الراعي: يا ليت كلّ مسؤول عندنا يصغي لكلام الله
11 آب 2024 19:39
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد الثالث عشر من زمن العنصرة في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، وعاونه المطران بولس صياح، المونسينيور انطونيوس الشويفاتي وعدد من الكهنة والآباء، وبحضور النائب السابق جوزيف اسحاق و أفراد عائلة حكيم حصرون، الذين قدم البطريرك الصلاة لراحة انفس موتاهم، ووفد من أمن الدولة الذين ينتظرون منذ سنتين ونصف اصدار نتيجة ترقيتهم لرتبة ملازم، وحشد من المؤمنين. وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك عظة بعنوان: "وبعض الحبّ وقع في الأرض الصالحة، ونبت فأثمر مئة ضعف"(لو 8: 8) . قال فيها: "كلمة الله المشبّهة بحبّات قمح، "إذا وقعت في الأرض الطيّبة تنبت وتثمر الواحدة مئة ضعف"(لو 8: 8). الأرض الطّيبة هي عقل الإنسان وإرادته وقلبه. وهي إيّاها نعيشها ثقافةً وحضارة حياة وأخلاقيّة تميّز بين الصالح والطالح، بين الخير والشر. شبّهها الربّ يسوع بحبّة القمح، لأنّ فيها حياة بحدّ ذاتها، لكنّها تقتضي قبولًا في الفكر والقلب والإرادة. الفكر الذي يقبلها إنّما يقبلها حقيقة إلهيّة. تحرّره من كلّ شائبة تشوّهها، وبقبولها يولد الإيمان. عندما تقبلها الإرادة تصبح قوّة رجاء وصمود وثبات في كلّ ما يوحي الإيمان. أمّا بقبولها في القلب فتتحوّل إلى محبّة الله والناس، وتعطي ثمار خير متنوّعة، وفقًا لحاجات المحيط الذي نعيش فيه".
واضاف: "يسعدني أن أحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهيّة، فأرحّب بكم جميعًا، مع تحيّة خاصّة لعائلة المرحومين جميل وجوزيف وسمير وديع حكيم. فالمرحوم جميل هو مؤسّس البحريّة اللبنانيّة كمؤهّل أوّل. نصلّي في هذه الذبيحة المقدّسة لراحة أنفسهم وعزاء أسرهم. كما أرحّب بمجموعة من رتباء المديريّة العامّة لأمن الدولة، وقد قدّموا ترشيحهم لرتبة ملازم واجتازوا الإختبارات المطلوبة كافّة وهم في انتظار صدور النتائج. فطلبوا إلينا مراجعة المراجع الرسميّة المختصّة، لكي يتمّ الإفراج عن هذه النتائج، الأمر الذي يفرح ثلاثين عائلة لبنانيّة".
وتابع: "يحذّرنا الربّ يسوع من ثلاثة مواقف سلبيّة، تجاه الكلمة الإلهيّة التي نسمعها أو نقرأها، وهي في الواقع شخص يسوع المسيح، الإله-الإنسان:
الموقف الأوّل، عدم الإكتراث والإهمال، المشبّه بقارعة الطريق، حيث يسقط الحَبّ فتأكله الطيور وتدوسه الأقدام. تقع الكلمة الإلهيّة في أذن السامع وعقله، فيسلبها منه إبليس عند أوّل تجربة ومصلحة ذاتيّة أو صعوبة.
الموقف الثاني، السطحيّة والتحجّر. السطحيّة هي عدم وجود عمق روحيّ ونضج يهيّئ النفس لقبول الكلمة الإلهيّة والتفاعل معها. التحجّر هو التشبّث بالرأي، والإنغلاق على الرأي الآخر والنظرة الأخرى. تمامًا مثل الحبّة التي تقع على الصخر، فما إن تنبت تيبس لإفتقادها إلى رطوبة. هذا شأن الذين يقبلون الكلمة بفرح، ولكنّهم سرعان ما يتراجعون عند أوّل تجربة.
الموقف الثالث، الإنهماك بشؤون الأرض، من دون اعتبار للشؤون الإلهيّة. والظنّ أنّ بالمال أو بالسلطة أو بالسلاح نستطيع كلّ شيء، ولا شيء يُرجى من الله والشؤون الروحيّة. هذه الحالة مشبّهة بالزرع الذي سقط بين الأشواك فخنقه، وتمثّل فئة الذين يسمعون الكلمة، لكنّ الهموم والغنى وملذّات الحياة تعيقها، فلا تجد الكلمة طريقًا إلى عقولهم وقلوبهم وإراداتهم لكي تثمر".
