مصدر كنسي لـ السفير: "نصيحة البطريرك ألا يراهن أي فريق على الوقوف إلى جانبه"
28 أيلول 2011 04:31
اكد مصدر كنسي مسؤول ان "منطلقات البطريرك الراعي ومقاصده هي تجنيب لبنان أية انعكاسات لما يجري في العالم العربي من خضات، وإعادة الشركة الحقيقية والمحبة الصادقة بين اللبنانيين. وهو وضع لذلك جدول أعمال مرهقاً يتألف من نقطتين تتفرع عنهما عشرات المشاريع والزيارات والأفكار. أما النقطتان فهما التواصل مع كل المسيحيين على المستوى السياسي وعلى المستوى الروحي. وإعادة الثقة الى العلاقات بين الطوائف اللبنانية عبر إحياء التواصل المباشر".
واكد المصدر لصحيفة "السفير" أن "الراعي ينتبه الى محاولات إظهاره طرفا في الصراع السياسي. ويعرف ان كل فريق يريد تصويره الى جانبه، والأخطر ضد الفريق الآخر. لكنه قالها ويكررها في كل جلساته مع المسؤولين. هو يقدّر مساعيهم الطيبة لما يجمع على المحبة والشركة ويتحفظ على الخلافات والتكتيكات السياسية".
واضاف المصدر ان "حرص كل فريق سياسي على جذب بكركي الى موقعه دليل على المكانة المعنوية الكبيرة لبكركي وتأثيرها في الحياة العامة اللبنانية كونها لا تحمل أي غرض أو مصلحة شخصية انما أهدافها وطنية بالدرجة الاولى مع بعض الخصوصية المسيحية".
وأوضح: نصيحتنا التي ننقلها عن البطريرك الراعي نفسه، ألا يراهن أي فريق سياسي على وقوف البطريركية الى جانبه. هي تعبر عن ضمير اللبنانيين وعن هواجسهم وأوجاعهم. تصوّب البوصلة وترفع الصوت حيث يفترض وتعمل جاهدة الى أن تستحق شعار إعطائها مجد لبنان". ويعطي المصدر مثالا قائلا "ان بعض من يبدون اليوم شديدي التعلق بالبطريرك صفير ومواقفه سبق لهم في الثمانينيات أن خاصموه وقاطعوه واتهموه بما ليس فيه".
وتوقف المصدر بكثير من العتب على من حاول "عن عدم معرفة أو عن سوء نية الحديث عن مشهدين أو بطريركين يوم الاحد المنصرم" في إشارة الى جولة الراعي الجنوبية وترؤس البطريرك صفير قداس شهداء "القوات اللبنانية". ويقول "في مثل هذا الكلام إهانة لبطريركين كبيرين. فصفير الذي انسحب كما يليق بالكبار لا يقبل ان يوضع في مواجهة البطريرك الراعي أو ان يتقدم حتى عليه. وقد عكس ذلك في أكثر من موقف وصورة. وهو لم يترأس القداس إلا بعد أن كلفه الراعي بذلك وأرسل رقيما بطريركا تُلي في القداس وفيه إشادة بالتطور الذي حققته "القوات".
وذكر بان البطريرك الراعي أصدر قرارا طالب بموجبه جميع الكنائس بأن تذكر اسم صفير عند تلاوة النوايا في كل قداس تقديرا وتكريما له. والكنيسة المارونية، شأنها شأن كل الكنائس البطريركية، لها رأس واحد يسيّر كل الاعضاء التي تعمل بالتكامل والتناغم ولكل دوره ومكانته. ومجلس المطارنة يضم أساقفة يختلفون في مقاربة كثير من الشؤون الوطنية والكنسية، لكن عندما يتم التوصل الى أي قرار فالجميع يلتزم ويتبنى الدفاع عما تم الاتفاق عليه".
واكد المصدر، القريب من الراعي، أن "نوايا البطريرك ومقاصده نبيلة وتتجاوز الزواريب السياسية الضيقة. يعرف أن دونها صعوبات. وان كلامه اليوم قد يرضي طرفا ويُغضب آخر. وانه غدا قد يحصل العكس فينقلب الغاضب راضيا والمرحب منتقدا. لكن الاكيد أن الراعي لن يقفل الباب يوما في وجه أي كان. فهو يريد خلق شبكة أمان لبنانية - لبنانية لأنه يؤمن بأن حصانة أي بلد وحمايته تتأتى من وحدة أبنائه وتكاتفهم. وان الحوار والتواصل كفيلان بقطع نصف الطريق بين اللبنانيين عبر هدم المخاوف والأفكار المسبقة. وان لا محظورات في النقاشات اللبنانية الداخلية ويمكن لأي فريق ان يضع كل هواجسه على الطاولة فيُسمع ويَسمع ما يبددها".