المجتمع الدولي لن يدفع.. خطة الطوارئ: المشكلة في الإيواء والفيول
ندى أيوب
9 آب 2024 06:05
كتبت ندى أيوب في "الأخبار":
فرضت التطورات الأخيرة والتهديدات بتوسّع الحرب إعادة إحياء عمل لجنة إدارة الكوارث الوطنية التي كثّفت اجتماعاتها في اليومين الماضيين، وبحثت مع ممثلي المجتمع الدولي من منظمات وهيئات، سبل مواجهة سيناريوَين مُحتملين لتوسّع العدوان الإسرائيلي على لبنان. الأول، وفق وزير البيئة ناصر ياسين الذي يرأس خطة الطوارئ، توسّع رقعة النار لتطاول قرى وبلدات تُعدّ حالياً خطوطاً خلفية وتستقبل نازحي قرى الحافة الأمامية، ما يؤدي إلى نزوحِ حوالي 150 ألف شخصٍ يُضافون إلى 100 ألف نازحٍ حالي. وفي حال افتراض استمرار الحرب مدى ثلاثة أشهر، ستبلغ كلفة عمليات الإغاثة وفق هذا السيناريو نحو 146 مليون دولار. أما السيناريو الثاني، الذي تتحسّب له الحكومة، فهو أن يشهد لبنان حرباً واسعة، شبيهة بحرب تموز 2006، تؤدي إلى نزوح قرابة مليون شخص، تتطلّب عملية إغاثتهم على مدى ثلاثة أشهر 307 ملايين دولار.التحدي الأساسي يكمن في التمويل، وسط انعدام الوعود الدولية بدعم لبنان. وفي السياق، يُشير ياسين إلى أنّ كلفة إغاثة 100 ألف نازحٍ حالي قُدّرت بـ72 مليون دولار، لكنّ المنظمات الدولية لم تُساهم إلا بـ27 مليوناً، أي إنّ الاستجابة طاولت 34% فقط من مجمل الحاجات. فيما اقتصرت مساهمة الدولة على 10 ملايين دولار، من أصل 72 مليوناً، وعلى اعتمادات وزارتَي الأشغال والصحة ومجلس الجنوب والدفاع المدني، كل ذلك يشكّل حوالي 5% فقط من مجمل ما تحتاج إليه عمليات الإغاثة في حال توسّع الحرب، نظراً إلى كون الاعتمادات عند إقرارها لم تأخذ في الحسبان حينها سيناريو الحرب الشاملة. هو ما يعكس برأي ياسين «عمق المشكلة، المتمثّلة بشح الأموال بشكلٍ أساسي، وبإدارة الأزمة بين الجهات المختلفة بالدرجة الثانية، كون لبنان للمرة الأولى يعمل على التحضير المُسبق للعدوان».
الإيواء: 10% فقط من المدارس جاهزة
وفيما تكمن المشكلة الأساسية في الإيواء، ترتكز خطة الطوارئ الحكومية على تحويل المدارس الرسمية والمجمعات الكشفية إلى مراكز إيواء للنازحين المحتملين من مناطق الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. ووفق ياسين قدّمت وزارة الشباب والرياضة جردةً بالمجمعات، وطلبت لجنة الكوارث من وزير التربية عباس الحلبي تقديم لائحةٍ بالمدارس الرسمية كافة في مناطق الشوف وعاليه والمتن والشمال وبيروت والبقاع الغربي، ولائحة أخرى بالمدارس التي يُفضّل تأجيل استخدامها، بعدما طلبت وزارة التربية أكثر من مرة استثناء مدرسة هنا ومدرسة هناك، إما بحجة أنّها مرمّمة حديثاً، أو تحتوي على ألواحٍ ذكية. إلا أنّ ياسين يؤكّد أنّه إذا استدعت الحاجة ستُفتح جميع المدارس.