واردف الراعي: "يتكلّم الربّ يسوع عن الشرط الأساس لقبول كلام الله، وهو قبوله، مثل الأرض الطيّبة. فعندما نقبل الكلمة الإلهيّة في صميم عقلنا وإرادتنا وقلبنا، تثمر أفعال خير، ومبادرات صالحة، ومواقف بنّاءة وإنجازات خير وعدل.
فكلمة الله، نقرأ في الرسالة إلى العبرانيّين، "حيّة وفاعلة" (عبر 4: 12). ويضيف بولس الرسول: "إنّها تعمل في المؤمنين الذين يتقبّلونها كلمةً من الله، لا من البشر" (1 تسا 2: 13)، و"تعطي القدرة على بناء ملكوت الله" (أعمال 20: 32)، ملكوت الشركة ببعديها: العموديّ أي الإتحاد بالله، والأفقي أي الإتحاد وهو الوحدة بين جميع الناس".
واكد أن "سماع كلام الله، قراءةً وإنصاتًا وتأمّلًا، واجب على كلّ مؤمن ومؤمنة. وهو واجب بخاصّة على كلّ مسؤول في الكنيسة والعائلة والمجتمع والدولة. لا يستطيع المسؤول الإستغناء عن سماع كلام الله، لأنّ هذا الكلام نور وحياة: نور للعقول، وحياة للقلوب. هو نور للعقول بدونه يضيع الإنسان في ظلمات عدم الوضوح والشرّ، وفي ظلمة الضياع والتحجّر في الفكرة والموقف والرأي والأفكار المسبقة، فيغيب الحوار، ويستولي القرار الشخصيّ المتفرّد. وهو حياة للقلوب، حياة محبّة وحنان وأخوّة. فبدونه بغض وكراهيّة وعداء.
من هنا نقول: إنّ كلمة الله تحرّر وتوحّد وتجمع. فيا ليت كلّ مسؤول عندنا يصغي في قرارة نفسه ووجدانه لكلام الله، لبدّل العديد من مواقفه السلبيّة، وأوّلها تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة، تستقيم بانتخابه المؤسّسات الدستوريّة، وفي طليعتها مجلس النوّاب الذي يستعيد سلطته التشريعيّة المفقودة، ومجلس الوزراء فاقد الكثير من صلاحيّاته. وها نحن على بعد سنتين إلّا ثلاثة أشهر من فراغ سدّة الرئاسة، والبلاد تسير إلى الوراء في تفكّك أوصالها".
وختم الراعي: "فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، لكي يلطف بنا الله، فنعود نصغي إلى كلامه، كلام النور والحياة، فتسلم حياتنا الخاصّة والعامّة. ونرفع نشيد المجد والشكران للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".
وبعد القداس، استقبل البطريرك الراعي النائب اسحاق وعائلة حكيم، الذين شكروا لغبطته الصلاة لراحة انفس موتاهم. كما تسلم الراعي مذكرة من وفد أمن الدولة طالبوا فيها البطريرك بمتابعة قضيتهم .
كما استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.
واضاف: "يسعدني أن أحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهيّة، فأرحّب بكم جميعًا، مع تحيّة خاصّة لعائلة المرحومين جميل وجوزيف وسمير وديع حكيم. فالمرحوم جميل هو مؤسّس البحريّة اللبنانيّة كمؤهّل أوّل. نصلّي في هذه الذبيحة المقدّسة لراحة أنفسهم وعزاء أسرهم. كما أرحّب بمجموعة من رتباء المديريّة العامّة لأمن الدولة، وقد قدّموا ترشيحهم لرتبة ملازم واجتازوا الإختبارات المطلوبة كافّة وهم في انتظار صدور النتائج. فطلبوا إلينا مراجعة المراجع الرسميّة المختصّة، لكي يتمّ الإفراج عن هذه النتائج، الأمر الذي يفرح ثلاثين عائلة لبنانيّة".
وتابع: "يحذّرنا الربّ يسوع من ثلاثة مواقف سلبيّة، تجاه الكلمة الإلهيّة التي نسمعها أو نقرأها، وهي في الواقع شخص يسوع المسيح، الإله-الإنسان:
الموقف الأوّل، عدم الإكتراث والإهمال، المشبّه بقارعة الطريق، حيث يسقط الحَبّ فتأكله الطيور وتدوسه الأقدام. تقع الكلمة الإلهيّة في أذن السامع وعقله، فيسلبها منه إبليس عند أوّل تجربة ومصلحة ذاتيّة أو صعوبة.
