خبرٌ "صحيّّ" سار للبنانيّين...
2 كانون الأول 2015 13:34
ازدواجية لغة الإنسان تساعده في الشفاء من السكتة الدماغية بحسب دراسة حديثة خلصت إلى أن المتحدثين بلغة ثانية غير لغتهم الأصلية كمعظم اللبنانيّين يستعيدون وظائفهم الإدراكية بواقع الضعف عمن يتحدثون لغة واحدة فقط إثر إصابتهم بالسكتة الدماغية.
وقالت سوفارنا ألادي أستاذة الأمراض العصبية بمعهد نظام للعلوم الطبية في حيدر أباد بالهند والمشرفة على هذه الدراسة إنه اتضح خلال السنوات الأخيرة أن الخبرات الحياتية تغير من الطريقة التي تعبر بها الأمراض عن نفسها في المخ.
وأشارت الى أن استخدام عدة لغات يمثل تحديا للمخ -لأنه يصبح من الصعب إيجاد لفظ معين لمعنى واحد بين عدة لغات- ومثل هذا التحدي يقوي المرونة العصبية أو المخزون المعرفي ما يهيئ المخ للتعامل مع التحديات الجديدة مثل الأمراض. وحلل الباحثون السجلات الطبية لعدد 608 مرضى ممن أصيبوا بالسكتة الدماغية بمعهد نظام للعلوم الطبية بين عامي 2006 و2013. وكان أكثر من نصف المصابين بالسكتة الدماغية يتحدثون لغتين على الأقل.
وبعد أن وضع الباحثون في اعتبارهم عوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة مثل التدخين والسن والتعليم والاصابة بارتفاع ضغط الدم وداء السكري وجدوا أن نحو 40 في المئة ممن يتحدثون لغتين يستردون وظائفهم الإدراكية والمعرفية بعد السكتة الدماغية بالمقارنة بنسبة 20 في المئة بين من يتحدثون لغة واحدة فقط.
وأفادت النتائج أن من يتحدثون لغتين أبلوا بلاء حسنا في الاختبارات الخاصة بالانتباه واليقظة عقب السكتة الدماغية لكن لم يرصد أي فارق فيما يتعلق باحتمالات الإصابة بالتلعثم أو القدرة على الفهم او التعبير عما يجول بخاطرهم خلال الحديث.
وقالت ألادي "جميعهم يصابون بالسكتة الدماغية في نفس السن لكن يبدو ان النتائج تكون أفضل بالنسبة للمتحدثين بلغتين". وقالت إن استخدام لغة ثانية أو ثالثة في الحديث أو التحدث بها بطلاقة حتى لو كان الإنسان لا يستخدمها كثيرا وبانتظام يبدو انها تضيف ميزة للمخ.
ومضت تقول "العامل الأكثر أهمية هو استخدام اللغة على المدى الطويل". وقالت إن تعلم لغة ثانية بالمدرسة ثم عدم استخدامها لا يضيف أي فوائد. وأردفت إن "الرسالة المستهدفة هي لأن أنشطة تقوية الإدراك أمور يمكنك القيام بها في أواسط العمر لحماية نفسك". ومضت تقول إن بوسع المرء التحدث بلغتين لكن بوسعه أيضا العزف على الآلات الموسيقية" أو القيام بأنشطة أخرى تمثل تحديا للمخ.
وقال فرجوس كريك من معهد أبحاث روتمان في بيكريست في تورونتو الذي لم يشارك في هذه الدراسة إن تعلم ثلاث لغات ربما يكون خيرا من لغتين رغم أن ذلك لم يتضح بصورة جلية. وكان كريك وفريقه البحثي قد اكتشف أن تعلم لغتين يؤخر ظهور خرف الشيخوخة بواقع أربع سنوات أو خمسة.
وقال كريك في هذا السياق "يتعين على الناس تعلم لغة ثانية للتواصل في حالة وجود المرء في وضع معيشي جديد أو استيعاب ثقافة مختلفة أو من قبيل الاستفادة والمتعة. الفوائد العصبية مكافأة وليست هدفا أساسيا".