لقاء درزي روحي وسياسي جامع... ودعوة للتضامن
2 تشرين الثاني 2024 19:30
شهدت "خلوة القطالب الزاهرة" في بلدة بعذران الشوف لقاء درزياً استثنائياً جامعاً للقيادات السياسية والروحية، لمناقشة الأوضاع الراهنة، وسط التطورات المتسارعة التي تمر بها البلاد واتخاذ المواقف المناسبة منها، وذلك بمشاركة سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى والرئيس وليد جنبلاط (اصطحب معه فؤاد تيمور جنبلاط)، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان، سماحة الشيخ ناصر الدين الغريب، سماحة الشيخ نعيم حسن، والمشايخ الاجلاء: أبو علي سليمان بو ذياب، أبو زين الدين حسن غنام، أبو فايز أمين مكارم، أبو داوود منير القضماني وممثل عن الشيخ الجليل أبو صالح محمد العنداري.
كما شارك الوزيران عباس الحلبي وعصام شرف الدين، والنواب: مروان حمادة، وائل ابو فاعور، هادي أبو الحسن، مارك ضو، فيصل الصايغ والوزراء والنواب السابقين: فيصل الداوود، غازي العريضي، أيمن شقير، رمزي مشرفية، عادل حمية وممثل عن الوزير السابق وئام وهاب د. هشام الاعور، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين، وقضاة المذهب: الشيخ غاندي مكارم، الشيخ سليم العيسمي، فؤاد حمدان، منير رزق، منح نصر الله، الشيخ دانيال سعيد، الشيخ سعيد مكارم، رائد الصايغ وأمير أبو زكي، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع على رأس وفد من المشايخ وإدارة المؤسسة، أمين السر في المجلس المذهبي المحامي رائد النجار وعدد من رؤساء اللجان وأعضاء المجلس والمستشارين، الى مسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي والمجلس السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني وحزب التوحيد العربي وحشد كبير من مشايخ الطائفة وفاعلياتها.
وبعد لقاء في حرم الخلوة، استهله الشيخ القضماني مرحباً بالحضور، ومشدداً على أهمية تمتين الصف الداخلي، وكلمات لسماحة الشيخ أبي المنى وسماحة الشيخ الغريب، والزعيم وليد جنبلاط والأمير أرسلان وضو والداوود وممثل وهاب هشام الأعور وللشيخ أبو ذياب، حول المستجدات الحاصلة راهناً، وكيفية التعامل معها وأهمية تكرار مثل هذه اللقاءات ليكون الموقف واحداً، اختتم اللقاء بكلمات أمام الاعلام بدأها سماحة الشيخ أبي المنى قائلاً:
الحمد لله على ما أفاضَ من نِعم، وعلى ما قدّر وقسم، فكان هذا اللقاءُ المبارك بإذنه تعالى، برغبة عارمة وتوجيه سديد من معالي وليد بك جنبلاط، وبتجاوب مقدّر من عطوفة الأمير طلال أرسلان وممثلي الطائفة ووجوهها الكريمة أصحاب المعالي والسماحة والسعادة والفضيلة، وبحضور سماحة الأخ الكريم الشيخ نصر الدين الغريب، بمباركة شيخنا الجليل الشيخ أبو صالح محمد العنداري الذي أرسل ممثلاً عنه وأبلغنا سلامه ودعاءه بالتوفيق، وبمشاركة المشايخ الأجلّاء الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، الشيخ أبو زين الدين حسن غنام، الشيخ أبو فايز أمين مكارم، والشيخ أبو داوود منير القضماني شيخ خلوة القطالب التي في رحابها نلتقي وببركة مشايخها من السلف الصالح نرتقي".
