عثمان: الأمن الركيزة الأساسية لقيام أي دولة
27 شباط 2025 13:42
أقيم في معهد قوى الأمن الداخلي في - ثكنة الرائد المهندس الشهيد وسام عيد - عرمون، احتفال تخريج دورة "الأمن والأمان"، لدركيّين متمرّنين (ذكورًا وإناثًا) في حضور المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. حضر ممثلون عن قادة ورؤساء الأجهزة العسكرية والأمنية، وممثلون عن السفارات والمنظمات الدولية والجمعيات الأهلية، والقاضي المنفرد المدني في عاليه رلى شمعون وعدد من الضباط من مختلف الرتب.
بعد وضع اللواء عثمان إكليلا من الزهر على نصب شهداء معهد قوى الأمن الداخلي، بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني، ثم بتسمية الدورة باسم "دورة الأمن والأمان"، ثم قسم اليمين للمتخرجات والمتخرجين.
قدم الاحتفال المقدم اندريه الخوري، ثم ألقى قائد المعهد العميد بلال الحجار كلمة قال فيها: "أرحب بكم جميعًا في معهد قوى الأمن الداخلي في عرمون في احتفال تخريج دورة "الأمن والأمان" من الدركيين المتمرنين من الذكور والإناث الذين أمضوا في رحاب معهد قوى الأمن الداخلي فترة تدريب وتنشئة دامت حوالي أربعة اشهر، تلقوا من خلالها العلوم الأمنية والتنشئة المسلكية والأهم التربية الوطنية القائمة على التفاني في الولاء للوطن وخدمة المواطن، بمعزل عن الانتماء الطائفي والمذهبي أو السياسي والحزبي".
أضاف: "إن أحوال الوطن والمواطن ليست على أحسن ما يرام، وهذا لا يخفى على أحد، إنما لا يزال اللبناني يرى في مؤسساته العسكرية والأمنية خشبة خلاصه التي لا تزال هي اساس ديمومة الوطن على الرغم من كل شيء".
وتوجه إلى الخريجين بالقول:"الآمال معقودة عليكم، وندعوكم لكي تنضموا إلى من سبقكم من رفاقكم في التزام خدمة الوطن والمواطن، وحسب ما تعلمتم في المعهد، بكل ضمير حي، بعيدًا من المصالح الخاصة والأهواء والانتماءات، وان تتعلموا منهم ما هو صالح ويهدف للخير العام بالمقابل أن تعكسوا عليهم السلوك الحسن والتربية الصالحة، وعلى المجتمع الصور الجميلة والمعاملة اللائقة النابعة من احترامكم لانفسكم وللغير، وتكونون مثالاً يحتذى والخميرة الجيدة في معجن مؤسستكم تقاومون المغريات، وتساهمون في مكافحة الفساد، وتصبحون الأداة والدم الجديد في عروق المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي للمساهمة في رفع مستوى الخدمة الشرطية ضمن رؤيتها نحو مجتمع أكثر أماناً عبر تجسيد لتطلعاتنا بأن تعمل معكم جنباً الى جنب لخدمة ابناء مجتمعنا عبر تكريس هيبة القانون، ومنع الإفلات من العقاب، وتحقيق أفضل معايير العدالة واحترام حقوق الإنسان والارتقاء بمؤسسة قوى الأمن الداخلي الى مصاف أكثر المؤسسات الأمنية العالمية حداثة وشفافية. أنتم من التحق في معهد قوى الأمن الداخلي وفي أحلك الظروف رغم العدوان الاسرائيلي والقصف المستمر والمدمر غير آبهين بالمخاطر الناتجة عنه، وهذه دلالة على العنفوان والتقاني في خدمة الوطن والمواطن، وايماناً منكم بأهمية الدور الذي سوف تلعبونه فور التحاقكم بمراكز عملكم".
ختم: "ان وجودكم هنا سيدي اللواء تأكيد لرعايتكم ودعمكم للمعهد كما عهدناكم دائماً. كما هو تأكيد لدعمكم للتدريب الأساسي والمستمر. فشكراً لكم على ذلك وإننا نعاهدكم أننا سنستمر بالعمل على تطوير المعهد على كافة الصعد".
وشكر "السفارات والمنظمات والجمعيات الأهلية التي ساهمت في إنجاح هذه الدورة عن طريق تقديم المساعدات المالية والعينية".
ثم كانت كلمة اللواء عثمان قال فيها: "لَم يَعْد الأمن مجرد مخفر تلجأ إليه الضحية لتقديم شكواها بوجه الجاني، إنما بات هناك إيمان راسخ لدى الجميع، بأن الأمن هو الركيزة الأساسية لقيام أي دولة، فلا أمان ولا سلام بدون أمن. والأمن، لم يعد يقتصر فقط على الحماية الجسدية والمادية للمواطنين، إنَّما أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بمعظم شؤوننا الحياتية الحديثة، لا سيما في ظل التكنولوجيا وتطورها السريع، على سبيل المثال لا الحصر، هناك الأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي والأمن الغذائي، والأمن السيبراني، والأمن القومي، وغير ذلك من شؤون ...)".