رفضت مفوّضيّة شؤون اللاجئين التكفّل بمعالجة جرحى الحرب السوريين
لكنّ تحويل المدارس إلى مراكز إيواء ليس بالأمر السهل. فالمباني المهترئة وبنيتها التحتية غير الصالحة، هي موضع معاناة وشكوى من التلامذة والكادر التعليمي، ما يجعلها غير صالحة لاستقبال العائلات النازحة. وعليه، يطمح ياسين أن تنجح الجهود في تجهيز المدارس قبل أي تطور، لجهة ترميم بنيتها التحتية، من مراحيض وخزانات مياه، واستحداث أماكن مخصّصة للاستحمام، والتمكن خلال 24 ساعة من بدء النزوح من تأمين الفرش والمواد الغذائية وغيرها من المستلزمات الأولية للسكن. لذلك، يُعد بند الإيواء من أكثر العناوين الحساسة التي يعتريها الضعف نظراً إلى واقع المدارس الرسمية، إذ يؤكّد ياسين أنّ 18 مدرسة جاهزة لوجستياً لاستقبال النازحين، في حين أن الحاجة ستكون إلى عشرة أضعاف هذا العدد.
ووفق معلومات «الأخبار»، طلب الحلبي من إدارات المدارس في نطاق النبطية وصور وصيدا التعاون مع لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث للقيام بما يلزم على صعيد التجهيزات، باعتبار أنّ تلك المدارس قد تكون في المرحلة الأولى وجهةً لمزيد من النازحين، إذا ما بقيت العمليات العسكرية محدودة جغرافياً.
الغذاء مؤمّن... ولكن
لدى لبنان موادّ غذائية تكفي لمدة أربعة أشهر، واتُّخذ في اليومين الماضيين قرار بإفراغ المخزون الموجود في مرفأ بيروت وتقسيمه على مخازن في المناطق بهدف تسهيل عملية توزيعها، لكن المشكلة هي في ضمان إيصالها في حال لجأ العدو إلى تقطيع أوصال المناطق بعضها عن بعض، سيّما أن أصحاب السوبرماركت أبلغوا أن قدرتهم التخزينية لا تتعدى الأسبوعين. وهنا يلفت ياسين إلى أن لدى وزارة الأشغال تصوراً لتجهيز طرقات بديلة، كما أنّ برنامج الأغذية العالمي تعهّد بالمساعدة.
الفيول: أزمة تخزينٍ
خمسة أسابيع فقط هي المدة التي يتم فيها تخزين المحروقات في لبنان بشكل عام. أما المستشفيات فتراوح قدرتها على التخزين بين أسبوع وثلاثة، في حين أن قدرة الأفران على تخزين المحروقات أقل من ذلك، ما يشكل وفق ياسين، تحدياً إضافياً لضمان تزويد المستشفيات وسنترالات «أوجيرو» ومحطات الوقود والأفران بالوقود بشكل دائم.
الاستشفاء «أفضل القطاعات» مبدئياً
في السياق ذاته، أكّد ياسين أنّ وزارة الصحة عملت بالتعاون مع المستشفيات الحكومية والخاصة، على علاج الجرحى وفق معادلات أخذت في الاعتبار التسعيرة الجديدة التي وافقت عليها المستشفيات الخاصة. يبقى لافتاً في هذا المجال، حسب المعطيات أنّ مفوّضية شؤون اللاجئين، لم تتجاوب مع طلب وزير الصحة فراس الأبيض تغطية علاج الجرحى السوريين المحتملين، متذرّعةً بشح القدرات المالية.
النادي العسكري وحامات للإجلاء
كثفت السفارات والبعثات الأجنبية في لبنان، والتي وضعت منذ بداية الحرب خططاً لإجلاء رعاياها، التنسيق مع الجهات الرسمية اللبنانية. وعلمت «الأخبار» في هذا الإطار أن السفارة الأميركية وسفارات أوروبية تواصلت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمناقشة بعض نقاط الإخلاء المحددة، من بينها النادي العسكري في منطقة جونية وقاعدة حامات، فيما يجري التنسيق مع قبرص لاستقبال الرعايا كمحطة عبور الى بلادهم.
