بالأسماء: هؤلاء قتلوا حسن نصرالله
داني حداد
29 أيلول 2024 07:44
كتب داني حداد في موقع mtv:
يعتبر كثيرون أنّ حدثاً بحجم اغتيال الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، الذي يشكّل رمزاً يبلغ الألوهيّة بالنسبة الى لبنانيّين كثيرين، يستوجب الانصراف عن الكلام السياسي الى التصميم على الانتقام له ومواصلة نهجه. ولكن، نجد ضرورةً، قبل أيّ أمرٍ آخر، لتحديد المسؤوليّات عن هذا الاغتيال الذي شمل آخرين معه لا نعرف بعد أسماءهم جميعاً.
إن شئنا الصراحة والموضوعيّة، بعيداً عن الكلام العاطفي الذي نبرّره في مثل هذا المُصاب، تتوزّع المسؤوليّات عمّا حدث على ثلاث جهات:
الجهة الأولى هي "حركة حماس"، التي شنّت هجوماً على الاحتلال الإسرائيلي من دون احتساب نتائجه، والدليل ما حصل بعدها في غزة من قتلٍ وأسرٍ ودمار. لقد ورّط يحيى السنوار ورفاقه المنطقة كلّها في حربٍ تكاد تبلغ العام، من دون أن تحقّق المبتغى، بل على العكس. وعليه، فإنّ "حركة حماس"، إذ ورّطتنا في هذه الحرب، هي المسؤولة الأولى عمّا يحصل في لبنان، وتحديداً عن اغتيال السيّد نصرالله.
الجهة الثانية هي إيران التي دفعت حزب الله الى الدخول في هذه الحرب كجبهة إسناد، إذ، كعادتها، تحارب بالآخرين وتفاوض عنهم. لقد أنشأت إيران، منذ الثورة الإسلاميّة، أذرعاً لها في المنطقة تموّلها لتحمي عبرها نظامها وتصدّر مفاهيمها التي باتت تحتاج، وهذه ستكون في المستقبل مسؤوليّة بيئة حزب الله، الى إعادة نظرٍ كاملة.
حاربنا في لبنان لأنّ إيران قرّرت ذلك. وتحمّلنا قتلاً ودماراً بسببها، فلا سندنا الآخرين كما يجب ولا أُسندنا من أحد، سوى بالبيانات والتهديدات الكلاميّة. حتى الردّ على اغتيال إسماعيل هنيّة تراجعت عنه إيران، ما يطرح علامات استفهامٍ كثيرة حول تورّطها في المشهد الإقليمي الجديد. لا بل نطرح علامات استفهام أيضاً حول احتمال تورّط إيرانيّين في تقديم معلوماتٍ استخباراتيّة للأميركيّين أو للإسرائيليّين، ربما من بينها ما أدّى الى استهداف الضاحية الجنوبيّة في ٢٧ أيلول الجاري.
إيران مسؤولة إذاً، بشكلٍ أو بآخر، عن اغتيال نصرالله، وإن تجاوز جمهور حزب الله هذه المسؤوليّة فهو كمن يدفن رأسه في التراب.
أمّا الجهة الثالثة فهي حتماً العدوّ الإسرائيلي. هو من خطّط ونفّذ وما اهتمّ بقتل المئات من أجل استهداف رجلٍ واحد. كيانٌ مجرمٌ وُلد كالفطر في جسد هذا الشرق فولّد حروباً وكوارث وتهجيراً، وأنتج عصبيّاتٍ دينيّة حوّلت هذه المساحة من العالم الى أرض صراعات، وحرّك تنظيمات تصارع على السلطة ومغانمها بحجّة العداء لإسرائيل.
قتل الثلاثة السيّد حسن نصرالله. لم يقتله خصمٌ لبنانيّ، ولا خانه أحدٌ من خارج بيئته السياسيّة والطائفيّة. هي مناسبة إذاً لعودة حزب الله الى لبنانيّته، والابتعاد عن خطابه السابق. يحتاج الأمر الى أن نتحدّث مع بعضنا، ونتحاور، ونتخلّى عن ماضٍ يتحمّل كلٌّ منّا مسؤوليّةً فيه. وبدل خطاب التخوين، عسانا نسمع كلاماً جديداً يريح اللبنانيّين ويهدّئ الرؤوس الحامية والقلوب المشتعلة. ولننشغل، بدل الأمور الكثيرة، بواحدة: لبنان.
