لبنان يتعلّق بـ "رسالة ترامب" لوقف الحرب
منير الربيع
8 تشرين الثاني 2024 06:34
كتب منير الربيع في "الجريدة" الكويتية:
انشغل لبنان بمضمون رسالة مكتوبة وقّع عليها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في ولاية ميشيغن، وتحديداً في مطعم يعود لشخص لبناني يُدعى حسن عباس، مضمون الرسالة هو مساعي ترامب لوقف الحرب نهائياً في الشرق الأوسط وتعميم السلام. واستند رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى هذه الرسالة للإشارة إلى إمكانية عمل ترامب وفق مسار جديد لوقف الحرب، وهذا ما يراهن عليه اللبنانيون.
في المقابل، فإن الإسرائيليين وبنيامين نتنياهو أيضاً كان من أكبر الداعمين لترامب وأكثر المعولين على عودته إلى البيت الأبيض لتكريس وتحقيق حلمه الموعود في «الدولة اليهودية» وضرب القضية الفلسطينية نهائياً. وقد انتخب ترامب في أكثر لحظات التوتر الإيراني - الإسرائيلي وتبادل الضربات بينهما. طهران تستعد لتوجيه ضربة جديدة لتل أبيب، أما خيار الإقلاع عنها فثمنه وقف الحرب على غزة ولبنان. وهذا يفتح مساراً جديداً للتفاوض الإيراني - الأميركي، لا سيما أن إيران ستكون مستعدة لإبرام اتفاق مع إدارة ترامب وفق ما تشير مصادر متابعة من طهران. الرسالة التي وجهها ترامب للبنانيين والأكيد أن ترامب لا يريد استمرار الحروب، بل يهدف إلى إرساء السلام، ولكن وفق رؤيته وبما يتلاءم مع المصلحة الاستراتيجية الإسرائيلية.
ومما لا شك فيه أيضاً أن طهران ستكون مستعدة لإبرام صفقة، وهو ما يريده ترامب. في هذا السياق لا تبدو مطالب طهران كبيرة أو مستعصية بعد كل التطورات التي حصلت، خصوصاً أنه خلال هذه الحرب وافقت إيران بشكل أو بآخر على معادلة «حل الدولتين»، أي تنازلت عن فكرة إزالة إسرائيل من الوجود، كما أن المرشد الإيراني علي خامنئي مرر مواقف حول إمكانية التفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية، فضلا عن أن وزير الخارجية الإيراني بالوكالة قبيل الانتخابات الإيرانية علي باقري كني، قال بوضوح إن مشكلة إيران مع أميركا في المنطقة هي مشكلة النفوذ، ولاحقاً مرّر وزير الخارجية عباس عراقجي تصريحاً حول الدولة الواحدة.
وبلا شك، فإن إيران تحتاج إلى الاتفاق، وترامب يريد أن يبدأ عهده بإنجاز سياسي ودبلوماسي على مستوى المنطقة، والاختبار الحقيقي سيكون هذه المرّة حول لبنان الذي تحول إلى ساحة صراع إسرائيلي - إيراني. ففي حال سارع ترامب إلى إبرام اتفاق مع الإيرانيين على مستوى المنطقة ككل، ولم تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها وإنهاء قدرات حزب الله العسكرية، فيمكن للإيرانيين والأميركيين العودة إلى ملامح تفاهمات سابقة بدأ العمل على نسجها ما بين وزير الخارجية الإيراني السابق منوشهر متكي، ووزيرة الخارجية الأميركية في عهد جورج بوش، كوندوليزا رايس، في حينها تمت صياغة ورقة كاملة تتضمن توسيع تفاهم نيسان 1996 لتكريس الاستقرار في جنوب لبنان، إيجاد حلّ لمزارع شبعا من خلال وضعها بداية تحت وصاية الأمم المتحدة للوصول إلى تفاهم بشأنها، بعدها ترسيم الحدود البحرية والبرية، ودمج حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية كجزء من التركيبة الفعلية في بنية النظام اللبناني، ووضع آلية لاستيعاب سلاح حزب الله من ضمن استراتيجية دفاعية. كل هذه الأفكار مطروحة مجدداً على وقع الحرب التي تشنّها إسرائيل على لبنان، وهناك دول كثيرة تقدّم رؤيتها ومساعيها لأجل البحث في مرحلة ما بعد الحرب، فيما سيسعى نتنياهو إلى الاستفادة من كل لحظة قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض وتغيير مسار الأمور ووجهتها، فيكون بذلك قد حقق أقصى ما يريده عسكرياً، ليتمكن من فرض شروط تلائمه في أي اتفاق أو صفقة.
