هل خسرت إسرائيل الورقة الرابحة؟
20 أيلول 2024 19:59
نشر الكاتب دانيال بايمان مقالا في مجلة "فورين بوليسي" خاض في تفاصيله عن تفجير إسرائيل أجهزة "بيجر" في لبنان وما إذا كان ذلك سيساعد تل أبيب على هزيمة "حزب الله".
وقال في مقاله: "إن العمليات الإسرائيلية المذهلة التي أدت إلى انفجار أجهزة نداء في وقت متزامن تقريبا كانت بحوزة الآلاف من أعضاء حزب الله، وهي أجهزة اتصال لاسلكي تتميز بتعقيدها، تظهر مرة أخرى المهارة غير العادية التي تتمتع بها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ولكن على الرغم من كل براعتها التكتيكية، فهل تساعد هذه العمليات إسرائيل في هزيمة "حزب الله"؟
وأضاف: "هناك الكثير مما لا نعرفه، سواء عن التأثيرات المباشرة للهجمات أو حسابات صنع القرار في إسرائيل أو رد حزب الله".
وذكر الكاتب: "مع وضع هذه التحذيرات في الاعتبار، تشير النظرة الأولى إلى أن العملية كانت بوضوح إذلالا ونكسة لحزب الله وقد تضعف المجموعة في الأمد البعيد فضلا عن تعطيلها اليوم.. ومع ذلك، فإن التوازن بين إسرائيل وحزب الله لا يزال متعادلا بشكل خطير ولا يمكن لإسرائيل الاعتماد على الهجمات لجعلها أكثر أمانا في الأمد البعيد.. ولا يمكن استبعاد التصعيد إلى حرب شاملة كارثية".
وتابع قائلا: "في الوقت الحالي على الأقل، يواجه حزب الله كمنظمة اضطرابات كبرى، فقد أسفرت العمليات عن مقتل 37 شخصا على الأقل الغالبية العظمى منهم من المقاتلين، وجُرح الآلاف، وقد فقد العديد من الجرحى أيديهم أو أعينهم أو أصبحوا أقل قدرة على القتال وهي عملية فعالة بشكل ملحوظ ضد قوة مقاتلة نخبوية، ومن شأن خسارة هذا العدد الكبير من المقاتلين أن تجعل من الصعب على حزب الله نشر قوة عسكرية لمحاربة إسرائيل، فضلا عن ذلك فإن الكيفية التي قد يتواصل بها مقاتلو حزب الله مع القادة ليست واضحة، نظرا لأن كل وسيلة من وسائل الاتصال الإلكترونية تبدو وكأنها سلاح إسرائيلي"، مشيرا إلى أن هذه العملية قد تجعل مقاتلي حزب الله العاديين أكثر خوفا وحذرا في المستقبل.
ويقول بايمان في المقال: "من بين الأسباب التي دفعت مقاتلي حزب الله إلى استخدام أجهزة النداء أن قادة المجموعة كانوا يعتقدون وربما كانوا محقين في اعتقادهم، أن إسرائيل اخترقت اتصالاتهم عبر الهواتف المحمولة، وإذا كانت أجهزة النداء العادية وأجهزة الاتصال اللاسلكي تشكل أيضا خطورة فكيف يستطيع حزب الله أن يتواصل بأمان؟ وحتى عندما يستعيد حزب الله الاتصالات بمعدات جديدة، فقد يخشى مقاتلوه أن تنقلب تكنولوجياتهم ضدهم، وهذا الخوف هو سلاحه الخاص فعندما يشك المقاتلون في معداتهم، وصحة الرسائل التي يتلقونها من قادتهم، وغير ذلك من الأساسيات اليومية للعمليات العسكرية، فإنهم يصبحون أقل فعالية فضلا عن ذلك وكما يشير إليوت كوهين فإن المنظمات التي تعاني من ثغرات أمنية كثيرا ما تمزق نفسها بحثا عن جواسيس وتجعل نفسها غير قادرة على أداء وظائفها على النحو اللائق باسم حماية أسرارها".