أضاف: "اللقاء مباركٌ بالحضور، وبما تمثّله هذه الخلوة من رمزية في موقعها وفي دورها، كما جميعُ خلوات الموحّدين ومجالسُهم الدينية، وفي رسالتها التوحيدية للجمع والتآلف والتكاتف وتثبيت دعائم الصمود والوجود ومواجهة الصعاب. في خلوة القطالب، كما في خلوة جرنايا منذ القدم، كما في سواهما، اعتاد كبارُنا أن يلتقوا في الملمّات على الخير ووحدة الموقف وإرادة الجمع والتوحيد. أمّا اليوم، فالمرحلةُ صعبة والتطوّرات خطيرة، فإن لم نكن قادرين على تغيير المعادلات وإيقاف ما يجري من عدوان وقتلٍ ودمار وانهيار، إلا أننا قادرون على مواجهة ذلك بالتماسك الداخلي والتعاضد الوطني وتثبيت الإيمان الروحي والقيم المعروفية في القلوب والعقول، وبتعزيز الصمود الاجتماعي وتأكيد التعلُّق بالأرض ورفض المتاجرة بها، فالأرض جزءٌ من هويتنا، وجذورنا مغروسةٌ فيها ولا يجوز أن نتخلّى عنها.. والوطن موئلٌ لنا نصونُه بوحدتنا واحترامنا للشراكة الوطنية التي تجمعُنا بأبنائه الأخوةِ من مختلف المذاهب والمشارب".
وتابع: "قرارُنا توحيديٌّ بامتياز، نُعلنه في كلِّ موقفٍ ومن كلِّ موقع: الحياد عن كل ما يفرق والانحياز الى كل ما يجمع، وهو شعارنا الوطني الذي رفعناه منذ البداية... أكان على الصعيد الداخلي ضمن الطائفة أم على صعيد الوطن… وهو ما تؤكّده القيادة السياسية التي نعتزُّ بها وبدورها الموزونِ والمتوازن، وما نعملُ عليه في مشيخة العقل، وقد أكدنا عليه بالأمس مجتمعين في القمة الروحية في بكركي. ندين العدوان الإسرائيلي المتمادي بإجرامه ووحشيته، ونتضامن مع النازحين ونعتبرهم ضيوفاً مكرَّمين عندنا، لكنّنا نتحمّل مسؤوليةَ تنظيم الضيافة وإتقانها، ولا نقبل بأيِّ خللٍ أمني من أيِّ جهةٍ أتى، ونتعاون مع أولي الشأن الاجتماعي والسياسي ومع الجيش وقوى الأمن لضبط المخالفات وتحقيق الاستقرار. نؤكِّدُ على مبدأ الاستضافة ونحذِّر من بيع الأراضي والبيوت في هذه الفترة المفصلية لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر التغيير الديمغرافي الذي تخطّط له إسرائيل، ومن الاختلاط غير المدروس وعواقبه الاجتماعية والأمنية، فالنازحون عاشقون لأرضهم وسيعودون إليها قريباً بإذن الله، لذلك نطالب المجتمع الدولي والمسؤولين عندنا بالضغط لوقف إطلاق النار ونشر الجيش على الحدود ودعمه بما يلزم".
وختم الشيخ ابي المنى كلمته: "رسالتنا واحدة موحَّدة، وإن حصلت بعض التباينات إلَّا أننا من دعاة جمع الشمل والاعتراف بعضنا ببعض، فمقام مشيخة العقل للجميع وفي خدمة الجميع، ومشايخنا الأجلّاء لا يبتغون سوى حفظ الدين والمجتمع، والقيادة السياسية لا تفقد بوصلة الطائفة الوطنية والعربية والإسلامية، وهي حريصة على العيش الواحد المشترك وعلى بناء الدولة لتكون عادلةً وقادرة على حماية الجميع وتحقيق النهضة المَرجوَّة. نتشاور ونتحاور، وهدفنا واحد: أن نحميَ مجتمعنا وأن نحافظ على ثوابتنا الروحية والاجتماعية والوطنية والقومية، ومن القطالب المطلّة على المختارة وعلى الجبل والساحل وكلّ البلاد، نطلق نداء الوعي والحكمة لنكون على قدر المسؤولية وعلى مستوى تاريخِنا وتراثِنا وقيمِنا. وبالله سبحانه وتعالى نستعين، فـ"الراعي صالحٌ"، كما يقول مشايخُنا، والعقلُ إمامُ المتَّقين يقودُهم إلى ما هو خيرٌ وسلام. وفّقنا وإيَّاكم الله".
