وهاب: واقع جديد يجب التعامل معه
23 كانون الأول 2018 21:00
إستقبل رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، قائد "كتائب أبو الفضل العباس" التابعة ل"الحشد الشعبي" في العراق الشيخ أوس الخفاجي على رأس وفد أتى للتعزية بمرافقه محمد أبو ذياب، في دارته في الجاهلية، في حضور النائب السابق فادي الأعور، الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، رئيس القضاء المذهبي الدرزي السابق القاضي مرسل نصر، السيد سليمان نصرالله، قاسم حدرج على رأس وفد من "إعلام المقاومة" وحشد من الهيئات الروحية والحزبية والشعبية.
وألقى وهاب كلمة توجه فيها الخفاجي بالقول: "أرحب بمقاوم كبير، استمد تجربته من المقاومة اللبنانية البطلة، بمقاوم لم ير تناقضا بين الإسلام الحقيقي والمقاومة بل وجد تكاملا بين الإثنين. هذا الرجل الذي قاتل الاحتلال الأميركي في العراق، واعتبر بأن كل ساحات الجهاد هي ساحاته، فقاتل في سوريا لحماية سوريا وموقعها وموقفها، ونستطيع أن نقول بأن العراق وسوريا اليوم هما على طريق النصر بفضل هذه الجهود التي بذلت".
أضاف: "وهذا الرجل الموجود بيننا هو أحد رجال هذه الأمة الذين دفعوا ثمنا غاليا في مقاومة الاحتلال وفي دعم سوريا، وما وجوده اليوم بيننا إلا لنؤكد بأن المعركة واحدة وما يعنينا يعنيهم وما يعنيهم يعنينا، فالمعركة واحدة من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى كل موقع في هذه الأمة، فالنصر واحد والهزيمة- لا سمح الله- واحدة، ولكن هذه الهزيمة لا يمكن أن يذوقها رجال آمنوا بالله، كما آمن إخواننا في إيران وسوريا والعراق وفلسطين".
وتابع: "هذه الجهود التي بذلت والدماء التي دفعت أدت إلى وضع سوريا على طريق إعادة وحدتها وانتصارها، وأدت إلى سيطرة الجيش العربي السوري على معظم الأراضي السورية، وهذه الدماء التي بذلت، ساهمت في هزيمة داعش التي لم يهزمها لا ترامب ولا غيره في سوريا، هزمتها الدماء الشريفة التي بذلت، دماء شهداء الجيش العربي السوري، ودماء الحشد الشعبي في العراق. الأميركي هو من اخترع ما يسمى بداعش والنصرة وغيرها، والأميركي كان يريد حربا طويلة ومديدة في العراق، عندما سهل لإحتلالها في بعض المناطق في العراق، ولكن طالما وجد في العراق رجال كالشيخ أوس ورجال تعلموا من سماحة (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله كيف تتم مواجهة العدو، وعندما وجد هؤلاء الرجال كانت الهزيمة بأسرع مما توقع".
واستطرد: "كانوا يريدون حربا مديدة والإمعان في تدمير العراق، وتحويله إلى دويلات مذهبية متخاصمة، ولكن ما فعله الحشد الشعبي كان حاسما في أكثر من إتجاه: أولا في إتجاه هزيمة داعش، وثانيا في ضرب أحلام البعض في الدويلات العرقية في العراق، ولذلك كانت عملية الكركوك حاسمة في إسقاط كل أوهام الدويلات في المنطقة. نحن حتى هذه الحدود لا نؤمن بها وأعرف الآن سينتقدونني كثيرا، وسيقولون الكثير حول هذا الأمر، ولكن فليعلموا نحن أمة واحدة ونؤمن بالأمة ولا نؤمن بكل هذه الحدود المصطنعة، وما يحصل في بغداد ودمشق والقدس وعمان يعنينا في بيروت، نحن أمة واحدة وهكذا يجب أن نكون".
ورأى وهاب أنه "لتفعيل هذا الإنتصار العسكري الذي حصل في العراق وسوريا، علينا أن نتجه إلى إنجاز سياسي آخر يبدأ بسوق عربية مشتركة بين دول المشرق العربي، وسوق مشرقية لأننا عندما نضع أسس التعاون الإقتصادي وعندما تشعر الناس بأن هناك مصالح اقتصادية بين بعضها ربما تتسهل عملية قيام تلك السوق، ويقولون الآن بأننا ندعو الى وحدة سياسية دورية، ولكن نحن نقول بأن الوحدة الإقتصادية أكثر من دورية على مستوى لبنان وسوريا والعراق ودول أخرى في المشرق العربي، إذا أرادت الإنضمام، وهذا أمر يجب السعي إليه لأن تكامل الإمكانيات بين لبنان وسوريا والعراق يمكن أن يحقق الكثير وأن يخلق سوق عمل كبيرة للجميع وحركة تجارية كبيرة".