ويفيد الكاتب بأن الهجمات محرجة أيضا، فحزب الله منظمة قوية ذات جذور عميقة في لبنان ويمكنها أن تنجو من مثل هذا الإذلال، ولكن هذا من شأنه أن يقلل من مصداقية المجموعة داخل البلاد وهذا بدوره يضر بالتجنيد وقد يجعل المجتمعات والكتل السياسية المنافسة في لبنان أكثر استعدادا للوقوف في وجه المجموعة ولو أن هذا يبدو بعيد المنال نظرا لضعفها واختلالها الوظيفي.
ويردف بالقول: "يبدو أن إسرائيل تحاول أيضا البعث برسالة إلى حزب الله مفادها بأنها ستواصل فرض تكاليف باهظة على المجموعة، فمنذ 7 تشرين الأول 2023 عندما شنت حماس هجومها، قتلت إسرائيل كبار قادة حزب الله والقادة الميدانيين، وهاجمت قوات الحزب والبنية التحتية في جنوب لبنان جوا وبرا، وضربت المجموعة مرارا وتكرارا، وتشكل هجمات أجهزة النداء واللاسلكي على الرغم من كونها ذكية وغير عادية، جزءا من حملة أوسع نطاقا".
ويوضح دانيال بايمان أن التأثير في الداخل مهم أيضا لقد كان هجوم السابع من أكتوبر بمثابة فشل استخباراتي لإسرائيل، واستعادة سمعة الأجهزة القوية أمر مهم لطمأنة الإسرائيليين إلى أنه على الرغم من جوارهم الخطير، يمكنهم أن يعيشوا حياتهم وهم يعلمون أن حكومتهم قادرة على حمايتهم. ومن الناحية السياسية بطبيعة الحال، تعمل مهارة العملية أيضا على تعزيز الدعم لقادة مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، اللذين يستطيعان أن يدعيا الفضل في ذلك وهو هدف مهم بشكل خاص لهذه الشخصيات نظرا للاضطرابات الحالية في السياسة الإسرائيلية.
ولكن في مقابل كل هذا هناك العديد من التكاليف والحدود التي يعتقد القادة الإسرائيليون بوضوح أنها منخفضة أو على الأقل تستحق الدفع، ولكنها قد تكون أعلى مما يتوقعون، وفق ما نشره الكاتب.
ووفق بايمان فإن الهجمات على أقل تقدير، تجعل من الصعب على حزب الله قبول أي اتفاق سلام مستقل عن الاتفاق المرتبط بوقف إطلاق النار في غزة، والذي من شأنه أن يزيل مبرر الجماعة لمواصلة القتال، حيث سيكون من الصعب سياسيا على حزب الله أن يقبل اتفاقا يقلل من وجوده بالقرب من حدود إسرائيل أو يقدم تنازلات أخرى في ظل الإذلال العلني الذي يتعرض له.
ويشير في السياق إلى أنه لا توجد وسيلة لأمين عام حزب الله حسن نصر الله أو غيره من المسؤولين لتصوير العنف الأخير على أنه انتصار لإنقاذ ماء الوجه بين المؤيدين، وقد لا يهم هذا إسرائيل فقبل الهجوم حذر غالانت من أن الحل العسكري وليس المفاوضات هو الذي سيؤدي إلى التغيير على طول حدودها.
ويؤكد الكاتب أن الخطر الأكبر هنا هو أن هذا قد يؤدي إلى حرب شاملة فمثل هذه الحرب وفق بايمان سوف تكون مدمرة لكل من إسرائيل ولبنان وقد لا تغير المعادلة الاستراتيجية جذريا على الرغم من التكلفة العالية التي قد تفرضها.
ويضيف الكاتب أن "حزب الله يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ والقذائف ويمكنه أن يتغلب على الدفاعات الصاروخية والجوية الإسرائيلية ويضرب الأهداف المدنية والبنية الأساسية في جميع أنحاء إسرائيل، وحتى لو تكبد حزب الله خسائر كبيرة فإن الجماعة لديها العديد من المؤيدين في لبنان، وبمساعدة إيران يمكنها إعادة بناء قواتها وبعد بضع سنوات سوف تشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل.