فرضت التطورات الأخيرة والتهديدات بتوسّع الحرب إعادة إحياء عمل لجنة إدارة الكوارث الوطنية التي كثّفت اجتماعاتها في اليومين الماضيين، وبحثت مع ممثلي المجتمع الدولي من منظمات وهيئات، سبل مواجهة سيناريوَين مُحتملين لتوسّع العدوان الإسرائيلي على لبنان. الأول، وفق وزير البيئة ناصر ياسين الذي يرأس خطة الطوارئ، توسّع رقعة النار لتطاول قرى وبلدات تُعدّ حالياً خطوطاً خلفية وتستقبل نازحي قرى الحافة الأمامية، ما يؤدي إلى نزوحِ حوالي 150 ألف شخصٍ يُضافون إلى 100 ألف نازحٍ حالي. وفي حال افتراض استمرار الحرب مدى ثلاثة أشهر، ستبلغ كلفة عمليات الإغاثة وفق هذا السيناريو نحو 146 مليون دولار. أما السيناريو الثاني، الذي تتحسّب له الحكومة، فهو أن يشهد لبنان حرباً واسعة، شبيهة بحرب تموز 2006، تؤدي إلى نزوح قرابة مليون شخص، تتطلّب عملية إغاثتهم على مدى ثلاثة أشهر 307 ملايين دولار.التحدي الأساسي يكمن في التمويل، وسط انعدام الوعود الدولية بدعم لبنان. وفي السياق، يُشير ياسين إلى أنّ كلفة إغاثة 100 ألف نازحٍ حالي قُدّرت بـ72 مليون دولار، لكنّ المنظمات الدولية لم تُساهم إلا بـ27 مليوناً، أي إنّ الاستجابة طاولت 34% فقط من مجمل الحاجات. فيما اقتصرت مساهمة الدولة على 10 ملايين دولار، من أصل 72 مليوناً، وعلى اعتمادات وزارتَي الأشغال والصحة ومجلس الجنوب والدفاع المدني، كل ذلك يشكّل حوالي 5% فقط من مجمل ما تحتاج إليه عمليات الإغاثة في حال توسّع الحرب، نظراً إلى كون الاعتمادات عند إقرارها لم تأخذ في الحسبان حينها سيناريو الحرب الشاملة. هو ما يعكس برأي ياسين «عمق المشكلة، المتمثّلة بشح الأموال بشكلٍ أساسي، وبإدارة الأزمة بين الجهات المختلفة بالدرجة الثانية، كون لبنان للمرة الأولى يعمل على التحضير المُسبق للعدوان».
الإيواء: 10% فقط من المدارس جاهزة
وفيما تكمن المشكلة الأساسية في الإيواء، ترتكز خطة الطوارئ الحكومية على تحويل المدارس الرسمية والمجمعات الكشفية إلى مراكز إيواء للنازحين المحتملين من مناطق الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. ووفق ياسين قدّمت وزارة الشباب والرياضة جردةً بالمجمعات، وطلبت لجنة الكوارث من وزير التربية عباس الحلبي تقديم لائحةٍ بالمدارس الرسمية كافة في مناطق الشوف وعاليه والمتن والشمال وبيروت والبقاع الغربي، ولائحة أخرى بالمدارس التي يُفضّل تأجيل استخدامها، بعدما طلبت وزارة التربية أكثر من مرة استثناء مدرسة هنا ومدرسة هناك، إما بحجة أنّها مرمّمة حديثاً، أو تحتوي على ألواحٍ ذكية. إلا أنّ ياسين يؤكّد أنّه إذا استدعت الحاجة ستُفتح جميع المدارس.