من جهته قال أرسلان: "سررنا بهذا اللقاء الجامع، اليوم، بمبادرة كريمة من وليد بك جنبلاط للتشاور والبحث في أمور تتعلق بالجبل والبلد، لأنه في النهاية نحن جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، بل نحن أم الصبي في هذا الوطن وفي هذا البلد. نحن دفعنا دماً عبر مئات من السنين، جميعاً، من خلال أبائنا وجدودنا وأهلنا. سكننا في الجبال لم يكن صدفة، بل سكنا فيها لأننا جئنا في مهمة هي الحفاظ على الثغور والسواحل، التي كانت تمتد في ذلك الوقت من اللاذقية إلى عكا في فلسطين، سمينا حماة الثغور لأن مهمتنا كانت حماية عمق الدولة الإسلامية والدولة العباسية في ذلك الوقت".
اضاف: "عبر تاريخنا المشرف هذا، لم يكن لدينا أعداء في الوطن على الاطلاق. نحن أصحاب هوية وأصحاب وطن واحد وأرض وحدة. طبعاً، عندما تكون الحرب مع عدو الدين والأرض والتاريخ وعدو أرضنا ومياهنا وثرواتنا وكرامتنا وهويتنا الوطنية، في هذا البلد وهذا الشرق، فنحن مؤتمنين، وليس غيرنا وحده المؤتمن. نحن اليوم في الجبل نستضيف أهلاً واخواناً نزحوا نتيجة هجوم بربري ووحشي على لبنان. عندما تُدمر ضيعة في لبنان، فهذه مسألة تعنينا. لا يمكننا أن نستقيل من دورنا التاريخي، من الدور الذي تربينا عليه من كل سلفنا الصالح. هذا الجبل أثبت عبر مشايخنا وشبابنا ونسائنا أنه جبل يفتح يديه كأم حنون ليستقبل اخوانه في الوطن، وهو يقوم بواجباته التي لا نحتاج إلى من يعلمنا إياها، بل هي جزء من جذورنا وتوجهاتنا التي نسير عليها".
وتابع: "لن أزيد أكثر، لكن المطلوب أن تستلم القوى الأمنية الأمور أو أن تكون حاضرة، منعاً لحصول أي محاولة إحداث فتنة أو انقسام أو تخريب عبر الجبل، إن كان في الشويفات أو المتن أو عاليه أو الشوف أو حاصبيا. لدينا بلديات وشرطة وحرس بلدي، وأنشئت خلايا أزمة في كل بلدة، وقد توافقنا على دعمها، مع التنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية، حتى نتمكن من تطويق أي اشكال أو حادث يحصل لا سمح الله".
وختم أرسلان: "نشكر المشايخ على استقبالهم لنا، وكما اتفقنا مع وليد بيك خلال اللقاء، سنستمر في تنظم الاجتماعات في كافة المناطق للتأكيد على هذا التوجه وعلى تمسكنا بهويتنا العربية الإسلامية، التي تربينا عليها. نحن في النهاية أصحاب هوية ولنا جذور متجذرة في الأرض. وكنت دائماً أقول للمشايخ الأجلاء في كل كلمة ألقيها أنتم أوتاد الأرض وأطهارها، بالمعنى التوحيدي للكلمة لكن ليس على المستوى الديني فحسب، بل على المستوى الزمني أيضاً. يجب أن نتعالى كلنا عن كل تفصيل قد يخرب المجتمع، ونلتف على بعضنا البعض كأبناء جبل وكأبناء وطن وكأبناء هوية وكأبناء قضية، ولا عدو لنا إلا إسرائيل".
وختامًا القى الرئيس وليد جنبلاط كلمة قال فيها: "سنبقى سويًّا بالتشاور الكامل مع كل هيئات المجتمع المدني وكلّ النواب والفعاليات والمشايخ للقيام باجتماعات مماثلة، وطرحنا بعض النقاط كون لم يتوفق الرئيسين برّي وميقاتي بالتوصل إلى وقف إطلاق النار لأنهم خذلوا من قبل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ومن قبل الولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف جنبلاط: "يبدو أن الحرب طويلة ولذلك علينا أن نكون على استعداد لتوفير الحد الأقصى من الخدمات للشعب اللبناني النازح والمقيم والتعاون المطلق مع الدولة والأجهزة الأمنية لإبعاد أي محاولة ضئيلة حول موضوع الأمن الذاتي ونطلب من الوزير الحلبي تفعيل خطة التعليم الحضوري والمدمج وتجهيزها، كما إمكانية استئجار مدارس خاصة كما أبلغني من أجل هذا الأمر".