ويبين بايمان أن الحرب ليست حتمية رغم أن نصر الله وصف الهجمات بأنها "إعلان حرب"، إلا أنه لم يعد بالرد الفوري بل استخدم كلمات تحذيرية وخطابات نارية.
وفضلا عن ذلك، يقول الكاتب في مقاله: "هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا لجأت إسرائيل إلى استخدام هذه القدرة المثيرة للإعجاب الآن؟ فمن الممكن أن نتخيل إطلاقها في الوقت الذي كانت فيه الدبابات الإسرائيلية تتوغل في لبنان لمحاربة حزب الله، فتزرع الفوضى في لحظة حرجة بالنسبة للجماعة".
ومضى الكاتب قائلا: "في بعض الأحيان لابد من استخدام القدرة السرية ولكن من خلال لعب الورقة الرابحة اليوم فإن إسرائيل لا تملك هذه الورقة في يدها للمستقبل".
وذكر الكاتب في ختام مقاله التحليلي أنه بالنسبة للقادة الإسرائيليين فإن مثل هذه المخاوف تبدو أقل أهمية من الفوائد التكتيكية وفي كل الأحوال فإن العديد من النهج التي اتبعتها إسرائيل قبل السابع من أكتوبر في التعامل مع الأمن لم تعد صالحة ومن بين أكبر هذه التوجهات الثقة في الردع والحرب المحدودة، موضحا أنه وخوفا من تكرار الكارثة المفاجئة التي وقعت في السابع من تشرين الأول، أصبحت إسرائيل على استعداد للمجازفة بصراع أعظم بل وحتى حرب شاملة، معتقدة أن هذا قد يكون أفضل من العيش في خوف دائم من هجوم مفاجئ.
إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو احتمال عدم تفكير القادة الإسرائيليين في الأمد البعيد على الإطلاق ذلك أن تل أبيب لديها تقليد طويل من التفكير السياسي قصير الأمد في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالأمن القومي، والضغط المستمر على حزب الله قد يؤدي إلى دوامة تصعيدية قد يندم عليها الإسرائيليون في نهاية المطاف، وفق ما جاء في المقال.
وقال في مقاله: "إن العمليات الإسرائيلية المذهلة التي أدت إلى انفجار أجهزة نداء في وقت متزامن تقريبا كانت بحوزة الآلاف من أعضاء حزب الله، وهي أجهزة اتصال لاسلكي تتميز بتعقيدها، تظهر مرة أخرى المهارة غير العادية التي تتمتع بها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ولكن على الرغم من كل براعتها التكتيكية، فهل تساعد هذه العمليات إسرائيل في هزيمة "حزب الله"؟
وأضاف: "هناك الكثير مما لا نعرفه، سواء عن التأثيرات المباشرة للهجمات أو حسابات صنع القرار في إسرائيل أو رد حزب الله".
وذكر الكاتب: "مع وضع هذه التحذيرات في الاعتبار، تشير النظرة الأولى إلى أن العملية كانت بوضوح إذلالا ونكسة لحزب الله وقد تضعف المجموعة في الأمد البعيد فضلا عن تعطيلها اليوم.. ومع ذلك، فإن التوازن بين إسرائيل وحزب الله لا يزال متعادلا بشكل خطير ولا يمكن لإسرائيل الاعتماد على الهجمات لجعلها أكثر أمانا في الأمد البعيد.. ولا يمكن استبعاد التصعيد إلى حرب شاملة كارثية".
