التسوية واردة... إلّا إذا!
كارول سلوم
9 آب 2024 06:37
كتبت كارول سلوم في "اللواء":
فعلياً دخل لبنان في مرحلة جديدة من السباق بين الجهود الرامية إلى تجنيبه التصعيد على مختلف اراضيه وبين الحديث عن تعرضه لضربات عدوانية من الاحتلال الإسرائيلي. وأمام هذين السيناريوهين، تسود تأثيرات الحرب النفسية على اللبنانيين، والتي تكاد توازي أصوات الصواريخ والاسلحة الرشاشة وغيرها.
منذ كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يترقب الجميع الرد المنتظر على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية. رد لم يحسم توقيته، لكنه قد يتخذ عدة أشكال.
ميدانياً، تتواصل المواجهات بين الحزب والعدو الإسرائيلي، فيما تم تجاوز أي مخطط يتصل بإجتياح إسرائيلي للبنان، بفعل عدم قدرة العدو على ذلك. في المقابل، تبرز خشية من خطوة غير محسوبة تعيد خلط الأوراق.
تُجمع المعطيات المتوافرة على أن الحرب الشاملة الموسعة ليست حتمية والديبلومسية الاجنبية تواصل تشغيل محركاتها، فأي مصير تنتظره البلاد التي انشغلت بالإستعدادات تحسباً لأي طارىء، وجاء قرار الدول إجلاء رعاياها ليضاعف من هواجس الضربات التي تطال لبنان.
اذا كان هناك من تجاوز للحرب الكبرى والإجتياح الإسرائيلي للبنان، فإن السؤال المطروح، هل من رد على عملية اغتيال شكر، وهل هذا الرد يؤدي إلى جر المنطقة لحرب كبرى؟.
هذا السؤال الأساسي اليوم، وهنا يقول العميد الركن في الاحتياط وقائد معركة فجر الجرود فادي داوود لـ«اللواء» إنّ المواجهة الشاملة أو توسيع رقعة الحرب ليست من مصلحة إسرائيل وذلك بسبب عجزها عن تغطية تكلفة الحرب بإقتصادها المنهار، كما ان اليهود المتطرفين بدأوا تحركا بمثابة الانتفاضة، أما وضع رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو فمأزوم، والأميركيون لم يفرجوا عن المساعدات التي طلبها نتانياهو.
ويلفت العميد داوود إلى أن نتانياهو لا يملك إلا واقع الهروب إلى الأمام، وهو قد يكون يبحث عن حلول بإستجرار الحرب على أي منطقة عربية أو توسيع الاشتباك ما يجرُّ المنطقة إلى الحرب ويدفع الولايات المتحدة الأميركية إلى التدخل بإعتبار أنها تدافع عن مصالح إسرائيل التي تعد قومية بالنسبة لها، وهذا لا يعني أن ما من تعارض مع سياسة نتانياهو، معلناً انه إذا كان هذا هو السيناريو فإن هناك توقعا بقيام معركة كسر عضم، يدفع إلى تدخل دول مثل المملكة العربية السعودية وخربطة وضع المنطقة، في حين أن الولايات المتحدة الأميركية تلجأ إلى سياسة التهدئة، وهي تريد العمل على حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، متوقفاً عند عدم حصول نتانياهو في زيارته الأخيرة إلى أميركا على الضوء الأخضر لإقتناء قنابل 2200 رطل والتي تصل إلى الانفاق وتضرب المفاعلات النووية.
ويتحدث عن أن المفاوضات الأميركية - الإيرانية في سلطنة عمان أخيراً وضعت ضوابط وهذا ما عكسته الردود الإيرانية على مقتل قاسم سليماني وهجوم القنصلية الإيرانية، حيث جاءت تحت السقوف المضبوطة، ما يؤشر إلى تفاهم ضمني بين البلدين وليس من مصلحة أحد منهما التسبب بخربطته، فضلا عن أن الخارجية الإيرانية أعلنت أنها سوف ترد ضمن القوانين والأنظمة الدولية، أما بالنسبة الى حزب الله، فهو على استخدامه الصبر الاستراتيجي وشنه حرب نفسية على إسرائيل، ومعلوم أنه حزب براغماتي يحفظ حق الرد، وهذا ما اعتمده عند اغتيال عماد مغنية وحسان اللقيس وغيرهما.
