ما حقيقة ما يجري حول الجنوب السوري؟
30 حزيران 2018 15:23
من المتوقع ان تحتل التطورات الميدانية التي يشهدها الجنوب السوري، حيزا واسعا من المباحثات التي سيجريها الرئيسان الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في قمتهما المنتظرة في 16 تموز المقبل في هلسنكي. فبحسب مصادر دبلوماسية مطّلعة، يولي الجباران، رغم علاقاتهما المتشعبة والمتناقضة مع الاطراف الاقليميين والدوليين، حرصا مشتركا على ضبط الامور في هذه المنطقة، نظرا لدقة وحساسية موقعها الجغرافي. فهي تقع على الحدود مع الاراضي الفلسطينية المحتلة وعلى تخوم الجولان المحتل. وبعد ان أرست قمتهما الاولى، في هامبورغ العام الماضي، قواعد منطقة لخفض التوتر في الجنوب السوري، ترنّحت هذه الأسس بقوة طوال الاشهر المنصرمة، وقد باتت تتطلب إنعاشا وتحديثا، وهو ما سيعرض له ترامب وبوتين. وتقول المصادر لـ"المركزية" ان الاجتماع العتيد يفترض ان ينتهي الى اتفاق على وقف القتال في المنطقة، على ان ينتشر فيها الجيش النظامي السوري فقط، دون أي فصائل ايرانية موالية له. وهذا القرار، بحسب المصادر، سيشكل إحياء للتفاهم الروسي - الاسرائيلي - السوري النظامي الضمني، الذي ضبط الامن في الجولان طوال الأعوام الماضية، فلم تشهد هذه الحدود اي تصعيد او مواجهات تذكر. واذ تشير الى ان موسكو ستتولى الاشراف على تنفيذ دمشق لهذا التفاهم في الفترة المقبلة، تلفت المصادر الى ان روسيا ستعمل ايضا مع الفصائل المعارضة للنظام، للتوصل الى تفاهمات تعزز التهدئة في الجنوب. وفي السياق، كشف مفاوضون من المعارضة السورية اليوم ان المعارضة بدأت محادثات مع روسيا بشأن اتفاق لاستعادة سيادة الدولة على أجزاء من محافظة درعا بالجنوب يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وأضاف المفاوضون أن لجنة تضم ستة أعضاء من المدنيين والعسكريين وشكلها مقاتلو معارضة في الجنوب عقدت اجتماعا تمهيديا على الحدود الإدارية لمحافظة السويداء المجاورة. وقال إبراهيم الجباوي الناطق الرسمي باسم غرفة العمليات المركزية التي أسستها الجماعات الرئيسية التابعة للجيش السوري الحر في جنوب سوريا "اللجنة عقدت اجتماعها الأول مع الجانب الروسي الذي قدم مطالبه".
ليبرمان: في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس إن إسرائيل لن تسمح للاجئين السوريين بدخول أراضيها لكنها ستواصل إمدادهم بالمساعدات الإنسانية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما يزيد على 120 ألف شخص في جنوب غرب سوريا اضطروا الى الفرار منذ أن بدأت القوات الحكومية هجوما لاستعادة المنطقة القريبة من الحدود مع الأردن وهضبة الجولان المحتلة من قوات المعارضة.
واشار الجيش الإسرائيلي الى أنه رصد أعدادا متزايدة من المدنيين السوريين في مخيمات اللاجئين على الجانب السوري من الجولان خلال الأيام الأخيرة وأنه أرسل الليلة الماضية إمدادات إغاثة لأربعة مواقع "للسوريين الفارين من القتال". وأكدت تصريحات ليبرمان على "تويتر" مجددا موقف إسرائيل وجاءت بعد تصريحات لوزير الطاقة يوفال شتاينتز في وقت سابق اليوم قال فيها إنه لن يُسمح للاجئين بدخول إسرائيل.
وكتب ليبرمان في تغريدته على "تويتر" "نراقب عن كثب الأحداث في جنوب سوريا. سنحمي مصالح إسرائيل الأمنية. وكالعادة سنكون مستعدين لإمداد المدنيين والنساء والأطفال بالمساعدات الإنسانية لكننا لن نقبل بدخول أي لاجئ سوري أراضينا". ونُشرت تغريدته بعد ساعات من إعلان الجيش أنه أرسل مساعدات إلى جنوب سوريا. وأظهرت تغطية تلفزيونية بثها الجيش الإسرائيلي رافعة شوكية وهي تفرغ شحنات قيل إنها تشمل 300 خيمة و28 طنا من المواد الغذائية والمعدات الطبية والأدوية والأحذية والملابس.