وتابع قائلا: "في الوقت الحالي على الأقل، يواجه حزب الله كمنظمة اضطرابات كبرى، فقد أسفرت العمليات عن مقتل 37 شخصا على الأقل الغالبية العظمى منهم من المقاتلين، وجُرح الآلاف، وقد فقد العديد من الجرحى أيديهم أو أعينهم أو أصبحوا أقل قدرة على القتال وهي عملية فعالة بشكل ملحوظ ضد قوة مقاتلة نخبوية، ومن شأن خسارة هذا العدد الكبير من المقاتلين أن تجعل من الصعب على حزب الله نشر قوة عسكرية لمحاربة إسرائيل، فضلا عن ذلك فإن الكيفية التي قد يتواصل بها مقاتلو حزب الله مع القادة ليست واضحة، نظرا لأن كل وسيلة من وسائل الاتصال الإلكترونية تبدو وكأنها سلاح إسرائيلي"، مشيرا إلى أن هذه العملية قد تجعل مقاتلي حزب الله العاديين أكثر خوفا وحذرا في المستقبل.
ويقول بايمان في المقال: "من بين الأسباب التي دفعت مقاتلي حزب الله إلى استخدام أجهزة النداء أن قادة المجموعة كانوا يعتقدون وربما كانوا محقين في اعتقادهم، أن إسرائيل اخترقت اتصالاتهم عبر الهواتف المحمولة، وإذا كانت أجهزة النداء العادية وأجهزة الاتصال اللاسلكي تشكل أيضا خطورة فكيف يستطيع حزب الله أن يتواصل بأمان؟ وحتى عندما يستعيد حزب الله الاتصالات بمعدات جديدة، فقد يخشى مقاتلوه أن تنقلب تكنولوجياتهم ضدهم، وهذا الخوف هو سلاحه الخاص فعندما يشك المقاتلون في معداتهم، وصحة الرسائل التي يتلقونها من قادتهم، وغير ذلك من الأساسيات اليومية للعمليات العسكرية، فإنهم يصبحون أقل فعالية فضلا عن ذلك وكما يشير إليوت كوهين فإن المنظمات التي تعاني من ثغرات أمنية كثيرا ما تمزق نفسها بحثا عن جواسيس وتجعل نفسها غير قادرة على أداء وظائفها على النحو اللائق باسم حماية أسرارها".
ويفيد الكاتب بأن الهجمات محرجة أيضا، فحزب الله منظمة قوية ذات جذور عميقة في لبنان ويمكنها أن تنجو من مثل هذا الإذلال، ولكن هذا من شأنه أن يقلل من مصداقية المجموعة داخل البلاد وهذا بدوره يضر بالتجنيد وقد يجعل المجتمعات والكتل السياسية المنافسة في لبنان أكثر استعدادا للوقوف في وجه المجموعة ولو أن هذا يبدو بعيد المنال نظرا لضعفها واختلالها الوظيفي.
ويردف بالقول: "يبدو أن إسرائيل تحاول أيضا البعث برسالة إلى حزب الله مفادها بأنها ستواصل فرض تكاليف باهظة على المجموعة، فمنذ 7 تشرين الأول 2023 عندما شنت حماس هجومها، قتلت إسرائيل كبار قادة حزب الله والقادة الميدانيين، وهاجمت قوات الحزب والبنية التحتية في جنوب لبنان جوا وبرا، وضربت المجموعة مرارا وتكرارا، وتشكل هجمات أجهزة النداء واللاسلكي على الرغم من كونها ذكية وغير عادية، جزءا من حملة أوسع نطاقا".
ويوضح دانيال بايمان أن التأثير في الداخل مهم أيضا لقد كان هجوم السابع من أكتوبر بمثابة فشل استخباراتي لإسرائيل، واستعادة سمعة الأجهزة القوية أمر مهم لطمأنة الإسرائيليين إلى أنه على الرغم من جوارهم الخطير، يمكنهم أن يعيشوا حياتهم وهم يعلمون أن حكومتهم قادرة على حمايتهم. ومن الناحية السياسية بطبيعة الحال، تعمل مهارة العملية أيضا على تعزيز الدعم لقادة مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، اللذين يستطيعان أن يدعيا الفضل في ذلك وهو هدف مهم بشكل خاص لهذه الشخصيات نظرا للاضطرابات الحالية في السياسة الإسرائيلية.
ولكن في مقابل كل هذا هناك العديد من التكاليف والحدود التي يعتقد القادة الإسرائيليون بوضوح أنها منخفضة أو على الأقل تستحق الدفع، ولكنها قد تكون أعلى مما يتوقعون، وفق ما نشره الكاتب.