رفضت مفوّضيّة شؤون اللاجئين التكفّل بمعالجة جرحى الحرب السوريين
لكنّ تحويل المدارس إلى مراكز إيواء ليس بالأمر السهل. فالمباني المهترئة وبنيتها التحتية غير الصالحة، هي موضع معاناة وشكوى من التلامذة والكادر التعليمي، ما يجعلها غير صالحة لاستقبال العائلات النازحة. وعليه، يطمح ياسين أن تنجح الجهود في تجهيز المدارس قبل أي تطور، لجهة ترميم بنيتها التحتية، من مراحيض وخزانات مياه، واستحداث أماكن مخصّصة للاستحمام، والتمكن خلال 24 ساعة من بدء النزوح من تأمين الفرش والمواد الغذائية وغيرها من المستلزمات الأولية للسكن. لذلك، يُعد بند الإيواء من أكثر العناوين الحساسة التي يعتريها الضعف نظراً إلى واقع المدارس الرسمية، إذ يؤكّد ياسين أنّ 18 مدرسة جاهزة لوجستياً لاستقبال النازحين، في حين أن الحاجة ستكون إلى عشرة أضعاف هذا العدد.
ووفق معلومات «الأخبار»، طلب الحلبي من إدارات المدارس في نطاق النبطية وصور وصيدا التعاون مع لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث للقيام بما يلزم على صعيد التجهيزات، باعتبار أنّ تلك المدارس قد تكون في المرحلة الأولى وجهةً لمزيد من النازحين، إذا ما بقيت العمليات العسكرية محدودة جغرافياً.
الغذاء مؤمّن... ولكن
لدى لبنان موادّ غذائية تكفي لمدة أربعة أشهر، واتُّخذ في اليومين الماضيين قرار بإفراغ المخزون الموجود في مرفأ بيروت وتقسيمه على مخازن في المناطق بهدف تسهيل عملية توزيعها، لكن المشكلة هي في ضمان إيصالها في حال لجأ العدو إلى تقطيع أوصال المناطق بعضها عن بعض، سيّما أن أصحاب السوبرماركت أبلغوا أن قدرتهم التخزينية لا تتعدى الأسبوعين. وهنا يلفت ياسين إلى أن لدى وزارة الأشغال تصوراً لتجهيز طرقات بديلة، كما أنّ برنامج الأغذية العالمي تعهّد بالمساعدة.
الفيول: أزمة تخزينٍ
خمسة أسابيع فقط هي المدة التي يتم فيها تخزين المحروقات في لبنان بشكل عام. أما المستشفيات فتراوح قدرتها على التخزين بين أسبوع وثلاثة، في حين أن قدرة الأفران على تخزين المحروقات أقل من ذلك، ما يشكل وفق ياسين، تحدياً إضافياً لضمان تزويد المستشفيات وسنترالات «أوجيرو» ومحطات الوقود والأفران بالوقود بشكل دائم.
الاستشفاء «أفضل القطاعات» مبدئياً
في السياق ذاته، أكّد ياسين أنّ وزارة الصحة عملت بالتعاون مع المستشفيات الحكومية والخاصة، على علاج الجرحى وفق معادلات أخذت في الاعتبار التسعيرة الجديدة التي وافقت عليها المستشفيات الخاصة. يبقى لافتاً في هذا المجال، حسب المعطيات أنّ مفوّضية شؤون اللاجئين، لم تتجاوب مع طلب وزير الصحة فراس الأبيض تغطية علاج الجرحى السوريين المحتملين، متذرّعةً بشح القدرات المالية.
النادي العسكري وحامات للإجلاء
كثفت السفارات والبعثات الأجنبية في لبنان، والتي وضعت منذ بداية الحرب خططاً لإجلاء رعاياها، التنسيق مع الجهات الرسمية اللبنانية. وعلمت «الأخبار» في هذا الإطار أن السفارة الأميركية وسفارات أوروبية تواصلت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمناقشة بعض نقاط الإخلاء المحددة، من بينها النادي العسكري في منطقة جونية وقاعدة حامات، فيما يجري التنسيق مع قبرص لاستقبال الرعايا كمحطة عبور الى بلادهم.
جنبلاط: لفتح مدارس الجبل
أبلغ وزير التربية عباس الحلبي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن النائب السابق وليد جنبلاط أوعز بفتح عدد من المدارس في مناطق الجبل وتجهيزها لتكون مراكز إيواء للنازحين في حال تطوّر الأوضاع عسكرياً.