"مجزرة إهدن" كما يرويها جعجع
14 تشرين الثاني 2018 13:57
"لقاء المصالحة" بين سليمان فرنجيّة وسمير جعجع في بكركي اليوم. لقاءٌ سيطوي صفحةً أليمة من تاريخ المسيحيّين ويؤسّس لمرحلة جديدة.
يؤكّد رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع، في حديثٍ للصحافي غسان شربل نُشر في كتاب "أين كنت في الحرب؟"، أنّ "المواجهة التي حصلت لم تكن مواجهة بين حزب "الكتائب" وإهدن، بل مواجهة محدودة بين "الكتائب" وجماعة الرئيس سليمان فرنجيّة"، موضحاً أنّ "إهدن لم تكن هي المُستهدَفة وتبيّن لاحقاً كم نحن ضنينون بكرامة المنطقة".
يروي جعجع أنّه "كان قد اتُّفق في أيار من العام 1978على خطة أمنيّة مع السوريين يكلف الجيش اللبناني بموجبها بمهام الأمن في جبيل وكسروان وجزء من بيروت وبعبدا والمتن، فيما يكلّف الجيش السوري بحفظ الأمن في الشمال والبقاع وبقية المناطق اللبنانية، وأصرّ الرئيس فرنجية على أن يكون الشمال تحت المظلة الأمنية السورية".
"لم يكن لحزب "الكتائب" النفوذ الشعبي والامتداد الوازن في الشمال إلا في بعض القرى والبلدات، إلاّ أنّه مع اندلاع الحرب ظهر تأييد شعبي واسع لـ"الكتائب" وتبدّلت الصورة"، يقول جعجع، لافتاً إلى أنّه "مع هذه "الفورة" في الإنتماء إلى "الكتائب"، أبدى فرنجيّة رفضاً قاطعاً لتمدد الحزب في الشمال، عطفاً على ما حصل حينها من لجوء لعدد كبير من الكتائبيين، لامس الـ200، إلى بشرّي، وتوازياً مع هذه الأجواء، عُقد اجتماع في مقرّ البطريركية المارونية في بكركي بين النائب طوني فرنجية والشيخ بشير الجميّل لم أعرَف تفاصيله".
ومع تقدّم الأيام، تفاعل الإحتدام بين جماعة فرنجية و"الكتائب" في مختلف المناطق الشماليّة، واتُخذ القرار بالمواجهة بين الجهتين المسيحيّتين المارونيّتين، وهنا برز دور سمير جعجع الذي كان يمُارس الطب وانتقل إلى المجلس الحربي بطلب من الجميّل شخصياً الذي أطلعه على الوضع في الشمال وقال له: "اتخذ القرار بالمواجهة"، طالباً منه التوجه الى الشمال وتسلّم قيادة المنطقة. وعلى أثر ذلك، تمّ تعيين جعجع مسؤولاً عن القوى العسكرية كافّةً في الشمال بشكل مؤقَّت ريثما تنتهي العملية.
ويؤكّد جعجع، في هذا الإطار، أنّ "الهدف كان اعتقال المجموعة التي تعتبر الذراع العسكرية لفرنجية لدفعه الى اتخاذ قرار بوقف مسلسلات التصفية"، مُضيفاً: "خلال التحضير للعملية كان هناك حرص شديد على اختيار توقيت لا يكون خلاله الرئيس فرنجية ونجله طوني في إهدن، واتُخذت الإحتياطات اللازمة لذلك، كما أنّه لم يكن ببال أحد أنّ طوني فرنجية في القصر ولم يكن المقصود لا خطفه ولا التعرّض له بأيّ شكل".
يروي جعجع أنّه أُصيب برصاصة في كتفه وأخرى في رجله وأخرى في فخذه وزنده أثناء العمليّة وغاب عن الوعي أكثر من مرّة قبل أن يعلم أنّ طوني فرنجية قد قتل في حين أنّ الهدف لم يكن قتله بل اعتقال المجموعة التابعة له.
وخلال معالجته في مستشفى "أوتيل ديو"، كانت صولانج الجميّل، زوجة بشير، قد أنجبت طفلة وكان بشير يتردد لرؤيتها، وتحدّث الجميّل وجعجع هناك حول مفاجأة مقتل فرنجية والإرتباك الحاصل بعدها في القيادة الحزبية الكتائبية.
لا يذكّر موقع mtv بهذه الرواية، التي أتت في أسطر غسان شربل، لنكء جراح الماضي بل لأخذ العِبَر والبناء عليها للمستقبل عشيّة حدثٍ سيدخل التاريخ أيضاً.