ووفق بايمان فإن الهجمات على أقل تقدير، تجعل من الصعب على حزب الله قبول أي اتفاق سلام مستقل عن الاتفاق المرتبط بوقف إطلاق النار في غزة، والذي من شأنه أن يزيل مبرر الجماعة لمواصلة القتال، حيث سيكون من الصعب سياسيا على حزب الله أن يقبل اتفاقا يقلل من وجوده بالقرب من حدود إسرائيل أو يقدم تنازلات أخرى في ظل الإذلال العلني الذي يتعرض له.
ويشير في السياق إلى أنه لا توجد وسيلة لأمين عام حزب الله حسن نصر الله أو غيره من المسؤولين لتصوير العنف الأخير على أنه انتصار لإنقاذ ماء الوجه بين المؤيدين، وقد لا يهم هذا إسرائيل فقبل الهجوم حذر غالانت من أن الحل العسكري وليس المفاوضات هو الذي سيؤدي إلى التغيير على طول حدودها.
ويؤكد الكاتب أن الخطر الأكبر هنا هو أن هذا قد يؤدي إلى حرب شاملة فمثل هذه الحرب وفق بايمان سوف تكون مدمرة لكل من إسرائيل ولبنان وقد لا تغير المعادلة الاستراتيجية جذريا على الرغم من التكلفة العالية التي قد تفرضها.
ويضيف الكاتب أن "حزب الله يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ والقذائف ويمكنه أن يتغلب على الدفاعات الصاروخية والجوية الإسرائيلية ويضرب الأهداف المدنية والبنية الأساسية في جميع أنحاء إسرائيل، وحتى لو تكبد حزب الله خسائر كبيرة فإن الجماعة لديها العديد من المؤيدين في لبنان، وبمساعدة إيران يمكنها إعادة بناء قواتها وبعد بضع سنوات سوف تشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل.
ويبين بايمان أن الحرب ليست حتمية رغم أن نصر الله وصف الهجمات بأنها "إعلان حرب"، إلا أنه لم يعد بالرد الفوري بل استخدم كلمات تحذيرية وخطابات نارية.
وفضلا عن ذلك، يقول الكاتب في مقاله: "هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا لجأت إسرائيل إلى استخدام هذه القدرة المثيرة للإعجاب الآن؟ فمن الممكن أن نتخيل إطلاقها في الوقت الذي كانت فيه الدبابات الإسرائيلية تتوغل في لبنان لمحاربة حزب الله، فتزرع الفوضى في لحظة حرجة بالنسبة للجماعة".
ومضى الكاتب قائلا: "في بعض الأحيان لابد من استخدام القدرة السرية ولكن من خلال لعب الورقة الرابحة اليوم فإن إسرائيل لا تملك هذه الورقة في يدها للمستقبل".
وذكر الكاتب في ختام مقاله التحليلي أنه بالنسبة للقادة الإسرائيليين فإن مثل هذه المخاوف تبدو أقل أهمية من الفوائد التكتيكية وفي كل الأحوال فإن العديد من النهج التي اتبعتها إسرائيل قبل السابع من أكتوبر في التعامل مع الأمن لم تعد صالحة ومن بين أكبر هذه التوجهات الثقة في الردع والحرب المحدودة، موضحا أنه وخوفا من تكرار الكارثة المفاجئة التي وقعت في السابع من تشرين الأول، أصبحت إسرائيل على استعداد للمجازفة بصراع أعظم بل وحتى حرب شاملة، معتقدة أن هذا قد يكون أفضل من العيش في خوف دائم من هجوم مفاجئ.
إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو احتمال عدم تفكير القادة الإسرائيليين في الأمد البعيد على الإطلاق ذلك أن تل أبيب لديها تقليد طويل من التفكير السياسي قصير الأمد في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالأمن القومي، والضغط المستمر على حزب الله قد يؤدي إلى دوامة تصعيدية قد يندم عليها الإسرائيليون في نهاية المطاف، وفق ما جاء في المقال.