النبطية شاهدة على الإبادة...
أحمد منصور
15 تشرين الثاني 2024 00:22
كتب أحمد منصور في "الأنباء الكويتية":
كشفت عملية التدمير الممنهجة والإبادة للقرى والمدن اللبنانية، الوجه الحقيقي والأهداف الواضحة للأطماع الإسرائيلية في لبنان، من خلال عدوانها المستمرّ، والذي تخطى كل الحدود والاعتبارات. وهذا ما بدا واضحًا من خلال استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي للأحياء والمواقع السكنية والأثرية والأبنية الحديثة والتاريخية، كما هو حاصل في مدن النبطية وصور وبعلبك.
النبطية المدينة العريقة عبر التاريخ، التي تشكل محافظة تضم 4 أقضية (النبطية وبنت جبيل وحاصبيا ومرجعيون)، تعتبر قلب الجنوب ومن مدن جبل عامل، مزقتها يد الإجرام والحقد الإسرائيلية وقطعت أوصالها بالغارات الجوية اليومية، ودمرت أحياءها الإسلامية والمسيحية ودور العبادة التاريخية وكل مقومات الحياة على مختلف الأصعدة، لشل القدرات اللبنانية وإضعافها خدمة لمصالحها التفتيتية والتهجيرية التي تسعى اليها تحت مسميات عدة.
تشكل مدينة النبطية واحدة من أهم مدن الجنوب، نظرا إلى موقعها الجغرافي والإستراتيجي، وما تضم من معالم أثرية وسياحية وحضارية تاريخية عبر الزمن، وإطلالتها على مناطق واسعة من الجنوب وفلسطين المحتلة وحتى سوريا. وتقع عند منطقة تتوسط مدن وقرى سلسلة جبال لبنان الجنوبي، وتعتبر حلقة وصل بين الساحل والجبل، والعصب الاقتصادي للجنوب.
ازاء هذه الهمجية التدميرية للمدينة، أكدت محافظة النبطية د.هويدا الترك، لـ «الأنباء» والتي تمارس عملها من سرايا صيدا بعد تعذر وصولها إلى مبنى المحافظة في النبطية بسبب المخاطر الناجمة من الغارات الإسرائيلية، «ان مدينة النبطية هي العصب الاقتصادي لمحافظة النبطية ومحافظة الجنوب، وان الهدف هو تدمير البنى الاقتصادية لإطالة أمد إعادة إعمار الجنوب، ودفع الناس إلى عدم التفكير بالعودة إلى المدينة».
وأكدت «أن ما تتعرض له النبطية خطير جدا»، ولفتت إلى «ان التدمير طال كل المؤسسات، خصوصا التجارية والقطاعات الأخرى الحياتية والمكاتب ومعارض سيارات وغيرها سويت كلها بالأرض».
وشددت على «استحالة ان يترك ابن الجنوب أرضه ومنطقته. فعندما يعلن عن وقف إطلاق النار سيعودون إلى قراهم وبلداتهم ولو باتوا في الخيم».
وأضافت: «يقوم العدو بإبادة جماعية ومجازر وإخلاءات لأحياء ومناطق مدنية. والغاية تأليب هذه البيئة على المقاومة، وهذا بالتأكيد لن يحصل، لأن الناس متجذرة بتفكيرها المقاوم وبالدفاع عن أرضها».
وأشارت إلى «ان كل مؤسسات وإدارات الدولة توقفت في المدينة عن العمل ومنها ما دمر، وكان آخرها استهداف مبنى البلدية واستشهاد الرئيس وعدد من الأعضاء، فضلا عن انهيار جزء من مبنى المحافظة. وعلى رغم ذلك، فإن إصرارنا وعزيمتنا على الصمود لن تتزحزح. وسنعود إلى حياتنا الطبيعية ومؤسساتنا وأرضنا في النبطية وبقية مناطق الجنوب على رغم حجم الدمار».
ولفتت إلى «ان الإسرائيلي يريد هدم البنى الثقافية والتراثية، وقد دمر الكنائس والمساجد والصوامع الغنية بها مناطق الجنوب». وأكدت «أن الخسارة كبيرة جدا، وان معظم أقضية النبطية ومرجعيون وبنت جبيل باتت خالية من السكان، إلا من كبار السن، ونقوم بكل ما بوسعنا لمساعدة الأهالي، رغم كل المخاطر والأوضاع الصعبة».
وأعلنت «عدم وجود إحصاءات دقيقة عن نسبة الخسائر والأضرار، لأنه ليس بمقدورنا الذهاب إلى واقع الأرض في المدينة»، معتبرة «ان إسرائيل وحش وما من أحد يستطيع ضبطه»، مبدية الأسف لمشهدية الدمار والقتل اليومية «وكأنهم يشاهدون أفلاما غير واقعية». وقالت: «العالم يتحرك اذا وقع أي حادث، بينما ما من أحد يتحرك أو يرى ما يجري عندنا من قتل ومجازر وإبادة».