وعن القطاع الصحي، قال جنبلاط: "المستشفيات والمراكز الإجتماعية جاهزة والأدوية متوفرة، هناك نقص يمكن تعويضه، ويجب أن تكون هناك لجان فعالة في كلّ المناطق وعلى المستويات كافة ونحن جاهزون مع الدولة والمشايخ لتلبية الحاجات".
كما شارك الوزيران عباس الحلبي وعصام شرف الدين، والنواب: مروان حمادة، وائل ابو فاعور، هادي أبو الحسن، مارك ضو، فيصل الصايغ والوزراء والنواب السابقين: فيصل الداوود، غازي العريضي، أيمن شقير، رمزي مشرفية، عادل حمية وممثل عن الوزير السابق وئام وهاب د. هشام الاعور، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين، وقضاة المذهب: الشيخ غاندي مكارم، الشيخ سليم العيسمي، فؤاد حمدان، منير رزق، منح نصر الله، الشيخ دانيال سعيد، الشيخ سعيد مكارم، رائد الصايغ وأمير أبو زكي، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع على رأس وفد من المشايخ وإدارة المؤسسة، أمين السر في المجلس المذهبي المحامي رائد النجار وعدد من رؤساء اللجان وأعضاء المجلس والمستشارين، الى مسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي والمجلس السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني وحزب التوحيد العربي وحشد كبير من مشايخ الطائفة وفاعلياتها.
وبعد لقاء في حرم الخلوة، استهله الشيخ القضماني مرحباً بالحضور، ومشدداً على أهمية تمتين الصف الداخلي، وكلمات لسماحة الشيخ أبي المنى وسماحة الشيخ الغريب، والزعيم وليد جنبلاط والأمير أرسلان وضو والداوود وممثل وهاب هشام الأعور وللشيخ أبو ذياب، حول المستجدات الحاصلة راهناً، وكيفية التعامل معها وأهمية تكرار مثل هذه اللقاءات ليكون الموقف واحداً، اختتم اللقاء بكلمات أمام الاعلام بدأها سماحة الشيخ أبي المنى قائلاً:
الحمد لله على ما أفاضَ من نِعم، وعلى ما قدّر وقسم، فكان هذا اللقاءُ المبارك بإذنه تعالى، برغبة عارمة وتوجيه سديد من معالي وليد بك جنبلاط، وبتجاوب مقدّر من عطوفة الأمير طلال أرسلان وممثلي الطائفة ووجوهها الكريمة أصحاب المعالي والسماحة والسعادة والفضيلة، وبحضور سماحة الأخ الكريم الشيخ نصر الدين الغريب، بمباركة شيخنا الجليل الشيخ أبو صالح محمد العنداري الذي أرسل ممثلاً عنه وأبلغنا سلامه ودعاءه بالتوفيق، وبمشاركة المشايخ الأجلّاء الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، الشيخ أبو زين الدين حسن غنام، الشيخ أبو فايز أمين مكارم، والشيخ أبو داوود منير القضماني شيخ خلوة القطالب التي في رحابها نلتقي وببركة مشايخها من السلف الصالح نرتقي".
أضاف: "اللقاء مباركٌ بالحضور، وبما تمثّله هذه الخلوة من رمزية في موقعها وفي دورها، كما جميعُ خلوات الموحّدين ومجالسُهم الدينية، وفي رسالتها التوحيدية للجمع والتآلف والتكاتف وتثبيت دعائم الصمود والوجود ومواجهة الصعاب. في خلوة القطالب، كما في خلوة جرنايا منذ القدم، كما في سواهما، اعتاد كبارُنا أن يلتقوا في الملمّات على الخير ووحدة الموقف وإرادة الجمع والتوحيد. أمّا اليوم، فالمرحلةُ صعبة والتطوّرات خطيرة، فإن لم نكن قادرين على تغيير المعادلات وإيقاف ما يجري من عدوان وقتلٍ ودمار وانهيار، إلا أننا قادرون على مواجهة ذلك بالتماسك الداخلي والتعاضد الوطني وتثبيت الإيمان الروحي والقيم المعروفية في القلوب والعقول، وبتعزيز الصمود الاجتماعي وتأكيد التعلُّق بالأرض ورفض المتاجرة بها، فالأرض جزءٌ من هويتنا، وجذورنا مغروسةٌ فيها ولا يجوز أن نتخلّى عنها.. والوطن موئلٌ لنا نصونُه بوحدتنا واحترامنا للشراكة الوطنية التي تجمعُنا بأبنائه الأخوةِ من مختلف المذاهب والمشارب".
