عبد الساتر ترأس قداساً لراحة أنفس شهداء المرفأ: ٤ آب ليس مجرّد ذكرى
4 آب 2024 17:29
احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر، في الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت، بالذبيحة الإلهيّة لراحة أنفس الشهداء والضحايا وعلى نيّة شفاء من لا يزالون على سرير الألم، في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في وسط بيروت، بمشاركة بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان، بطريرك الأرمن الأورثوذكس آرام الأوّل كيشيشيان ممثّلًا بالمطران شاهيه بانوسيان، المطران بولس مطر، راعي أبرشيّة بيروت للسريان الأورثوذكس المطران إقليموس دانيال كورية، رئيس الطائفة القبطية الأرثوذكسية في لبنان الأب أندراوس الأنطوني ممثلًا بالقاضي عبدالله مسلّم، الامين العام لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الأب كلود ندره، ورئيس كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود ممثلا بالأب سمير غاوي، ولفيف من الكهنة والآباء.
وعاون المطران عبد الساتر في الذبيحة الإلهيّة النائب الأسقفي لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح والقيّم العام الأبرشي الخوري جورج قليعاني، بحضور النواب نديم الجميل، نجاة عون صليبا، شربل مسعد وملحم خلف، رئيس الرابطة المارونيّة السفير خليل كرم وعدد من أعضائها، رئيس المجلس العام الماروني المهندس ميشال متى وعدد من أعضاء المجلس، الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيّات الأم نزهة الخوري، عدد من الراهبات، أهالي شهداء وضحايا إنفجار المرفأ وعدد من الجرحى، َوفد من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، رئيسة مستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي الأخت هاديا أبي شبلي ومدير المستشفى البروفيسور بيار يارد، محاميي مكتب الادعاء، وروابط وفعاليات قضائية ونقابية واجتماعية وتربوية وثقافية.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة قال فيها: "الشكر لله الآب الذي أعطانا أن نلتقي معًا في هذا اليوم من هذه السنة في هذه الكاتدرائيّة المباركة لنرفع معًا الصلاة على نيّة السلام في وطننا العزيز لبنان ولأجل راحة أنفس إخوتنا وأخواتنا شهداء وضحايا الانفجار الجريمة والمأساة ولنعلن تضامننا ومحبّتنا لمن لا يزالون يتألمون جسديًّا ونفسيًّا وروحيًّا حتى يرتاحوا من آلامهم وتكون لهم الحياة الكريمة، والشكر لله الابن الذي انتصر على كلّ موت بطاعته لله الآب وببذله لذاته لأجلنا وبقيامته من القبر في اليوم الثالث والذي كان حاضرًا مع إخوتنا وأخواتنا الذين سقطوا ذاك المساء ضحيّة الفساد والحقد والإهمال ليحتضنهم ويُسمعهم كلمات حبّه وحنانه وليضع على رؤوسهم إكليل العزة وليضمِّد جراحهم القاتلة ببلسم عزائه ويُدخلهم ملكوته فيحيوا في قلبه إلى الأبد حياة لا ألم فيها ولا دمع. والشكر لله الروح الذي ينفخ فينا نحن الحزانى العزاء ونحن المتألّمين الصبر والرجاء ونحن الغضوبين السلام والغفران ونحن المحتارين والذين أصابنا اليأس الحكمة والأمل وروح المثابرة في العمل من أجل القضية حتى تبلغ خواتيمها الحقة".