أضاف: "بداية، أتوجه للخريجين والخريجات في هذه الدورة المسماة دورة الأمن والأمان بالتهنئة لإتمام دورة التنشئة المسلكية والعسكرية، وأشد على أياديكم وأهنئكم على إيمانِكُمُ العظيم بالدولة ومؤسساتها، فأنتم بإصراركم وإصرار أمثالكم على الانخراط في المؤسسات الأمنية والعسكرية، على الرغم من كل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة ما هو إلا فأل خير يُبشِّرُ باستعادة الدولة قوتها وهيبتها وقدرتها على حماية مجتمعاتها وحرياتهم، وعلى إنفاذ القانون. وهذا ما يعني أنَّكُم ستكونون على قدر المسؤوليات والتحديات التي تنتظركم مهما كانتْ، فَأَنتُمْ أنهَيْتُمْ جُزْءًا قليلا من التدريباتِ الَّتِي تَضَعُكُمْ على سِكَّةِ العمل الأمني ولكن تنتظرُكُمْ تدريبات ومتابعة دورات تخصصية تواكب عَمَل كل مِنْكُمْ، فكونوا دائما جاهزين. إِنَّ مَهامَّكُمْ ليست مجرد وظيفة، إنَّما هي رسالة ومسؤولية، وقد خَرَجْتُمْ من المجتمع وإلى المجتمع تعودون، ولكن بمهمة مقدسة، ألا وهي توطيد الأمن وحفظ النظام وحماية المواطنين والممتلكات الخاصة والعامة، وحماية الحريات في إطار القانون، ومكافحة الجريمة على أنواعها، والسهر على الأمن الوقائي للحؤول دون وقوع الجرائم".
تابع: "كما هو مطلوب منكم التحلي بالانضباط والمناقبية العسكرية والحرفية في العمل، فإنَّهُ أيضًا مطلوب منكُمْ خلال ممارسة خدمتِكُمْ، القيام ببناء جسور تواصل وزَرْعُ الثقة عند المواطنين وكافة شرائح المجتمع تعزيزا للخطة الإستراتيجية التي وضعتها قوى الأمن الداخلي بعنوان معا نحو مجتمع أكثر أمانا)".
وقال: "أعود إلى الخريجات الإناث، لأهنئهِنَّ على إقدامِهِنَّ وَثِقَتِهِنَّ بأنفسهن، فدور المرأة في قوى الأمن الداخلي لا يَقِلُ أَهمَيَّةً عَن دور الرجل، وقد أثبتت ذلك في السنوات الأخيرة، وبرهنت أنها قادرة على تحمل المسؤوليات الأمنية، وأنها تمتلك قدرات مميزة في التعامل مع المجتمع، ودورها بات أساسيًا في الشرطة المجتمعية، بخاصة في القضايا المتعلقة بالنساء والأطفال، فَكُنّ على قدر التحديات. ثانيا أتوجه إلى معهد قوى الأمن، ولكل من أسهم بتدريب هذه الدورة، بالتهنئة على ما قاموا به مبرهنين مجددًا عن حس وطني واندفاع في العمل وتفان في العطاء، ناكرين ذاتَهُمْ فِي سَبيل بقاء مؤسسة قوى الأمن الداخلي ووحداتها وقطعاتها في تطور دائم يواكب أفضل المؤسسات الأمنية في العالم. ولا بد هنا من تقديم الشكر إلى كل الضباط الذين تولوا قيادة المعهد، ومنهم من انتقل إلى قيادة المديرية العامة. واخص بالذكر من خدمت إلى جانبه مباشرة اللواء ابراهيم بصبوص الحاضر بيننا والذي بدأ به أثناء توليه المديرية العام المحاسبة الجدية، واستمرت أيضا إلى معالي وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار الذي أصر على الانتقال إلى هذا الصرح الكبير، ووضع كل أسسه الحديثة وأجرى به كل انواع التدريبات من تطويع إلى تدريب إلى تخصيص وعمل ليل نهار حتى نال معهدنا شهادة الجودة العالمية (ISO)".
تابع: "نحن نعلم أن وزير الداخلية وفي هذا العهد سيقوم بدعم مؤسسته الأم ومعالجة كل متطلباتها ونقلها إلى رؤيته الثاقبة. إن التحديات التي نواجهها كثيرة، ولا يبددها سوى مثابرتنا على تطوير عملنا الأمني، بما يواكب التطور التكنولوجي العالمي في مختلف الأمور، على رأسها الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والمعلومات، وزيادة فعاليات التدريب والأداء على المستويات كافة، وهذا ما تنتهجه مؤسستنا فضلا عن قيامنا بإشادة أبنية وإعادة تأهيل أخرى، بما يليق بالمواطنين والعناصر، وإنشاء مراكز تحكم وتحليل تسهم في تلبية نداءات المواطنين بشكل فعال وسريع يحفظ لهم حقوقهم، كما أننا نعمل على إنشاء هيكلية رقمية لقوى الأمن الداخلي لاعتمادها في تنفيذ المهام الإدارية والعملانية الملقاة على عاتق المؤسسة".
ختم: "أيها الخريجون والخريجات يا حماة الأمن، كونوا على قدر آمال الوطن والمواطنين واعملوا بتفان واخلاص لخدمتهم فلا تستعملوا السلطة التي اعطيتم إلا وفقا للقسم الذي أقسمتموه في سبيل توطيد النظام وتنفيذ القانون. أشكر الذين شاركونا احتفالنا على أمل أن تعم احتفالات التخرج مجددًا كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأمنية والعسكرية".
ختاما، قدمت عروض للتعامل مع الأسلحة، ومحاكاة لدورية راجلة، وكذلك لعملية توقيف معتدين على دورية لقوى الامن. ثم أقيم عرض عسكري للمتخرجين على وقع موسيقي قوى الأمن الداخلي.