وتابع: "قرارُنا توحيديٌّ بامتياز، نُعلنه في كلِّ موقفٍ ومن كلِّ موقع: الحياد عن كل ما يفرق والانحياز الى كل ما يجمع، وهو شعارنا الوطني الذي رفعناه منذ البداية... أكان على الصعيد الداخلي ضمن الطائفة أم على صعيد الوطن… وهو ما تؤكّده القيادة السياسية التي نعتزُّ بها وبدورها الموزونِ والمتوازن، وما نعملُ عليه في مشيخة العقل، وقد أكدنا عليه بالأمس مجتمعين في القمة الروحية في بكركي. ندين العدوان الإسرائيلي المتمادي بإجرامه ووحشيته، ونتضامن مع النازحين ونعتبرهم ضيوفاً مكرَّمين عندنا، لكنّنا نتحمّل مسؤوليةَ تنظيم الضيافة وإتقانها، ولا نقبل بأيِّ خللٍ أمني من أيِّ جهةٍ أتى، ونتعاون مع أولي الشأن الاجتماعي والسياسي ومع الجيش وقوى الأمن لضبط المخالفات وتحقيق الاستقرار. نؤكِّدُ على مبدأ الاستضافة ونحذِّر من بيع الأراضي والبيوت في هذه الفترة المفصلية لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر التغيير الديمغرافي الذي تخطّط له إسرائيل، ومن الاختلاط غير المدروس وعواقبه الاجتماعية والأمنية، فالنازحون عاشقون لأرضهم وسيعودون إليها قريباً بإذن الله، لذلك نطالب المجتمع الدولي والمسؤولين عندنا بالضغط لوقف إطلاق النار ونشر الجيش على الحدود ودعمه بما يلزم".
وختم الشيخ ابي المنى كلمته: "رسالتنا واحدة موحَّدة، وإن حصلت بعض التباينات إلَّا أننا من دعاة جمع الشمل والاعتراف بعضنا ببعض، فمقام مشيخة العقل للجميع وفي خدمة الجميع، ومشايخنا الأجلّاء لا يبتغون سوى حفظ الدين والمجتمع، والقيادة السياسية لا تفقد بوصلة الطائفة الوطنية والعربية والإسلامية، وهي حريصة على العيش الواحد المشترك وعلى بناء الدولة لتكون عادلةً وقادرة على حماية الجميع وتحقيق النهضة المَرجوَّة. نتشاور ونتحاور، وهدفنا واحد: أن نحميَ مجتمعنا وأن نحافظ على ثوابتنا الروحية والاجتماعية والوطنية والقومية، ومن القطالب المطلّة على المختارة وعلى الجبل والساحل وكلّ البلاد، نطلق نداء الوعي والحكمة لنكون على قدر المسؤولية وعلى مستوى تاريخِنا وتراثِنا وقيمِنا. وبالله سبحانه وتعالى نستعين، فـ"الراعي صالحٌ"، كما يقول مشايخُنا، والعقلُ إمامُ المتَّقين يقودُهم إلى ما هو خيرٌ وسلام. وفّقنا وإيَّاكم الله".
من جهته قال أرسلان: "سررنا بهذا اللقاء الجامع، اليوم، بمبادرة كريمة من وليد بك جنبلاط للتشاور والبحث في أمور تتعلق بالجبل والبلد، لأنه في النهاية نحن جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، بل نحن أم الصبي في هذا الوطن وفي هذا البلد. نحن دفعنا دماً عبر مئات من السنين، جميعاً، من خلال أبائنا وجدودنا وأهلنا. سكننا في الجبال لم يكن صدفة، بل سكنا فيها لأننا جئنا في مهمة هي الحفاظ على الثغور والسواحل، التي كانت تمتد في ذلك الوقت من اللاذقية إلى عكا في فلسطين، سمينا حماة الثغور لأن مهمتنا كانت حماية عمق الدولة الإسلامية والدولة العباسية في ذلك الوقت".