وأردف قائلا: "انتصارنا يبقى ناقصا إذا لم يترجم بالسياسة، وعدم ترجمته بالسياسة ربما يفتح المجال أمام الأخصام الذين لم نعاملهم حتى الآن بموجب قانون الأخصام والصراع، وهم وقحون إلى حدود يريد المهزوم التصرف وكأنه منتصر، هناك مشروع في المنطقة وكنتم فطريات على زوايا المشروع سامحناكم ونحن أولاد وطن واحد، لذلك نحن لا نعاملكم بموجب قانون الصراع، وهذا كرم أخلاق وليس حقا مكتسبا، ومن يراهن على مشروع خاسر يجب أن يعرف أن هناك واقعا جديدا يجب التعامل معه".
وجدد الترحيب بالزائر "قائدا من القادة الشرفاء في العراق الحبيب"، معتبرا ان المنطقة "لن ترتاح طالما العراق غير مستقر، لأن الأزمة الفعلية بدأت مع الإحتلال الأميركي للعراق، وفعلا إنطبق هذا الإحتلال لتسود الفوضى في لبنان، ومنذ احتلال العراق وحتى اليوم لم يستقر الوضع في لبنان، بالإضافة الى الحرب التي حصلت في سوريا وإلى كل الحروب التي حصلت ضد كل الدول العربية، فاستقرار العراق أساسي في أي منظومة للأمن العربي، ودون استقرار العراق سنبقى في هذه المنطقة كلنا غير مستقرين.
لذلك أقول لكم بأن المهمة العسكرية التي قمتم بها على أكمل وجه، بحاجة إلى أن تستكمل بمهمة سياسية تعيد للعراق ريادته على مستوى المنطقة، نحن نفهم العراق كخيار استراتيجي لنا ولكل هذه الأمة، لن نستطيع إعادة العراق الى هذا الدور إلا عبر هذا الإستقرار السياسي".
ووجه وهاب "تحية لكل مقاوم في العراق، لكل مقاوم أطلق رصاصة على الاحتلال وباتجاه الإرهاب، لأن هذه الرصاصات فعلت فعلها في هزيمة المشروع الأميركي الذي كان يريد للمنطقة أن تتفتت عبر احتلال العراق، وطالما أن الأميركيين يقولون بأن داعش قد هزمت فلم يعد هناك مبرر لوجود الأميركيين في العراق، إلا إذا كان هناك أهداف أخرى، وإذا لم يكن هناك أهداف أخرى فهذا الوجود يعتبر احتلال ويجب أن يعامل كاحتلال، وطبعا نحن نعتبر بأن الإنسحاب الأميركي من سوريا ليس منة أميركية، بل الإنسحاب الأميركي من سوريا تم بفضل صمود سوريا قيادة وجيشا وشعبا، وبفضل الدعم الحاسم الذي تلقته سوريا من الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن روسيا في هذه المعركة التي نتمنى أن تستكمل بإتجاه استعادة بعض المناطق في الشمال والشرق، لأن مهمة الجيش العربي السوري يجب أن تكون استعادة آخر شبر من الأراضي السورية".
من جهته اعتبر الخفاجي ان وهاب "يحارب على كل الجبهات، يحارب الفساد ويرفع راية المقاومة في وجه الفساد، والثمن الذي يدفعه هو ثمن وقوفه مع المقاومة ومحاربة الفساد ووقوفه ضد المؤامرة الدنيئة التي تحاك في المنطقة".
وأعرب عن تقديره "لموقف وهاب المقاوم والذي الجميع بالنسبة له سواسية، ويستلهم من قائده السيد حسن نصر الله منطق المقاومة ولا يفرض شروط المنتصر، هذه الأنوف التي أرغمت والدم الذي سال ثمنها حرية لبنان والعراق وفلسطين".
وختم: "انتصرنا بعقيدتنا وبتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة"، مؤكدا "ضرورة قيام سوق عربية مشتركة، لأن أكثر حروب المنطقة هي حروب اقتصادية".
ثم تليت الفاتحة على روح أبو ذياب.