يعتبر كثيرون أنّ حدثاً بحجم اغتيال الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، الذي يشكّل رمزاً يبلغ الألوهيّة بالنسبة الى لبنانيّين كثيرين، يستوجب الانصراف عن الكلام السياسي الى التصميم على الانتقام له ومواصلة نهجه. ولكن، نجد ضرورةً، قبل أيّ أمرٍ آخر، لتحديد المسؤوليّات عن هذا الاغتيال الذي شمل آخرين معه لا نعرف بعد أسماءهم جميعاً.
إن شئنا الصراحة والموضوعيّة، بعيداً عن الكلام العاطفي الذي نبرّره في مثل هذا المُصاب، تتوزّع المسؤوليّات عمّا حدث على ثلاث جهات:
الجهة الأولى هي "حركة حماس"، التي شنّت هجوماً على الاحتلال الإسرائيلي من دون احتساب نتائجه، والدليل ما حصل بعدها في غزة من قتلٍ وأسرٍ ودمار. لقد ورّط يحيى السنوار ورفاقه المنطقة كلّها في حربٍ تكاد تبلغ العام، من دون أن تحقّق المبتغى، بل على العكس. وعليه، فإنّ "حركة حماس"، إذ ورّطتنا في هذه الحرب، هي المسؤولة الأولى عمّا يحصل في لبنان، وتحديداً عن اغتيال السيّد نصرالله.
الجهة الثانية هي إيران التي دفعت حزب الله الى الدخول في هذه الحرب كجبهة إسناد، إذ، كعادتها، تحارب بالآخرين وتفاوض عنهم. لقد أنشأت إيران، منذ الثورة الإسلاميّة، أذرعاً لها في المنطقة تموّلها لتحمي عبرها نظامها وتصدّر مفاهيمها التي باتت تحتاج، وهذه ستكون في المستقبل مسؤوليّة بيئة حزب الله، الى إعادة نظرٍ كاملة.
حاربنا في لبنان لأنّ إيران قرّرت ذلك. وتحمّلنا قتلاً ودماراً بسببها، فلا سندنا الآخرين كما يجب ولا أُسندنا من أحد، سوى بالبيانات والتهديدات الكلاميّة. حتى الردّ على اغتيال إسماعيل هنيّة تراجعت عنه إيران، ما يطرح علامات استفهامٍ كثيرة حول تورّطها في المشهد الإقليمي الجديد. لا بل نطرح علامات استفهام أيضاً حول احتمال تورّط إيرانيّين في تقديم معلوماتٍ استخباراتيّة للأميركيّين أو للإسرائيليّين، ربما من بينها ما أدّى الى استهداف الضاحية الجنوبيّة في ٢٧ أيلول الجاري.
إيران مسؤولة إذاً، بشكلٍ أو بآخر، عن اغتيال نصرالله، وإن تجاوز جمهور حزب الله هذه المسؤوليّة فهو كمن يدفن رأسه في التراب.
أمّا الجهة الثالثة فهي حتماً العدوّ الإسرائيلي. هو من خطّط ونفّذ وما اهتمّ بقتل المئات من أجل استهداف رجلٍ واحد. كيانٌ مجرمٌ وُلد كالفطر في جسد هذا الشرق فولّد حروباً وكوارث وتهجيراً، وأنتج عصبيّاتٍ دينيّة حوّلت هذه المساحة من العالم الى أرض صراعات، وحرّك تنظيمات تصارع على السلطة ومغانمها بحجّة العداء لإسرائيل.
قتل الثلاثة السيّد حسن نصرالله. لم يقتله خصمٌ لبنانيّ، ولا خانه أحدٌ من خارج بيئته السياسيّة والطائفيّة. هي مناسبة إذاً لعودة حزب الله الى لبنانيّته، والابتعاد عن خطابه السابق. يحتاج الأمر الى أن نتحدّث مع بعضنا، ونتحاور، ونتخلّى عن ماضٍ يتحمّل كلٌّ منّا مسؤوليّةً فيه. وبدل خطاب التخوين، عسانا نسمع كلاماً جديداً يريح اللبنانيّين ويهدّئ الرؤوس الحامية والقلوب المشتعلة. ولننشغل، بدل الأمور الكثيرة، بواحدة: لبنان.