حكايات صمود تحت القصف
رمال جوني
14 تشرين الثاني 2024 06:39
كتبت رمال جوني في "نداء الوطن":
تحدّ طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، التي تحلّق على مستوى منخفض فوق منطقة النبطية، من الحركة، إذ بات التجوّل في طرقاتها انتحاراً. العديد من أبناء مدينة النبطية غادروها، غير أن هناك من قرر الصمود داخل منزله، تجنباً لويلات النزوح ومشقاته.
رفض أبو علي مغادرة المدينة، فهو يسكن في حيّ المسلخ، أحد أحياء المدينة المدمّرة بنسبة كبيرة. رفض النزوح، فهو يهتم بإثنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويؤمّن لهما أبسط متطلباتهما. كما يعتني بأحد المسنّين. يؤكّد أبو علي أنّه ماض في خدمة هؤلاء، وأنه لن يتخلّى عن مهمته الإنسانية، والتضحية في سبيل من يعتني بهم.
يهتم بابنته من ذوي الاحتياجات الخاصة، متحدّياً الغارات التي تستهدف الحيّ الذي يسكنه. ولعلّ المعاناة التي يعاني منها هي انقطاع شبكة الاتصالات، يقول: "تشعر وكأنك معزول عن العالم. حتى الكهرباء مقطوعة، لم يتمّ إصلاح الشبكة منذ بداية الحرب".
يرى في عمله "واجباً أخلاقيّاً"، وأنه مستعدّ لخدمة أيّ شخص مسنّ يحتاج إليه، "بفضلهم نجوت من الغارات والموت أكثر من مرّة".
مما لا شك فيه أن حياة الصامدين ليست سهلة، فالمياه والكهرباء والاتصالات مقطوعة منذ الأيام الأولى للحرب، في حين تتدلى أسلاك الكهرباء على طول طرقات النبطية وقراها. لم تتمكن فرق الصيانة وتحديداً الكهرباء من إصلاح الأعطال، بحسب محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، مشيرة إلى أنه "لم يسمح لهذه الفرق بإجراء الصيانة، حيث كانت هناك مساعٍ من قبل قوات الطوارئ الدولية من أجل السماح لهم، غير أن الإسرائيلي رفض إعطاء الإذن بإصلاح الأعطال". غير أنها تؤكّد "مواصلة مساعيها للسماح لفرق الصيانة بإصلاح الأعطال، لأن الكهرباء من مقومات الصمود، ناهيك عن صعوبة وصول المازوت للمولدات الخاصة".
معظم الذين بقوا في النبطية هم من المسنّين، ولقي بعضهم حتفهم من جرّاء القصف والغارات. في الحيّ القديم يتفقّد الرجل الثمانيني محمد ما آل إليه الحيّ بعد الدمار. يتأمّل الفرن القديم الذي يتجاوز عمره المئة عام، يرفض مغادرة منزله رغم أنّ هذه "الحرب قاسية ولا تشبه سابقاتها، لكنني لن أغادر منزلي".
لا تتعدّى نسبة الباقين في قرى النبطية الـ 80 في المئة، وتشهد بعض القرى نزوحاً عكسياً، أو كما تقول محافظ النبطية الترك إنّ "بعض العائلات عادت إلى بيوتها، لأنها عجزت عن استئجار منزل نظراً للكلفة الباهظة".
كيف يتدبرون أمورهم؟
من رحم تلك المعاناة، بادر شبان من مدينة النبطية لتوزيع عيّنات غذائية على الصامدين، فكل محال النبطية والمنطقة مقفلة بفعل الحرب أو مدمرة كلياً. يقول باقر وهو أحد المنضوين في مبادرة الشباب إنّه "يجمع التبرعات والحصول على بعض الدعم لتوفير مقومات الصمود للأهالي، من طعام وأدوية وغيرها، بيد أن توزيعها ليس سهلاً، لأنّه في أحيان كثيرة، لا تفارق المسيرات الأجواء، وهذا يحول دون تحركنا، ويصعّب المهمة علينا. نحاول أن نكون إلى جانب أهلنا في كل شيء، خاصة في هذه الظروف الصعبة".
