بعد الصّدمة المُتراكمة... لحظةُ تحوّل؟
كريستال النوار
7 آذار 2025 06:16
بعد سنواتٍ من الأزمات الاقتصاديّة والسياسيّة التي أثّرت بشكلٍ عميق على حياة اللبنانيّين، يبدو أن البلد على أعتاب مرحلةٍ جديدة قد تحمل معها تغييراتٍ جذريّة، والآمال كبيرة. الدّليل على ذلك، تضافر الجهود المحليّة والدوليّة، ما يفتح أمام البلد نافذة أمل نحو المستقبل رغم كلّ الصّعوبات. فهل يُشكّل ما نعيشه اليوم لحظة التحوّل الذي طال انتظاره؟
يُشير الأستاذ المتخصّص بعلم النّفس السياسي الدكتور رمزي أبو اسماعيل إلى أنّ الصّراعات والحروب التي مرّت على لبنان تؤثّر حتماً على كيفيّة مقاربة الشّعب للهويّة، لافتاً في حديثٍ لموقع mtv إلى أنّ "الحرب تعزّز الانقسام بمعنى أنّها تجعل الفرد يرى هويّته التي يتمسّك بها وهي جزء من الصّراع، أكبر وأهمّ ممّا يراها في العادة، وتدفعه إلى التفريق أكثر بين المجموعة التي ينتمي إليها والمجموعة الأخرى التي يتصارع معها".
ولكن ماذا بعد انتخاب رئيسٍ جديد للجمهوريّة وتأليف حكومة "الإصلاح والإنقاذ"؟ هذا التغيّر الكبير انعكس إيجاباً على المواطنين الذين تنفّسوا الصعداء بعد أعوامٍ من التّعب و"التّعتير". وفي هذه المرحلة، يترقّب المواطن قراراتٍ وخطواتٍ تُساهم في إعادة بناء الوطن، ويبقى الأمل في تغييراتٍ حقيقيّة خصوصاً بعد التّفجيرات المروّعة والحرب الأخيرة وما يُرافقها من أزماتٍ وصدمات.
نعم هذا ما تفعله الحرب، "فهي تعزّز الحديّة في الهويّة والفوارق بين الهويّة الجماعيّة للمجموعة التي ينتمي إليها الفرد وبين هويات المجموعات التي يتصارع معها، وهذه لا تؤثّر فقط على علاقة الفرد بالدولة إنّما تطال أيضاً نظرته إلى الحياة وإلى مجموعته والمجموعات الأخرى، وبالتالي يجعل علاقته بالسّلطة معقّدة"، وفق أبو اسماعيل. ويوضح: "الصّراعات تُغيّر نظرة المواطن إلى الدولة، فتُصبح السلطة غير مستقرّة بنظره وعاجزة عن حلّ النزاعات ولجم الاعتداءات، وبالتالي هذا يؤثّر على ثقته بها. ومن ناحية أخرى يُعزّز هذا الوضع نظرة الفرد إلى الجماعة التي ينتمي إليها، إذ يُصبح هناك نوعٌ من التّضخيم لهذه الجماعة التي يراها السلطة الشرعيّة لأنّها تؤمّن له الأمان الاجتماعي".
على صعيدٍ يوميّ، كيف تتأثّر حياة الناس بهذا الوضع؟
اللاوعي لا ينسى ما يمرّ به الفرد بل يُخزّنه، والدّليل على ذلك يوضحه أبو اسماعيل بقوله: "إذا أراد البرلمان أو الدولة أو سياسيّ معيّن أن يقوم بمبادرةٍ ما، نشعر في اللاوعي بشكٍّ كبير بمدى صدقيّة هذا المشروع الذي يعدنا به. وهذا نتاج الصّدمة الاجتماعيّة التي يُعاني منها المجتمع اللبناني والمُخزّنة باللاوعي لديه". ويلفت إلى أنّ "لدينا صدمة متراكمة بعلاقتنا مع السّلطة تجعلنا نشعر بأزمة ثقة مع السياسيّين حتى لو كنّا ندعمهم أحياناً، إضافة إلى أزمة ثقة أكبر مع المواطن الآخر، فغالباً ما تسخر الناس عندما يُعلن أحدٌ أنّه يريد أن يقوم بمبادرة معيّنة... لدينا صدمة تجعلنا لا نثق بالأشخاص ونتعامل معهم على أنّهم يستغلّوننا وتجعلنا دائماً جاهزين للمواجهة ويقظين لمشكلة حتميّة ستحصل في أيّ لحظة. نشعر أنّنا نعيش في وقتٍ مستقطع بين أزمة وأخرى". ولأنّ هذا الوضع ينعكس على النّظرة إلى الذات ويُعزّز الشّعور بالإنكسار، نسمع كثيراً عبارة "نحنا شو فينا نعمل؟ مش قادرين نغيّر، وكلّ مرّة حاولنا نعمل شي، فشلنا"...
