يمارسون الجنس... حيث لا يجرؤ الآخرون!
سينتيا سركيس
13 تشرين الأول 2016 06:25
عادة ما تساهم الحروب في العالم بتراجع عدد المواليد، وهذا أمر طبيعي... فالجنس يصبح ثانويا أمام صوت المدافع ورائحة الموت. يصبح البقاء على قيد الحياة والصمود حتى اليوم التالي هو الأهمّ، فالرجال يحاربون أو يبحثون عن الامان لعائلتهم والنساء يصلّين ويسهرن ليلا ونهارا، خوفا من أن يخطف الظلام أحباءهنّ على غفلة. فماذا يُسمّى إذا، تزايد عدد المواليد في الحرب؟ جهل أو انعدام في المسؤولية؟
تستمرّ الحرب السورية منذ 2011 من دون كوّة بانفراج ما، لا بل تراها تستعر وتزداد وتيرة المعارك بشدة، خصوصا في الاشهر الاخيرة، بحيث قتل حتى الآن زهاء 500 ألف شخص، وتشرّد منهم الملايين، وقد حظي لبنان بحصّة كبيرة إزاء النزوح السوري.
اكثر من سبعة ملايين سوري تشرّدوا داخل بلدهم، فتركوا منازلهم وقراهم ونزحوا الى مناطق اخرى اكثر أمانا بعدما اشبعوهم قصفا ودمارا. غير ان كلّ ما تقدّم لم يمنع السوريين من التكاثر او بالأحرى، لم يمنعهم من الإنجاب، والامثلة كثيرة، نراها بأم العين في لبنان.
ففي بلادنا التي تستضيف أكثر من مليون لاجئ سوريّ، كثيرا ما نرى سوريات حوامل، او نلتقي بأسر مؤلفة من أطفال لم يتجاوزا السنة او الاشهر، هذا عدا عن اولئك الذين يشحذون على اطفالهم الرضع.
مشاهد لا يألفها العقل، فهؤلاء الهاربون من الدمار والقتل، الباحثون عن استقرار في بلد آخر، كيف لهم أن يفكروا بإنجاب أطفال فيما هم، انفسهم، لم يدركوا بعد ماذا يخبئ لهم المستقبل؟ كيف يمكن ان يندفعوا إلى هذا الحدّ بقلّة مسؤوليتهم فينجبون ويتزايدون من دون الاكتراث لما ستكون عليه حياة أطفالهم؟ لا بل تلك العائلات المكوّنة من 5 اطفال، وترى الوالدة حامل أيضا، تراهم يفترشون الحدائق العامة أو أرصفة الطرقات، والاولاد يلهون بما تيسّر من عشب أو أحجار. هل هو الجهل يتحكّم بهؤلاء أو هي قلّة المسؤولية؟
إن كان الجهل هو السبب، وجب على الجمعيات الأممية التي تعنى بتقديم مساعدات للاجئين أن تقوم بحملات توعية إزاء الإنجاب، وتنبيههم إلى وسائل الحماية، منعا لتحميل أنفسهم أعباء إضافية، نظرا لما يحتاجه الاطفال من طعام ولباس وتعلّم وضرورات أخرى.
كذلك، إذا كان السبب قلّة المسؤولية، وجب إرشادهم إلى أن للأطفال حقوقا علينا بالحياة الكريمة، والتعلّم وإفساح المجال امام أحلامهم مهما كانت صغيرة او كبيرة. وبالتالي وجب دقّ ناقوس الخطر، لأن الجهل وقلّة الإكتراث وبالتالي الإنجاب من دون وعي، من شأنه أن يولّد فقرا ومجتمعا بائسا، وقد يوصل البعض إلى الإجرام بحثا عن لقمة العيش.