إقليم الخروب يفتح أبوابه "على دفعات"
لينا فخر الدين
24 أيلول 2024 06:09
كتبت لينا فخر الدين في "الاخبار":
منذ بدء الاعتداءات الإسرائيليّة صباح أمس على المناطق الجنوبيّة، بدأت بلدات إقليم الخروب وقراها تتجهّز لاستقبال النازحين الذين بدأوا بالتّوافد إلى الإقليم وغصّت بهم شوارع المناطق المحيطة، من دون أن يتوصّل المعنيون إلى إحصاء لأعداد العائلات الموجودة حالياً في المنطقة.وسارعت خليّة الأزمة المركزيّة في الإقليم (تضم عدداً من نواب المنطقة ورؤساء بلديّات وفاعليّات وممثلين عن أحزاب وجمعيّات) إلى التشاور مع المعنيين هاتفياً بانتظار أن تعقد اجتماعاً عاجلاً في مقر بلدية سبلين خلال ساعات.
وأفضى هذا التشاور إلى تنسيق أكبر لتأمين مراكز إيواء للنازحين وتجهيزها لوجستياً باللوازم الأساسيّة، بعدما كان محافظ جبل لبنان القاضي محمّد مكّاوي وقائمقام الشوف مارلين قهوجي قد أعطيا توجيهات إلى الفاعليات الرسميّة في المناطق لتأمين الجهوزيّة الكاملة لاستقبال النّازحين في المراكز، بالتنسيق مع خليّة إدارة الكوارث. فيما أشار العديد من الفاعليّات الرسميّة إلى صعوبة كبيرة في تأمين شقق خالية جديدة وهو ما بدا واضحاً خلال إحصاءٍ جرى قبل 8 أشهر بسبب استئجار عائلات جنوبية شققاً في المنطقة منذ أشهر، إضافة إلى وجود شقق خالية تعود لبعض عائلات البلدات التي تسكن خارج الإقليم والتي عاد معظمها إليها أمس، بمن فيهم أولئك الذين يقطنون في بيروت. فيما هناك عدد كبير من النّازحين السوريين الذين استأجروا شققاً منذ سنوات.
إلا أنّ ما عوّض هذا الأمر هو استضافة العديد من أهالي الإقليم لنازحين من الجنوب. وهو ما حصل في شحيم مثلاً، إذ اقتصر إيواء 4 عائلات فقط في مجمّع المدارس الرسمية، في حين انتقل العدد الأكبر إلى منازل أهالي المنطقة، بمبادراتٍ فردية.
استنفار وتجهيزات
وعمل المعنيون بالتنسيق مع البلديّات على فتح العديد من المدارس الرسميّة بناءً على توجيهات وزيري الداخليّة والبلديات والتربية والتعليم العالي. ولفت أكثر من مسؤول رسمي إلى أنّ التوجّه هو عدم فتح المدارس الرسميّة دفعة واحدة وبشكلٍ عشوائي بل حصر العائلات النّازحة في أقل عدد ممكن حتّى يكون بإمكان الفاعليات متابعة شؤونهم وإيصال المساعدات إليهم، بدلاً من تشتّتهم على مدارس المناطق، وحتّى يكون في الإمكان استقبال المزيد من العائلات في حال ساء الوضع خلال الأيام المقبلة. وعليه، تركّزت حركة النزوح الأولى على المدارس الرسميّة في الجية وبرجا وشحيم وجون والوردانيّة والبرجين، فيما تتجهّز مدارس البلدات الأُخرى ككترمايا وبعاصير... لوجستياً في حال وصول دفعات جديدة.
كما أكّد هؤلاء استنفار الإمكانات اللوجستيّة وتأمين نحو ألف حصّة من اللوازم الأساسيّة كالفرش والبطانيات وقوارير الغاز، على أن تبدأ اليوم وبعد اجتماع خليّة الأزمة المركزيّة، بتأمين الحصص الغذائيّة والمزيد من المعدّات اللازمة للعائلات، مشدّدين على وجود خطوط ساخنة لعمليات الإيواء، وأن العمل على الأرض وهاتفياً يجري على قدمٍ وساق لتنفيذ خطّة الطوارئ المُتفق عليها قبل أسابيع، «وقد نجحنا اليوم في امتصاص الصدمة الأولى، على أن يكون العمل بعد ذلك مركّزاً أكثر».
وفي شحيم حيث كانت أعداد النازحين كبيرة باعتبار أنها أكبر بلدات الإقليم، كلّفت قائمقام الشوف مارلين قهوجي المختار محمّد شعبان بمتابعة شؤون النازحين بسبب استقالة البلديّة. وقال شعبان لـ«الأخبار»: «أحصينا جميع غرف المدارس والمعاهد الرسميّة الموجودة في البلدة»، لافتاً إلى وجود 45 غرفة في تجمّع مدارس شحيم الرسميّة، و25 في المعهد الرسمي، إضافةً إلى نحو 25 غرفة في المدارس الأخرى الموزّعة في البلدة. وأوضح «أنّنا نقوم بتجهيز التجمع في المرحلة الأولى بعدما تمّ إبلاغ مدرائه بضرورة إخلاء الغرف من اللوازم المدرسيّة».
وفي برجا، عمدت البلدية بالتّعاون مع المعنيين إلى فتح أبواب مدرسة واحدة (ثانويّة برجا)، حيث تمّ إيواء نحو 400 شخص، والعمل جارٍ على تجهيز الثانية بغية فتحها في حال ازداد توافد النازحين.
وكان واضحاً تكاتف معظم أحزاب المنطقة في عمليّات إيواء كبيرة للعائلات النازحة، كتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والجماعة الإسلاميّة وحزب التوحيد العربي... كما فتحت بعض الجمعيّات والمساجد (كجمعيّة التآخي ومسجد الوحدة الإسلامية) في عدد من القرى أبوابها أمام النازحين.
وفي سياق متصل، رفع «الاشتراكي» جهوزيته، وشدّد مسؤولوه على أنّ «جميع المؤسسات الرسمية والحزبية تعمل ميدانياً لتنفيذ خطط الطوارئ في إقليم الخروب، ووكيل الدّاخلية في المنطقة ينسّق مع جميع الفاعليات»، نافين أن يكون هناك إحصاء دقيق لما يمكن لمراكز بلدات إقليم الخروب والشوف استيعابه «بل بنينا على إحصاءات حرب تمّوز، علماً أن الكثير من التغييرات حصلت من وقتها». ولفتوا إلى أنّ «المرحلة الأولى هي نقل العائلات إلى المدارس والمعاهد قبل أن يصدر قرار بشأن فتح القاعات العامّة في حال ازداد توافد العائلات».
كما أصدرت مؤسسة «الفرح الاجتماعية» التابعة للاشتراكي بياناً أعلنت فيه أنّها «قامت بفتح 4 مدارس واعتمادها كمراكز إيواء لاحتضان النازحين وتجهيزها لوجستياً بالحاجات الضرورية اللازمة»، مشدّدة على أنها «جاهزة لتقديم أي مساعدة لازمة وستكون فرقها جاهزة لتقديم يد العون».