ويضيف: السيد نصرالله قال إن الحزب سيرد، لكن التأخير في هذا الرد يعطي مؤشراً إلى أن المناسبة جدية من أجل منح الديبلوماسية فرصة لتفاهم أو تسوية، وهنا يشير إلى أن الإسرائيلي لا يمكن إنهاء الحرب من دون تحقيق هدف ولو صوري، وهو استهدف شكر واسماعيل هنية، وقد يعتبر هذا الاغتيال انتصاراً على اساس انه قد قطع رأس حماس واصاب رئيس اركان حزب لله مما قد يشكل مدخلا من أجل الدخول في المفاوضات، وعندها قد تشكل فرصة لتسوية، مع العلم أن السيد نصرالله سيرد، لكن هناك احتمالات ومنها التسوية.
اما بالنسبة إلى الرد الذي لا يمكن معرفة حجمه أو شكله، فإن هناك كلاما عن ضوابط تتصل بالرد الإيراني، أولا: قيام رد لا يسبب أي تدحرج يؤدي إلى مواجهة اشمل.
ثانياً: رد يسهم في ايذاء إسرائيل كما أن حزب الله يقوم بالأمر نفسه.
ثالثاً: استعادة كرامة إيران.
واذ يوضح أنه يمكن أن يقوم رد مركب لمسيَّرات صواريخ من اليمن وإيران والجولان ولبنان والعراق الحشد الشعبي، ويستهدف مراكز حساسة وحيوية تجر مواجهة، وقد يكون رد غير مركب وغير كثيف، معلنا أنه حتى الآن الرد الإسرائيلي لم يتجاوز الخطوط الحمر لجهة قصف الضاحية والبنى التحتية في لبنان، وإن كان الرد أدى إلى اغتيال شخصية بوزن شكر.
ويكرر القول إنّ تأخير الرد من حزب الله بحد ذاته هو حرب نفسية ضاغطة على إسرائيل، وفي الوقت نفسه قد تحصل اتصالات تهدئة بإنتظار الرد الذي يتناسب وعملية التسوية.
وهكذا تبدو الأمور مفتوحة على احتمالات متعددة في الرد والرد المضاد من دون اغلاق باب التفاهم وصولا إلى التسوية المنشودة.
فعلياً دخل لبنان في مرحلة جديدة من السباق بين الجهود الرامية إلى تجنيبه التصعيد على مختلف اراضيه وبين الحديث عن تعرضه لضربات عدوانية من الاحتلال الإسرائيلي. وأمام هذين السيناريوهين، تسود تأثيرات الحرب النفسية على اللبنانيين، والتي تكاد توازي أصوات الصواريخ والاسلحة الرشاشة وغيرها.
منذ كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يترقب الجميع الرد المنتظر على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية. رد لم يحسم توقيته، لكنه قد يتخذ عدة أشكال.
ميدانياً، تتواصل المواجهات بين الحزب والعدو الإسرائيلي، فيما تم تجاوز أي مخطط يتصل بإجتياح إسرائيلي للبنان، بفعل عدم قدرة العدو على ذلك. في المقابل، تبرز خشية من خطوة غير محسوبة تعيد خلط الأوراق.
تُجمع المعطيات المتوافرة على أن الحرب الشاملة الموسعة ليست حتمية والديبلومسية الاجنبية تواصل تشغيل محركاتها، فأي مصير تنتظره البلاد التي انشغلت بالإستعدادات تحسباً لأي طارىء، وجاء قرار الدول إجلاء رعاياها ليضاعف من هواجس الضربات التي تطال لبنان.
اذا كان هناك من تجاوز للحرب الكبرى والإجتياح الإسرائيلي للبنان، فإن السؤال المطروح، هل من رد على عملية اغتيال شكر، وهل هذا الرد يؤدي إلى جر المنطقة لحرب كبرى؟.
هذا السؤال الأساسي اليوم، وهنا يقول العميد الركن في الاحتياط وقائد معركة فجر الجرود فادي داوود لـ«اللواء» إنّ المواجهة الشاملة أو توسيع رقعة الحرب ليست من مصلحة إسرائيل وذلك بسبب عجزها عن تغطية تكلفة الحرب بإقتصادها المنهار، كما ان اليهود المتطرفين بدأوا تحركا بمثابة الانتفاضة، أما وضع رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو فمأزوم، والأميركيون لم يفرجوا عن المساعدات التي طلبها نتانياهو.