انشغل لبنان بمضمون رسالة مكتوبة وقّع عليها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في ولاية ميشيغن، وتحديداً في مطعم يعود لشخص لبناني يُدعى حسن عباس، مضمون الرسالة هو مساعي ترامب لوقف الحرب نهائياً في الشرق الأوسط وتعميم السلام. واستند رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى هذه الرسالة للإشارة إلى إمكانية عمل ترامب وفق مسار جديد لوقف الحرب، وهذا ما يراهن عليه اللبنانيون.
في المقابل، فإن الإسرائيليين وبنيامين نتنياهو أيضاً كان من أكبر الداعمين لترامب وأكثر المعولين على عودته إلى البيت الأبيض لتكريس وتحقيق حلمه الموعود في «الدولة اليهودية» وضرب القضية الفلسطينية نهائياً. وقد انتخب ترامب في أكثر لحظات التوتر الإيراني - الإسرائيلي وتبادل الضربات بينهما. طهران تستعد لتوجيه ضربة جديدة لتل أبيب، أما خيار الإقلاع عنها فثمنه وقف الحرب على غزة ولبنان. وهذا يفتح مساراً جديداً للتفاوض الإيراني - الأميركي، لا سيما أن إيران ستكون مستعدة لإبرام اتفاق مع إدارة ترامب وفق ما تشير مصادر متابعة من طهران. الرسالة التي وجهها ترامب للبنانيين والأكيد أن ترامب لا يريد استمرار الحروب، بل يهدف إلى إرساء السلام، ولكن وفق رؤيته وبما يتلاءم مع المصلحة الاستراتيجية الإسرائيلية.
ومما لا شك فيه أيضاً أن طهران ستكون مستعدة لإبرام صفقة، وهو ما يريده ترامب. في هذا السياق لا تبدو مطالب طهران كبيرة أو مستعصية بعد كل التطورات التي حصلت، خصوصاً أنه خلال هذه الحرب وافقت إيران بشكل أو بآخر على معادلة «حل الدولتين»، أي تنازلت عن فكرة إزالة إسرائيل من الوجود، كما أن المرشد الإيراني علي خامنئي مرر مواقف حول إمكانية التفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية، فضلا عن أن وزير الخارجية الإيراني بالوكالة قبيل الانتخابات الإيرانية علي باقري كني، قال بوضوح إن مشكلة إيران مع أميركا في المنطقة هي مشكلة النفوذ، ولاحقاً مرّر وزير الخارجية عباس عراقجي تصريحاً حول الدولة الواحدة.
وبلا شك، فإن إيران تحتاج إلى الاتفاق، وترامب يريد أن يبدأ عهده بإنجاز سياسي ودبلوماسي على مستوى المنطقة، والاختبار الحقيقي سيكون هذه المرّة حول لبنان الذي تحول إلى ساحة صراع إسرائيلي - إيراني. ففي حال سارع ترامب إلى إبرام اتفاق مع الإيرانيين على مستوى المنطقة ككل، ولم تتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها وإنهاء قدرات حزب الله العسكرية، فيمكن للإيرانيين والأميركيين العودة إلى ملامح تفاهمات سابقة بدأ العمل على نسجها ما بين وزير الخارجية الإيراني السابق منوشهر متكي، ووزيرة الخارجية الأميركية في عهد جورج بوش، كوندوليزا رايس، في حينها تمت صياغة ورقة كاملة تتضمن توسيع تفاهم نيسان 1996 لتكريس الاستقرار في جنوب لبنان، إيجاد حلّ لمزارع شبعا من خلال وضعها بداية تحت وصاية الأمم المتحدة للوصول إلى تفاهم بشأنها، بعدها ترسيم الحدود البحرية والبرية، ودمج حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية كجزء من التركيبة الفعلية في بنية النظام اللبناني، ووضع آلية لاستيعاب سلاح حزب الله من ضمن استراتيجية دفاعية. كل هذه الأفكار مطروحة مجدداً على وقع الحرب التي تشنّها إسرائيل على لبنان، وهناك دول كثيرة تقدّم رؤيتها ومساعيها لأجل البحث في مرحلة ما بعد الحرب، فيما سيسعى نتنياهو إلى الاستفادة من كل لحظة قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض وتغيير مسار الأمور ووجهتها، فيكون بذلك قد حقق أقصى ما يريده عسكرياً، ليتمكن من فرض شروط تلائمه في أي اتفاق أو صفقة.