الاختصاص المباشر، فعلى كل أصحاب الاختصاص تقع مسؤولية ارشاد وتوجيه المواطن، وهم يحملون صفة الاستشاري الذي يطلب عند الحاجة تدخل طبيب ذات الاختصاص، حيث تكون هذه التدخلات ناجعة في المراحل الاولى وبالتالي تبعد قدر المستطاع عن تفاقم الحال لا سمح الله، كما وتجدر الاشارة إلى أن في حالات الكشف المبكر، وفي اداء الطبيب الجيد والدقيق دورا اساسيا في خفض الفاتورة الصحية التي باتت تشكل عبئا كبيرا على الدولة، حيث ان في الكشف المبكر يكتفي الطبيب بالضروري من الفحوص المخبرية وبالوصفات الطبية الهادفة، وبالتالي يتجنب المريض الوقوع في علاجات لا تنتهي ينوء تحت وزرها صحيا وماديا وتنوء معه الجهات الضامنة الرسمية منها والخاصة. من هنا نلمس مدى أهمية تضافر الجهود بين مختلف القطاعات الصحية وبخاصة مع القطاع الاعلامي بكافة وسائله الترويجية من أجل نشر الوعي والتنبيه من المخاطر بطريقة علمية ومبسطة كي تطاول كل فئات المجتمع".
وختم: "من باب حرصنا على مستوى طبي يليق بسمعة لبنان لن نألو جهدا في المطالبة باقامة نظام رقابي علمي متخصص لضمان أرقى أشكال الممارسة الوقائية والطبية".
واختتم اللقاء بإطلاق فيلم دعائي تثقيفي يشجع على إجراء فحص الكشف المبكر عن سرطان القولون.