المجر "الأم الحنون" الجديدة للمسيحيين؟
طوني عطية
8 آذار 2025 06:30
شهد الأسبوع المنصرم، حدثاً لبنانيّاً - مسيحيّاً خارجيّاً، زَوّد الجسم الداخلي، بجرعة تفاؤلٍ، لبلدٍ، يتوق إلى مستقبلٍ، يُبنى فوق مداميك ثابتة ومستدامة. بالتوازي مع إعادة ترتيب الحكم الجديد في لبنان، وربطِهِ بالأسرة الدولية والعربية، بعد اعتقاله من قبل محاور وساحات غريبة عنه، استضافت بودابست مؤتمراً تحت عنوان "مستقبل لبنان من منظور مسيحيّ".
لماذا المجر تحديداً؟ هل أصبحت "الأم الحنون" الجديدة لمسيحيي لبنان؟ أين وُلدت الفكرة؟ وهل ستكون مجرّد نشوة طيّبة النوايا لكنها عابرة، أمّ لها رؤى واضحة وترجمات ملموسة في المدى المنظور؟
أسئلة محورية طرحت ضمن أفق المشهد في العاصمة المجرية جامعاً كلّ القوى المسيحية من أحزاب ومؤسسات دينية وتيارات فكرية وأكاديمية وثقافية.
الدكتور فؤاد أبو ناضر لفت في حديث لـ "نداء الوطن"، وهو أحد أبرز المشاركين، الذي يحمل في جعبته مسيرة نضالية حافلة في سبيل بقاء المسيحيين الحرّ وتجذّرهم في بلدهم، إلى أنّ "الفكرة نشأت في الولايات المتحدة الأميركية من قبل لبنانيين فاعلين ومهتمّين جدّاً بالمسألة المسيحية واللبنانية، وهم على تفاعلٍ مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، ورأوا أن الطريق الأضمن لدعم تلك القضية، أن تمرّ عبر مؤسسات دولية أو برعايتها".
وعن سبب اختيار تلك الدولة الصغيرة في حجم نفوذها ودورها السياسي والاقتصادي، مقارنة مع غيرها من دول الاتحاد الأوروبي، أشار أبو ناضر إلى "أنّ المجر، هي البلد الوحيد في العالم الذي لديه وزارة خارجية مؤلّفة من مديريتين أو بمعنى وزارتين، واحدة للسياسة الخارجية، وثانية مختصّة في مساعدة المسيحيين المضطهدين في العالم (State Secretariat for the Aid of Persecuted Christians and for the Hungary Helps Program).
كما أن العلاقة بين المجريين واللبنانيين تعود إلى عقودٍ طويلة، ولهم إسهامات تاريخية ومفصلية، نذكر منها على سبيل المثال، الدور الكبير الذي لعبه وزير خارجية "الإمبراطورية النمسوية - المجرية المقدّسة" كليمنس فون مترنيخ، في القرن التاسع عشر بتأسيس نظام متصرفية جبل لبنان، إذ اعتُبِرَ وفق إجماع المؤرخين بأن تلك المرحلة هي الأهم التي شهدها اللبنانيون من حيث الاستقرار والازدهار والبحبوحة، حتى شاع وقتها المثل الشهير "نيّال لي عندو مرقد عنزة بجبل لبنان". وشكّلت تلك الخطوة أوّل اهتمام أممي بالقضية اللبنانية ودعمها في المحافل الدولية.
وفي سياق كلمته أمام المشاركين، ذكّر أبو ناضر بما ورد في خطاب شهير لرئيس وزراء المجر فيكتور أوربان خلال مؤتمر ضخم عام 2019، ضمّ حوالى 500 شخصية مسيحية من دول آسيوية وأفريقية، حيث قال وقتها إن "بلاده التي تعرّضت تاريخيّاً لاحتلالات واضطهادات، تعرف معنى الحرية وعطش المسيحيين المضطهدين إليها، لذلك، نحن ندعمكم، لأننا نشعر بما تعانون منه ونفهم ما أنتم بحاجة إليه من حرية وأمان واستقرار".
بالعودة إلى أهداف المؤتمر وخريطة طريقه، أوضح الدكتور فؤاد أبو ناضر، أن مقرّ "صندوق الدعم" سيكون في الولايات المتحدة الأميركية وسيخضع لقوانينها. وسيتمّ تمويله عبر الدول الداعمة والمشاركة مثل المجر، النمسا، إيطاليا وقبرص، إضافة إلى جهود فردية ومؤسسات وجمعيات كنسية وغيرها.
ولهذه المهمّة سيُعقد لقاءٌ ثانٍ بعد 6 أو 7 أشهر، بإشراف المدير العام لشؤون مساعدة المسيحيين المضطهدين الوزير تريستان أزبيج، من أجل تقييم الخطوات العملية. وسيُشكّل مجلس إدارة خاص بالصندوق، يضمّ لبنانيين وغير لبنانيين. وسيتم اختيار شخصية عالمية مرموقة تتمتّع بكل الصفات والمؤهلات اللازمة لإدارته.