هنا نسأل: هل دخل اللبناني مرحلة التّعافي النّفسي بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون وتشكيل حكومة نواف سلام؟ وهل بات لبنان على المسار الصّحيح هذه المرّة، لينال ما يستحقّه بعد سنواتٍ من الظّلم والألم؟
يُشير الأستاذ المتخصّص بعلم النّفس السياسي الدكتور رمزي أبو اسماعيل إلى أنّ الصّراعات والحروب التي مرّت على لبنان تؤثّر حتماً على كيفيّة مقاربة الشّعب للهويّة، لافتاً في حديثٍ لموقع mtv إلى أنّ "الحرب تعزّز الانقسام بمعنى أنّها تجعل الفرد يرى هويّته التي يتمسّك بها وهي جزء من الصّراع، أكبر وأهمّ ممّا يراها في العادة، وتدفعه إلى التفريق أكثر بين المجموعة التي ينتمي إليها والمجموعة الأخرى التي يتصارع معها".
ولكن ماذا بعد انتخاب رئيسٍ جديد للجمهوريّة وتأليف حكومة "الإصلاح والإنقاذ"؟ هذا التغيّر الكبير انعكس إيجاباً على المواطنين الذين تنفّسوا الصعداء بعد أعوامٍ من التّعب و"التّعتير". وفي هذه المرحلة، يترقّب المواطن قراراتٍ وخطواتٍ تُساهم في إعادة بناء الوطن، ويبقى الأمل في تغييراتٍ حقيقيّة خصوصاً بعد التّفجيرات المروّعة والحرب الأخيرة وما يُرافقها من أزماتٍ وصدمات.
نعم هذا ما تفعله الحرب، "فهي تعزّز الحديّة في الهويّة والفوارق بين الهويّة الجماعيّة للمجموعة التي ينتمي إليها الفرد وبين هويات المجموعات التي يتصارع معها، وهذه لا تؤثّر فقط على علاقة الفرد بالدولة إنّما تطال أيضاً نظرته إلى الحياة وإلى مجموعته والمجموعات الأخرى، وبالتالي يجعل علاقته بالسّلطة معقّدة"، وفق أبو اسماعيل. ويوضح: "الصّراعات تُغيّر نظرة المواطن إلى الدولة، فتُصبح السلطة غير مستقرّة بنظره وعاجزة عن حلّ النزاعات ولجم الاعتداءات، وبالتالي هذا يؤثّر على ثقته بها. ومن ناحية أخرى يُعزّز هذا الوضع نظرة الفرد إلى الجماعة التي ينتمي إليها، إذ يُصبح هناك نوعٌ من التّضخيم لهذه الجماعة التي يراها السلطة الشرعيّة لأنّها تؤمّن له الأمان الاجتماعي".
على صعيدٍ يوميّ، كيف تتأثّر حياة الناس بهذا الوضع؟
اللاوعي لا ينسى ما يمرّ به الفرد بل يُخزّنه، والدّليل على ذلك يوضحه أبو اسماعيل بقوله: "إذا أراد البرلمان أو الدولة أو سياسيّ معيّن أن يقوم بمبادرةٍ ما، نشعر في اللاوعي بشكٍّ كبير بمدى صدقيّة هذا المشروع الذي يعدنا به. وهذا نتاج الصّدمة الاجتماعيّة التي يُعاني منها المجتمع اللبناني والمُخزّنة باللاوعي لديه". ويلفت إلى أنّ "لدينا صدمة متراكمة بعلاقتنا مع السّلطة تجعلنا نشعر بأزمة ثقة مع السياسيّين حتى لو كنّا ندعمهم أحياناً، إضافة إلى أزمة ثقة أكبر مع المواطن الآخر، فغالباً ما تسخر الناس عندما يُعلن أحدٌ أنّه يريد أن يقوم بمبادرة معيّنة... لدينا صدمة تجعلنا لا نثق بالأشخاص ونتعامل معهم على أنّهم يستغلّوننا وتجعلنا دائماً جاهزين للمواجهة ويقظين لمشكلة حتميّة ستحصل في أيّ لحظة. نشعر أنّنا نعيش في وقتٍ مستقطع بين أزمة وأخرى". ولأنّ هذا الوضع ينعكس على النّظرة إلى الذات ويُعزّز الشّعور بالإنكسار، نسمع كثيراً عبارة "نحنا شو فينا نعمل؟ مش قادرين نغيّر، وكلّ مرّة حاولنا نعمل شي، فشلنا"...
هنا نسأل: هل دخل اللبناني مرحلة التّعافي النّفسي بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون وتشكيل حكومة نواف سلام؟ وهل بات لبنان على المسار الصّحيح هذه المرّة، لينال ما يستحقّه بعد سنواتٍ من الظّلم والألم؟