كفى "أيّاماً مجيدة"… كفى!
داني حداد
18 أيلول 2024 06:36
كتب داني حداد في موقع mtv:
إنّه ١٧ أيلول. اليوم الثالث بعد الرابع عشر من أيلول الذي خرج فيه كثيرون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليسمّوه "يوماً مجيداً". يوم اغتيال الرئيس بشير الجميّل، ومعه، للتذكير، أبرياء، يعتبر، بالنسبة الى كثيرين، "يوماً مجيداً".
في الأمس، أي في ١٧ أيلول، اختار كثيرون أيضاً، وعلى سبيل الردّ بالمثل، أن يطلقوا على يوم استهداف آلاف العناصر من حزب الله تسمية "اليوم المجيد".
كيف يعيش وطنٌ على النكايات والانتقام؟ يومٌ لك ويومٌ عليك. فريقٌ يحتفل بموتٍ في فريقٍ آخر، ثمّ تنقلب الآية، وهكذا دواليك. موتٌ بعد موت. احتفالٌ بعد احتفال.
يحتاج الأمر الى مصالحةٍ لم تتحقّق، إذ انتهت الحرب "على زغل"، كأنّ فريقاً ربح وآخر هُزم، ثمّ استقوى لبنانيّون بالخارج. بعد "حروب الآخرين" على أرضه، دخل لبنان، حتى في مرحلة السلام، في نزاعات الآخرين على أرضه، وهي لا تنتهي، كأنّنا في منطقةٍ ملعونة، يكثر فيها الأنبياء بقدر ما يكثر فيها الشياطين.
لن نتحوّل إلى وطنٍ يوماً. نحن أسوأ اليوم عمّا كنّا عليه في ١٩٧٥. الفارق أنّ السلاح بيد فريقٍ فقط، ولو قُدّر لآخرين أن يتسلّحوا لشهدنا حرباً ومجازر وتهجيراً، كأنّنا ما تعلّمنا ولا أدركنا الأثمان التي دفعناها في الحرب.
وطنٌ يحبّ أبناءه الحياة، ولكن تراهم يعشقون الموت، وإلا ما تبرير احتفالهم بـ "الأيّام المجيدة" لمجرّد أنّ "الشهيد" من طائفة أخرى. وأيّ وطنيّة تلك التي تتيح لنا الاحتفال بالموت، شرط أن يكون القتيل من غير طائفتنا؟
ما الحلّ إذاً؟ قد يظنّ كثيرون أنّنا نحتاج الى أعجوبة. ولكن، في الوقت عينه، ربما يكون الحلّ بسيطاً. يكفي أن نهدأ، وأن نفكّر، وأن ندرك أنّ استمرار حفلة الجنون ستفقدنا هذا البلد. اليوم الذي ننقذ فيه بلدنا هو، وحده، "اليوم المجيد".
إنّه ١٧ أيلول. اليوم الثالث بعد الرابع عشر من أيلول الذي خرج فيه كثيرون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليسمّوه "يوماً مجيداً". يوم اغتيال الرئيس بشير الجميّل، ومعه، للتذكير، أبرياء، يعتبر، بالنسبة الى كثيرين، "يوماً مجيداً".
في الأمس، أي في ١٧ أيلول، اختار كثيرون أيضاً، وعلى سبيل الردّ بالمثل، أن يطلقوا على يوم استهداف آلاف العناصر من حزب الله تسمية "اليوم المجيد".
كيف يعيش وطنٌ على النكايات والانتقام؟ يومٌ لك ويومٌ عليك. فريقٌ يحتفل بموتٍ في فريقٍ آخر، ثمّ تنقلب الآية، وهكذا دواليك. موتٌ بعد موت. احتفالٌ بعد احتفال.
يحتاج الأمر الى مصالحةٍ لم تتحقّق، إذ انتهت الحرب "على زغل"، كأنّ فريقاً ربح وآخر هُزم، ثمّ استقوى لبنانيّون بالخارج. بعد "حروب الآخرين" على أرضه، دخل لبنان، حتى في مرحلة السلام، في نزاعات الآخرين على أرضه، وهي لا تنتهي، كأنّنا في منطقةٍ ملعونة، يكثر فيها الأنبياء بقدر ما يكثر فيها الشياطين.
لن نتحوّل إلى وطنٍ يوماً. نحن أسوأ اليوم عمّا كنّا عليه في ١٩٧٥. الفارق أنّ السلاح بيد فريقٍ فقط، ولو قُدّر لآخرين أن يتسلّحوا لشهدنا حرباً ومجازر وتهجيراً، كأنّنا ما تعلّمنا ولا أدركنا الأثمان التي دفعناها في الحرب.
وطنٌ يحبّ أبناءه الحياة، ولكن تراهم يعشقون الموت، وإلا ما تبرير احتفالهم بـ "الأيّام المجيدة" لمجرّد أنّ "الشهيد" من طائفة أخرى. وأيّ وطنيّة تلك التي تتيح لنا الاحتفال بالموت، شرط أن يكون القتيل من غير طائفتنا؟
ما الحلّ إذاً؟ قد يظنّ كثيرون أنّنا نحتاج الى أعجوبة. ولكن، في الوقت عينه، ربما يكون الحلّ بسيطاً. يكفي أن نهدأ، وأن نفكّر، وأن ندرك أنّ استمرار حفلة الجنون ستفقدنا هذا البلد. اليوم الذي ننقذ فيه بلدنا هو، وحده، "اليوم المجيد".