اوساط لـ السفير: فرنسا مصابة بالاحباط بعد الانفجار الاخير الذي استهدف "اليونيفيل"
27 كانون الأول 2011 05:48
اعتبرت اوساط اقليمية الى ان الجنوب اليوم يمر في "حالة انتظار" لما ستؤول اليه التطورات في المنطقة، بالنظر الى ان الواقع اللبناني يرتبط ارتباطا وثيقا بالأحداث السورية وطبيعة الاستهداف الذي تتعرض له دمشق، كونها تمثل احد الاعمدة الاساسية لحالة الممانعة اليوم، ما سيسهل بعدها ضرب، او أقله إضعاف، المقاومة تمهيدا لتطويق إيران، بصفتها رأس الحربة لهذا المحور.
ولفتت الاوساط لـ"لسفير" الى ان تجاوز دمشق للقطوع الاخطر في ازمتها في ظل تراجع التهديد الخارجي والاقليمي، بالتزامن مع انحسار التحركات الشعبية المناهضة للنظام، واتخاذها طابعا مسلحا وأمنيا، كل ذلك لا يعني ان المنطقة، ولبنان في صلبها، قد تجاوز الازمة وأن الجنوب اللبناني لن يعود مسرحا لتبادل الرسائل بين مختلف الافرقاء.
وشددت الاوساط على ان"الستاتيكو" القائم مستمر اليوم، وأن من مصلحة جميع اللاعبين الرئيسيين عدم العبث بالاستقرار الجنوبي، تحديدا في منطقة عمل "اليونيفيل"، في ظل رغبة بالالتزام بالقرار 1701 الذي لم يتعرض لهزات تذكر، برغم رسائل التفجيرات ضد القوات الدولية او عبر اطلاق الصواريخ المجهولة باتجاه فلسطين المحتلة، بين فترة وأخرى.
وتتوقف الاوساط نفسها عند اهمية الدور الذي تلعبه فرنسا في اطار الدول المشكلة لـ"اليونيفيل" في الجنوب، المتاخم لسوريا، وتشير الى ان التفجير الاخير الذي استهدف دورية تابعة لها في صور قد اصاب باريس بنوع من "الإحباط" الذي باتت معه الدولة الاوروبية الاكبر، ذات الحضور الفاعل في حلف "الناتو"، في موقع الدفاع.
واضافت الاوساط: "قد دفع هذا الامر بباريس الى السعي لطلب المساعدة لسلامة قواتها عند الاطراف الفاعلة جنوبي الليطاني، وعلى رأسها المقاومة، التي يعنيها استقرار الجنوب، بينما بات من الواضح ان الجهة التي تستهدف "اليونيفيل" تسعى الى زعزعة استقرار المنطقة ربطا بما يحدث في سوريا".
ويرى هؤلاء ان الاحباط الفرنسي سببه فشل مخطط باريس للمنطقة انطلاقا من البوابة السورية، اذ ان فرنسا ومعها تركيا وقطر، تصدرت محور الهجوم الرئيسي على سوريا، بينما التزمت الادارة الاميركية تحريك الخيوط من بعيد، وهو الدور نفسه الذي أدته في الازمة الليبية. ويأتي تراجع دور باريس مكملا للتراجع في هجمة ذلك المحور.
وتشير الاوساط الى انه بينما يبدو محور داعمي سوريا متماسكا وموحد الاهداف والخطوات، بات المحور الغربي في حالة ارباك، وليس ادل على ذلك تلك الازمة المتصاعدة وغير المسبوقة بين باريس وأنقرة على خلفية الملف الارمني.
وتشير الأوساط ان باريس شعرت بالمهانة ، اثر الاستهداف الاخير لجنودها في الجنوب، وثمة نقاش متصاعد بين المؤسستين السياسية والعسكرية حول اهمية وجدوى الدور الفرنسي في لبنان، الامر الذي سيدفع باريس الى خفض عديد جنودها في "اليونيفيل"، وإجراء مراجعة شاملة لعمل قواتها، وإن كانت النية غير متجهة الى سحب قواتها بالكامل من الجنوب، الامر الذي كانت المؤسسة العسكرية تدفع باتجاهه.
وتشير الأوساط الاقليمية الى ان باريس، وبخلاف موقفها المعلن، تتوجس من صعود التيار الاسلامي في العالم العربي، وخاصة في ظل بروز ما يسمى بالتيار السلفي الذي لا يزال يكتنفه الغموض، بينما تراهن على "براغماتية" "الاخوان المسلمين" وأنصارهم في الوقت الذي تعتبر فيه الجيش في الدول العربية ضمانة للاستقرار.
وتنحو باريس والغرب الى طلب تعزيز الاستقرار في الجنوب الذي بات مطلبا، لا بل حاجة للجميع في المنطقة، أقله حتى اجتياز مرحلة "انتظار" مرور "القطوع السوري"!.