من جهته، وصف مختار النبطية حسن جابر ما تتعرض له المدينة بـ «عملية تدمير تدمير اقتصادية لكل المعالم الأثرية من مبان تراثية وتاريخية ومساجد قديمة»، معتبرا «ان الإسرائيلي يريد تحويل النبطية إلى أرض محروقة»، ومؤكدا «أنها مدينة سكنية وتجارية وليست عسكرية كما تزعم وتتذرع إسرائيل لتنفيذ وحشيتها».
وأكد «ان الغارات تستهدف الأحياء السكنية والتجارية، وهدمت سوق النبطية التاريخي، وهو ما يعرف بسوق الاثنين، وعمره أكثر من 100 سنة».
وشدد جابر على أنه «مهما كانت التضحيات وحجم العدوان، سنعود إلى قرانا ولو نصبنا الخيم، ولن نترك أرضنا للمحتل الإسرائيلي»، لافتا إلى «ان النبطية شبه خالية اليوم».
بدوره، قال عضو المجلس البلدي م.حسان صفا الذي يتابع أمور البلدية بطلب من المحافظة بالتعاون مع الجهات المعنية: «استهداف إسرائيل للنبطية ليس جديدا، والهدف منه عبر التاريخ والحروب التي خلت، القضاء على كل أثر ثقافي وتاريخي للمدينة».
وأشار إلى «انه تم تدمير المسجد التاريخي في حي البياض في المدينة. ومعظم معالم النبطية تغيرت في شكل كبير بفعل الغارات الإسرائيلية، التي دمرت الأبنية التراثية والتاريخية»، معتبرا «انها عملية تهجير للمدينة التي باتت خالية من أهلها بفعل العدوان».
وأضاف: «تم تدمير مبنى البلدية واستشهد الرئيس وعدد من الأعضاء. ويتم عمل البلدية من خارج المدينة، بعد استهداف مركز المحافظة والمدارس ودور العبادة (...) ونسبة الدمار تزيد على 40%، و60% من الأبنية والبيوت ضررت».
رئيس دير مار انطونيوس في النبطية الأب جوزف سمعان، الذي ترك والرهبان الدير مع بداية الحرب، قال لـ «الأنباء»: «تضرر الدير بفعل الغارات الإسرائيلية. ونحن نتكل على ربنا ونطلب السلام للبنان، والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى. وصلاتنا حتى يعم السلام، فنحن كرجال دين لا نتكلم إلا بالإيمان والرجاء والأمل، وربنا لن يترك لبنان، وإيماننا كبير في ان تنتهي الحرب ويحل السلام».
وأكد ان «الحضور المسيحي في النبطية تاريخي وليس جديدا»، مشددا على «العمل للحفاظ على هذا الوجود وجذوره».
كشفت عملية التدمير الممنهجة والإبادة للقرى والمدن اللبنانية، الوجه الحقيقي والأهداف الواضحة للأطماع الإسرائيلية في لبنان، من خلال عدوانها المستمرّ، والذي تخطى كل الحدود والاعتبارات. وهذا ما بدا واضحًا من خلال استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي للأحياء والمواقع السكنية والأثرية والأبنية الحديثة والتاريخية، كما هو حاصل في مدن النبطية وصور وبعلبك.
النبطية المدينة العريقة عبر التاريخ، التي تشكل محافظة تضم 4 أقضية (النبطية وبنت جبيل وحاصبيا ومرجعيون)، تعتبر قلب الجنوب ومن مدن جبل عامل، مزقتها يد الإجرام والحقد الإسرائيلية وقطعت أوصالها بالغارات الجوية اليومية، ودمرت أحياءها الإسلامية والمسيحية ودور العبادة التاريخية وكل مقومات الحياة على مختلف الأصعدة، لشل القدرات اللبنانية وإضعافها خدمة لمصالحها التفتيتية والتهجيرية التي تسعى اليها تحت مسميات عدة.
تشكل مدينة النبطية واحدة من أهم مدن الجنوب، نظرا إلى موقعها الجغرافي والإستراتيجي، وما تضم من معالم أثرية وسياحية وحضارية تاريخية عبر الزمن، وإطلالتها على مناطق واسعة من الجنوب وفلسطين المحتلة وحتى سوريا. وتقع عند منطقة تتوسط مدن وقرى سلسلة جبال لبنان الجنوبي، وتعتبر حلقة وصل بين الساحل والجبل، والعصب الاقتصادي للجنوب.
ازاء هذه الهمجية التدميرية للمدينة، أكدت محافظة النبطية د.هويدا الترك، لـ «الأنباء» والتي تمارس عملها من سرايا صيدا بعد تعذر وصولها إلى مبنى المحافظة في النبطية بسبب المخاطر الناجمة من الغارات الإسرائيلية، «ان مدينة النبطية هي العصب الاقتصادي لمحافظة النبطية ومحافظة الجنوب، وان الهدف هو تدمير البنى الاقتصادية لإطالة أمد إعادة إعمار الجنوب، ودفع الناس إلى عدم التفكير بالعودة إلى المدينة».