أما المبلغ الذي يسعى الصندوق إلى تحصيله، فيبلغ حوالى 250 مليون دولار، دعماً لمسيحيي لبنان، لا سيما في مجالات الصحّة والتربية وخلق فرص العمل، في سبيل تمتين بقائهم وتفعيل دورهم في وطنهم، لأنّه عندما تكون مدارسهم ومستشفياتهم ومؤسساتهم التربوية والاجتماعية بخير، فلبنان كلّه بخير".
لماذا المجر تحديداً؟ هل أصبحت "الأم الحنون" الجديدة لمسيحيي لبنان؟ أين وُلدت الفكرة؟ وهل ستكون مجرّد نشوة طيّبة النوايا لكنها عابرة، أمّ لها رؤى واضحة وترجمات ملموسة في المدى المنظور؟
أسئلة محورية طرحت ضمن أفق المشهد في العاصمة المجرية جامعاً كلّ القوى المسيحية من أحزاب ومؤسسات دينية وتيارات فكرية وأكاديمية وثقافية.
الدكتور فؤاد أبو ناضر لفت في حديث لـ "نداء الوطن"، وهو أحد أبرز المشاركين، الذي يحمل في جعبته مسيرة نضالية حافلة في سبيل بقاء المسيحيين الحرّ وتجذّرهم في بلدهم، إلى أنّ "الفكرة نشأت في الولايات المتحدة الأميركية من قبل لبنانيين فاعلين ومهتمّين جدّاً بالمسألة المسيحية واللبنانية، وهم على تفاعلٍ مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، ورأوا أن الطريق الأضمن لدعم تلك القضية، أن تمرّ عبر مؤسسات دولية أو برعايتها".
وعن سبب اختيار تلك الدولة الصغيرة في حجم نفوذها ودورها السياسي والاقتصادي، مقارنة مع غيرها من دول الاتحاد الأوروبي، أشار أبو ناضر إلى "أنّ المجر، هي البلد الوحيد في العالم الذي لديه وزارة خارجية مؤلّفة من مديريتين أو بمعنى وزارتين، واحدة للسياسة الخارجية، وثانية مختصّة في مساعدة المسيحيين المضطهدين في العالم (State Secretariat for the Aid of Persecuted Christians and for the Hungary Helps Program).
كما أن العلاقة بين المجريين واللبنانيين تعود إلى عقودٍ طويلة، ولهم إسهامات تاريخية ومفصلية، نذكر منها على سبيل المثال، الدور الكبير الذي لعبه وزير خارجية "الإمبراطورية النمسوية - المجرية المقدّسة" كليمنس فون مترنيخ، في القرن التاسع عشر بتأسيس نظام متصرفية جبل لبنان، إذ اعتُبِرَ وفق إجماع المؤرخين بأن تلك المرحلة هي الأهم التي شهدها اللبنانيون من حيث الاستقرار والازدهار والبحبوحة، حتى شاع وقتها المثل الشهير "نيّال لي عندو مرقد عنزة بجبل لبنان". وشكّلت تلك الخطوة أوّل اهتمام أممي بالقضية اللبنانية ودعمها في المحافل الدولية.
وفي سياق كلمته أمام المشاركين، ذكّر أبو ناضر بما ورد في خطاب شهير لرئيس وزراء المجر فيكتور أوربان خلال مؤتمر ضخم عام 2019، ضمّ حوالى 500 شخصية مسيحية من دول آسيوية وأفريقية، حيث قال وقتها إن "بلاده التي تعرّضت تاريخيّاً لاحتلالات واضطهادات، تعرف معنى الحرية وعطش المسيحيين المضطهدين إليها، لذلك، نحن ندعمكم، لأننا نشعر بما تعانون منه ونفهم ما أنتم بحاجة إليه من حرية وأمان واستقرار".
بالعودة إلى أهداف المؤتمر وخريطة طريقه، أوضح الدكتور فؤاد أبو ناضر، أن مقرّ "صندوق الدعم" سيكون في الولايات المتحدة الأميركية وسيخضع لقوانينها. وسيتمّ تمويله عبر الدول الداعمة والمشاركة مثل المجر، النمسا، إيطاليا وقبرص، إضافة إلى جهود فردية ومؤسسات وجمعيات كنسية وغيرها.
ولهذه المهمّة سيُعقد لقاءٌ ثانٍ بعد 6 أو 7 أشهر، بإشراف المدير العام لشؤون مساعدة المسيحيين المضطهدين الوزير تريستان أزبيج، من أجل تقييم الخطوات العملية. وسيُشكّل مجلس إدارة خاص بالصندوق، يضمّ لبنانيين وغير لبنانيين. وسيتم اختيار شخصية عالمية مرموقة تتمتّع بكل الصفات والمؤهلات اللازمة لإدارته.
أما المبلغ الذي يسعى الصندوق إلى تحصيله، فيبلغ حوالى 250 مليون دولار، دعماً لمسيحيي لبنان، لا سيما في مجالات الصحّة والتربية وخلق فرص العمل، في سبيل تمتين بقائهم وتفعيل دورهم في وطنهم، لأنّه عندما تكون مدارسهم ومستشفياتهم ومؤسساتهم التربوية والاجتماعية بخير، فلبنان كلّه بخير".