تحدّ طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، التي تحلّق على مستوى منخفض فوق منطقة النبطية، من الحركة، إذ بات التجوّل في طرقاتها انتحاراً. العديد من أبناء مدينة النبطية غادروها، غير أن هناك من قرر الصمود داخل منزله، تجنباً لويلات النزوح ومشقاته.
رفض أبو علي مغادرة المدينة، فهو يسكن في حيّ المسلخ، أحد أحياء المدينة المدمّرة بنسبة كبيرة. رفض النزوح، فهو يهتم بإثنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويؤمّن لهما أبسط متطلباتهما. كما يعتني بأحد المسنّين. يؤكّد أبو علي أنّه ماض في خدمة هؤلاء، وأنه لن يتخلّى عن مهمته الإنسانية، والتضحية في سبيل من يعتني بهم.
يهتم بابنته من ذوي الاحتياجات الخاصة، متحدّياً الغارات التي تستهدف الحيّ الذي يسكنه. ولعلّ المعاناة التي يعاني منها هي انقطاع شبكة الاتصالات، يقول: "تشعر وكأنك معزول عن العالم. حتى الكهرباء مقطوعة، لم يتمّ إصلاح الشبكة منذ بداية الحرب".
يرى في عمله "واجباً أخلاقيّاً"، وأنه مستعدّ لخدمة أيّ شخص مسنّ يحتاج إليه، "بفضلهم نجوت من الغارات والموت أكثر من مرّة".
مما لا شك فيه أن حياة الصامدين ليست سهلة، فالمياه والكهرباء والاتصالات مقطوعة منذ الأيام الأولى للحرب، في حين تتدلى أسلاك الكهرباء على طول طرقات النبطية وقراها. لم تتمكن فرق الصيانة وتحديداً الكهرباء من إصلاح الأعطال، بحسب محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، مشيرة إلى أنه "لم يسمح لهذه الفرق بإجراء الصيانة، حيث كانت هناك مساعٍ من قبل قوات الطوارئ الدولية من أجل السماح لهم، غير أن الإسرائيلي رفض إعطاء الإذن بإصلاح الأعطال". غير أنها تؤكّد "مواصلة مساعيها للسماح لفرق الصيانة بإصلاح الأعطال، لأن الكهرباء من مقومات الصمود، ناهيك عن صعوبة وصول المازوت للمولدات الخاصة".
معظم الذين بقوا في النبطية هم من المسنّين، ولقي بعضهم حتفهم من جرّاء القصف والغارات. في الحيّ القديم يتفقّد الرجل الثمانيني محمد ما آل إليه الحيّ بعد الدمار. يتأمّل الفرن القديم الذي يتجاوز عمره المئة عام، يرفض مغادرة منزله رغم أنّ هذه "الحرب قاسية ولا تشبه سابقاتها، لكنني لن أغادر منزلي".
لا تتعدّى نسبة الباقين في قرى النبطية الـ 80 في المئة، وتشهد بعض القرى نزوحاً عكسياً، أو كما تقول محافظ النبطية الترك إنّ "بعض العائلات عادت إلى بيوتها، لأنها عجزت عن استئجار منزل نظراً للكلفة الباهظة".
كيف يتدبرون أمورهم؟
من رحم تلك المعاناة، بادر شبان من مدينة النبطية لتوزيع عيّنات غذائية على الصامدين، فكل محال النبطية والمنطقة مقفلة بفعل الحرب أو مدمرة كلياً. يقول باقر وهو أحد المنضوين في مبادرة الشباب إنّه "يجمع التبرعات والحصول على بعض الدعم لتوفير مقومات الصمود للأهالي، من طعام وأدوية وغيرها، بيد أن توزيعها ليس سهلاً، لأنّه في أحيان كثيرة، لا تفارق المسيرات الأجواء، وهذا يحول دون تحركنا، ويصعّب المهمة علينا. نحاول أن نكون إلى جانب أهلنا في كل شيء، خاصة في هذه الظروف الصعبة".