اضاف: "عبر تاريخنا المشرف هذا، لم يكن لدينا أعداء في الوطن على الاطلاق. نحن أصحاب هوية وأصحاب وطن واحد وأرض وحدة. طبعاً، عندما تكون الحرب مع عدو الدين والأرض والتاريخ وعدو أرضنا ومياهنا وثرواتنا وكرامتنا وهويتنا الوطنية، في هذا البلد وهذا الشرق، فنحن مؤتمنين، وليس غيرنا وحده المؤتمن. نحن اليوم في الجبل نستضيف أهلاً واخواناً نزحوا نتيجة هجوم بربري ووحشي على لبنان. عندما تُدمر ضيعة في لبنان، فهذه مسألة تعنينا. لا يمكننا أن نستقيل من دورنا التاريخي، من الدور الذي تربينا عليه من كل سلفنا الصالح. هذا الجبل أثبت عبر مشايخنا وشبابنا ونسائنا أنه جبل يفتح يديه كأم حنون ليستقبل اخوانه في الوطن، وهو يقوم بواجباته التي لا نحتاج إلى من يعلمنا إياها، بل هي جزء من جذورنا وتوجهاتنا التي نسير عليها".
وتابع: "لن أزيد أكثر، لكن المطلوب أن تستلم القوى الأمنية الأمور أو أن تكون حاضرة، منعاً لحصول أي محاولة إحداث فتنة أو انقسام أو تخريب عبر الجبل، إن كان في الشويفات أو المتن أو عاليه أو الشوف أو حاصبيا. لدينا بلديات وشرطة وحرس بلدي، وأنشئت خلايا أزمة في كل بلدة، وقد توافقنا على دعمها، مع التنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية، حتى نتمكن من تطويق أي اشكال أو حادث يحصل لا سمح الله".
وختم أرسلان: "نشكر المشايخ على استقبالهم لنا، وكما اتفقنا مع وليد بيك خلال اللقاء، سنستمر في تنظم الاجتماعات في كافة المناطق للتأكيد على هذا التوجه وعلى تمسكنا بهويتنا العربية الإسلامية، التي تربينا عليها. نحن في النهاية أصحاب هوية ولنا جذور متجذرة في الأرض. وكنت دائماً أقول للمشايخ الأجلاء في كل كلمة ألقيها أنتم أوتاد الأرض وأطهارها، بالمعنى التوحيدي للكلمة لكن ليس على المستوى الديني فحسب، بل على المستوى الزمني أيضاً. يجب أن نتعالى كلنا عن كل تفصيل قد يخرب المجتمع، ونلتف على بعضنا البعض كأبناء جبل وكأبناء وطن وكأبناء هوية وكأبناء قضية، ولا عدو لنا إلا إسرائيل".
وختامًا القى الرئيس وليد جنبلاط كلمة قال فيها: "سنبقى سويًّا بالتشاور الكامل مع كل هيئات المجتمع المدني وكلّ النواب والفعاليات والمشايخ للقيام باجتماعات مماثلة، وطرحنا بعض النقاط كون لم يتوفق الرئيسين برّي وميقاتي بالتوصل إلى وقف إطلاق النار لأنهم خذلوا من قبل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ومن قبل الولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف جنبلاط: "يبدو أن الحرب طويلة ولذلك علينا أن نكون على استعداد لتوفير الحد الأقصى من الخدمات للشعب اللبناني النازح والمقيم والتعاون المطلق مع الدولة والأجهزة الأمنية لإبعاد أي محاولة ضئيلة حول موضوع الأمن الذاتي ونطلب من الوزير الحلبي تفعيل خطة التعليم الحضوري والمدمج وتجهيزها، كما إمكانية استئجار مدارس خاصة كما أبلغني من أجل هذا الأمر".
وعن القطاع الصحي، قال جنبلاط: "المستشفيات والمراكز الإجتماعية جاهزة والأدوية متوفرة، هناك نقص يمكن تعويضه، ويجب أن تكون هناك لجان فعالة في كلّ المناطق وعلى المستويات كافة ونحن جاهزون مع الدولة والمشايخ لتلبية الحاجات".