وأكدت «أن ما تتعرض له النبطية خطير جدا»، ولفتت إلى «ان التدمير طال كل المؤسسات، خصوصا التجارية والقطاعات الأخرى الحياتية والمكاتب ومعارض سيارات وغيرها سويت كلها بالأرض».
وشددت على «استحالة ان يترك ابن الجنوب أرضه ومنطقته. فعندما يعلن عن وقف إطلاق النار سيعودون إلى قراهم وبلداتهم ولو باتوا في الخيم».
وأضافت: «يقوم العدو بإبادة جماعية ومجازر وإخلاءات لأحياء ومناطق مدنية. والغاية تأليب هذه البيئة على المقاومة، وهذا بالتأكيد لن يحصل، لأن الناس متجذرة بتفكيرها المقاوم وبالدفاع عن أرضها».
وأشارت إلى «ان كل مؤسسات وإدارات الدولة توقفت في المدينة عن العمل ومنها ما دمر، وكان آخرها استهداف مبنى البلدية واستشهاد الرئيس وعدد من الأعضاء، فضلا عن انهيار جزء من مبنى المحافظة. وعلى رغم ذلك، فإن إصرارنا وعزيمتنا على الصمود لن تتزحزح. وسنعود إلى حياتنا الطبيعية ومؤسساتنا وأرضنا في النبطية وبقية مناطق الجنوب على رغم حجم الدمار».
ولفتت إلى «ان الإسرائيلي يريد هدم البنى الثقافية والتراثية، وقد دمر الكنائس والمساجد والصوامع الغنية بها مناطق الجنوب». وأكدت «أن الخسارة كبيرة جدا، وان معظم أقضية النبطية ومرجعيون وبنت جبيل باتت خالية من السكان، إلا من كبار السن، ونقوم بكل ما بوسعنا لمساعدة الأهالي، رغم كل المخاطر والأوضاع الصعبة».
وأعلنت «عدم وجود إحصاءات دقيقة عن نسبة الخسائر والأضرار، لأنه ليس بمقدورنا الذهاب إلى واقع الأرض في المدينة»، معتبرة «ان إسرائيل وحش وما من أحد يستطيع ضبطه»، مبدية الأسف لمشهدية الدمار والقتل اليومية «وكأنهم يشاهدون أفلاما غير واقعية». وقالت: «العالم يتحرك اذا وقع أي حادث، بينما ما من أحد يتحرك أو يرى ما يجري عندنا من قتل ومجازر وإبادة».
من جهته، وصف مختار النبطية حسن جابر ما تتعرض له المدينة بـ «عملية تدمير تدمير اقتصادية لكل المعالم الأثرية من مبان تراثية وتاريخية ومساجد قديمة»، معتبرا «ان الإسرائيلي يريد تحويل النبطية إلى أرض محروقة»، ومؤكدا «أنها مدينة سكنية وتجارية وليست عسكرية كما تزعم وتتذرع إسرائيل لتنفيذ وحشيتها».
وأكد «ان الغارات تستهدف الأحياء السكنية والتجارية، وهدمت سوق النبطية التاريخي، وهو ما يعرف بسوق الاثنين، وعمره أكثر من 100 سنة».
وشدد جابر على أنه «مهما كانت التضحيات وحجم العدوان، سنعود إلى قرانا ولو نصبنا الخيم، ولن نترك أرضنا للمحتل الإسرائيلي»، لافتا إلى «ان النبطية شبه خالية اليوم».
بدوره، قال عضو المجلس البلدي م.حسان صفا الذي يتابع أمور البلدية بطلب من المحافظة بالتعاون مع الجهات المعنية: «استهداف إسرائيل للنبطية ليس جديدا، والهدف منه عبر التاريخ والحروب التي خلت، القضاء على كل أثر ثقافي وتاريخي للمدينة».
وأشار إلى «انه تم تدمير المسجد التاريخي في حي البياض في المدينة. ومعظم معالم النبطية تغيرت في شكل كبير بفعل الغارات الإسرائيلية، التي دمرت الأبنية التراثية والتاريخية»، معتبرا «انها عملية تهجير للمدينة التي باتت خالية من أهلها بفعل العدوان».
وأضاف: «تم تدمير مبنى البلدية واستشهد الرئيس وعدد من الأعضاء. ويتم عمل البلدية من خارج المدينة، بعد استهداف مركز المحافظة والمدارس ودور العبادة (...) ونسبة الدمار تزيد على 40%، و60% من الأبنية والبيوت ضررت».
رئيس دير مار انطونيوس في النبطية الأب جوزف سمعان، الذي ترك والرهبان الدير مع بداية الحرب، قال لـ «الأنباء»: «تضرر الدير بفعل الغارات الإسرائيلية. ونحن نتكل على ربنا ونطلب السلام للبنان، والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى. وصلاتنا حتى يعم السلام، فنحن كرجال دين لا نتكلم إلا بالإيمان والرجاء والأمل، وربنا لن يترك لبنان، وإيماننا كبير في ان تنتهي الحرب ويحل السلام».
وأكد ان «الحضور المسيحي في النبطية تاريخي وليس جديدا»، مشددا على «العمل للحفاظ على هذا الوجود وجذوره».