الموقف الثاني، السطحيّة والتحجّر. السطحيّة هي عدم وجود عمق روحيّ ونضج يهيّئ النفس لقبول الكلمة الإلهيّة والتفاعل معها. التحجّر هو التشبّث بالرأي، والإنغلاق على الرأي الآخر والنظرة الأخرى. تمامًا مثل الحبّة التي تقع على الصخر، فما إن تنبت تيبس لإفتقادها إلى رطوبة. هذا شأن الذين يقبلون الكلمة بفرح، ولكنّهم سرعان ما يتراجعون عند أوّل تجربة.
الموقف الثالث، الإنهماك بشؤون الأرض، من دون اعتبار للشؤون الإلهيّة. والظنّ أنّ بالمال أو بالسلطة أو بالسلاح نستطيع كلّ شيء، ولا شيء يُرجى من الله والشؤون الروحيّة. هذه الحالة مشبّهة بالزرع الذي سقط بين الأشواك فخنقه، وتمثّل فئة الذين يسمعون الكلمة، لكنّ الهموم والغنى وملذّات الحياة تعيقها، فلا تجد الكلمة طريقًا إلى عقولهم وقلوبهم وإراداتهم لكي تثمر".
واردف الراعي: "يتكلّم الربّ يسوع عن الشرط الأساس لقبول كلام الله، وهو قبوله، مثل الأرض الطيّبة. فعندما نقبل الكلمة الإلهيّة في صميم عقلنا وإرادتنا وقلبنا، تثمر أفعال خير، ومبادرات صالحة، ومواقف بنّاءة وإنجازات خير وعدل.
فكلمة الله، نقرأ في الرسالة إلى العبرانيّين، "حيّة وفاعلة" (عبر 4: 12). ويضيف بولس الرسول: "إنّها تعمل في المؤمنين الذين يتقبّلونها كلمةً من الله، لا من البشر" (1 تسا 2: 13)، و"تعطي القدرة على بناء ملكوت الله" (أعمال 20: 32)، ملكوت الشركة ببعديها: العموديّ أي الإتحاد بالله، والأفقي أي الإتحاد وهو الوحدة بين جميع الناس".
واكد أن "سماع كلام الله، قراءةً وإنصاتًا وتأمّلًا، واجب على كلّ مؤمن ومؤمنة. وهو واجب بخاصّة على كلّ مسؤول في الكنيسة والعائلة والمجتمع والدولة. لا يستطيع المسؤول الإستغناء عن سماع كلام الله، لأنّ هذا الكلام نور وحياة: نور للعقول، وحياة للقلوب. هو نور للعقول بدونه يضيع الإنسان في ظلمات عدم الوضوح والشرّ، وفي ظلمة الضياع والتحجّر في الفكرة والموقف والرأي والأفكار المسبقة، فيغيب الحوار، ويستولي القرار الشخصيّ المتفرّد. وهو حياة للقلوب، حياة محبّة وحنان وأخوّة. فبدونه بغض وكراهيّة وعداء.
من هنا نقول: إنّ كلمة الله تحرّر وتوحّد وتجمع. فيا ليت كلّ مسؤول عندنا يصغي في قرارة نفسه ووجدانه لكلام الله، لبدّل العديد من مواقفه السلبيّة، وأوّلها تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة، تستقيم بانتخابه المؤسّسات الدستوريّة، وفي طليعتها مجلس النوّاب الذي يستعيد سلطته التشريعيّة المفقودة، ومجلس الوزراء فاقد الكثير من صلاحيّاته. وها نحن على بعد سنتين إلّا ثلاثة أشهر من فراغ سدّة الرئاسة، والبلاد تسير إلى الوراء في تفكّك أوصالها".
وختم الراعي: "فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، لكي يلطف بنا الله، فنعود نصغي إلى كلامه، كلام النور والحياة، فتسلم حياتنا الخاصّة والعامّة. ونرفع نشيد المجد والشكران للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".
وبعد القداس، استقبل البطريرك الراعي النائب اسحاق وعائلة حكيم، الذين شكروا لغبطته الصلاة لراحة انفس موتاهم. كما تسلم الراعي مذكرة من وفد أمن الدولة طالبوا فيها البطريرك بمتابعة قضيتهم .
كما استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.