ويلفت العميد داوود إلى أن نتانياهو لا يملك إلا واقع الهروب إلى الأمام، وهو قد يكون يبحث عن حلول بإستجرار الحرب على أي منطقة عربية أو توسيع الاشتباك ما يجرُّ المنطقة إلى الحرب ويدفع الولايات المتحدة الأميركية إلى التدخل بإعتبار أنها تدافع عن مصالح إسرائيل التي تعد قومية بالنسبة لها، وهذا لا يعني أن ما من تعارض مع سياسة نتانياهو، معلناً انه إذا كان هذا هو السيناريو فإن هناك توقعا بقيام معركة كسر عضم، يدفع إلى تدخل دول مثل المملكة العربية السعودية وخربطة وضع المنطقة، في حين أن الولايات المتحدة الأميركية تلجأ إلى سياسة التهدئة، وهي تريد العمل على حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، متوقفاً عند عدم حصول نتانياهو في زيارته الأخيرة إلى أميركا على الضوء الأخضر لإقتناء قنابل 2200 رطل والتي تصل إلى الانفاق وتضرب المفاعلات النووية.
ويتحدث عن أن المفاوضات الأميركية - الإيرانية في سلطنة عمان أخيراً وضعت ضوابط وهذا ما عكسته الردود الإيرانية على مقتل قاسم سليماني وهجوم القنصلية الإيرانية، حيث جاءت تحت السقوف المضبوطة، ما يؤشر إلى تفاهم ضمني بين البلدين وليس من مصلحة أحد منهما التسبب بخربطته، فضلا عن أن الخارجية الإيرانية أعلنت أنها سوف ترد ضمن القوانين والأنظمة الدولية، أما بالنسبة الى حزب الله، فهو على استخدامه الصبر الاستراتيجي وشنه حرب نفسية على إسرائيل، ومعلوم أنه حزب براغماتي يحفظ حق الرد، وهذا ما اعتمده عند اغتيال عماد مغنية وحسان اللقيس وغيرهما.
ويضيف: السيد نصرالله قال إن الحزب سيرد، لكن التأخير في هذا الرد يعطي مؤشراً إلى أن المناسبة جدية من أجل منح الديبلوماسية فرصة لتفاهم أو تسوية، وهنا يشير إلى أن الإسرائيلي لا يمكن إنهاء الحرب من دون تحقيق هدف ولو صوري، وهو استهدف شكر واسماعيل هنية، وقد يعتبر هذا الاغتيال انتصاراً على اساس انه قد قطع رأس حماس واصاب رئيس اركان حزب لله مما قد يشكل مدخلا من أجل الدخول في المفاوضات، وعندها قد تشكل فرصة لتسوية، مع العلم أن السيد نصرالله سيرد، لكن هناك احتمالات ومنها التسوية.
اما بالنسبة إلى الرد الذي لا يمكن معرفة حجمه أو شكله، فإن هناك كلاما عن ضوابط تتصل بالرد الإيراني، أولا: قيام رد لا يسبب أي تدحرج يؤدي إلى مواجهة اشمل.
ثانياً: رد يسهم في ايذاء إسرائيل كما أن حزب الله يقوم بالأمر نفسه.
ثالثاً: استعادة كرامة إيران.
واذ يوضح أنه يمكن أن يقوم رد مركب لمسيَّرات صواريخ من اليمن وإيران والجولان ولبنان والعراق الحشد الشعبي، ويستهدف مراكز حساسة وحيوية تجر مواجهة، وقد يكون رد غير مركب وغير كثيف، معلنا أنه حتى الآن الرد الإسرائيلي لم يتجاوز الخطوط الحمر لجهة قصف الضاحية والبنى التحتية في لبنان، وإن كان الرد أدى إلى اغتيال شخصية بوزن شكر.
ويكرر القول إنّ تأخير الرد من حزب الله بحد ذاته هو حرب نفسية ضاغطة على إسرائيل، وفي الوقت نفسه قد تحصل اتصالات تهدئة بإنتظار الرد الذي يتناسب وعملية التسوية.
وهكذا تبدو الأمور مفتوحة على احتمالات متعددة في الرد والرد المضاد من دون اغلاق باب التفاهم وصولا إلى التسوية المنشودة.