أضاف: "٤ آب ليس مجرّد ذكرى بالنسبة إلينا لأننا لم ننس ولن ننسى. إنه تذكير لنا جميعًا بأنَّ كلَّ إنسان إذا ما أسلم ذاته للشر وسعى بطريقة عمياء خلف السلطة والمال غير آبه بمن حوله يتحوّل حتمًا إلى كاسرٍ يفترس البشر والحجر ويسبّب المآسي العظام. ٤ آب هو تذكير لكلِّ مسؤول، مهما صغرت مسؤوليّته بأنه إن أهملها فهناك حتمًا ضرر على أهله ووطنه وأنه وإن أفلت من عدالة القضاء على هذه الأرض بسبب نفوذه وألاعيبه، فإنه سيواجه ربَّه الذي سيحاسبه على إهماله واستهتاره بحياة إخوته وأخواته ولن ينفعه حينها نفوذه أو حِيَله. فحريّ به أن يقوم بواجباته دومًا وإن أخطأ فليعترف بخطيئته ويطلب الغفران من الله ومن أخيه حتى يسلم من البكاء وصرير الأسنان الأبديين. ٤ آب هو دعوة يوجهها أهالي الشهداء والضحايا مع كلِّ الجرحى والمتضررين إلى إخوتهم وأخواتهم في الوطن ليستمروا في الضغط وإياهم على السلطة السياسيّة والقضائيّة حتى تُكشف الحقيقة كاملة حول ما جرى في مرفأ بيروت وتُعلن أسماء المسؤولين من أجل المحاسبة والتعويض. ٤ آب هو دعوة إلى العودة إلى التضامن الذي رأيناه صباح الخامس من آب ٢٠٢٠ حين هرع اللبنانيون، شبابًا وبالغين، من كل المناطق ليقفوا إلى جانب أهلهم في بيروت. علينا جميعًا أن نحافظ على هذا التضامن الذي كان بارقة أمل لاستمرار لبنان وسط المأساة وأن لا ندعه يموت ضحية التعصّب السياسي أو الديني الذي يحرّكه البعض من أجل أن يحافظ على مكانته وماله ومصالحه الشخصيّة أو لكي يزيد حجمه أو ليربح عطف جماعته فيُسمعها ما يدغدغ مشاعرها ويحاكي شهوتها ولو كان باطلًا. ٤ آب هو دعوة موجهة إلى كل مواطن ومواطنة أصيل إلى أن يعيش الاستقامة ويتحمّل مسؤوليّته الوطنيّة ويتوقف عن التزلم للفاسد من أجل ثلاثين من الفضة وينادي بالحق ويعمل على إحقاقه مهما طال الزمن وقوي الظالمون".
وتابع عبد الساتر: "يسألون كيف تنتهي أوطان عمرها من عمر الزمن، فأجيب: تنتهي هكذا أوطان حين يفسد الحكام ويصمت الشعب وينسى. وحين يموت الأبرياء ويصمت الشعب وينسى. وحين تنتهك الحقوق وتسرق الأرزاق ويصمت الشعب وينسى. وحين يُسجن الضمير في حبس الأنانيّة والتعصّب ويصمت الشعب وينسى. وحين يقع انفجار كانفجار مرفأ بيروت ويصمت الشعب وينسى. فعلينا أن نطالب بالحق لأصحابه وعلينا أن نتذكر وأن نجاهد من أجل حماية الحياة وكرامة الإنسان، وأن نواجه الفاسدين ونحاسب المهملين والمسببين مهما طال الزمن حتى يبقى وطننا ويبقى وطن الحرية والإنسان".
وفي ختام القدّاس الذي خدمته جوقة مؤلفة من إكليريكيي الأبرشيّة وجمعيّة بيت العناية الإلهيّة، تقبّل أهالي الشهداء والضحايا التعازي من عبد الساتر والمطارنة المشاركين في القداس.
وعاون المطران عبد الساتر في الذبيحة الإلهيّة النائب الأسقفي لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح والقيّم العام الأبرشي الخوري جورج قليعاني، بحضور النواب نديم الجميل، نجاة عون صليبا، شربل مسعد وملحم خلف، رئيس الرابطة المارونيّة السفير خليل كرم وعدد من أعضائها، رئيس المجلس العام الماروني المهندس ميشال متى وعدد من أعضاء المجلس، الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيّات الأم نزهة الخوري، عدد من الراهبات، أهالي شهداء وضحايا إنفجار المرفأ وعدد من الجرحى، َوفد من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، رئيسة مستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي الأخت هاديا أبي شبلي ومدير المستشفى البروفيسور بيار يارد، محاميي مكتب الادعاء، وروابط وفعاليات قضائية ونقابية واجتماعية وتربوية وثقافية.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة قال فيها: "الشكر لله الآب الذي أعطانا أن نلتقي معًا في هذا اليوم من هذه السنة في هذه الكاتدرائيّة المباركة لنرفع معًا الصلاة على نيّة السلام في وطننا العزيز لبنان ولأجل راحة أنفس إخوتنا وأخواتنا شهداء وضحايا الانفجار الجريمة والمأساة ولنعلن تضامننا ومحبّتنا لمن لا يزالون يتألمون جسديًّا ونفسيًّا وروحيًّا حتى يرتاحوا من آلامهم وتكون لهم الحياة الكريمة، والشكر لله الابن الذي انتصر على كلّ موت بطاعته لله الآب وببذله لذاته لأجلنا وبقيامته من القبر في اليوم الثالث والذي كان حاضرًا مع إخوتنا وأخواتنا الذين سقطوا ذاك المساء ضحيّة الفساد والحقد والإهمال ليحتضنهم ويُسمعهم كلمات حبّه وحنانه وليضع على رؤوسهم إكليل العزة وليضمِّد جراحهم القاتلة ببلسم عزائه ويُدخلهم ملكوته فيحيوا في قلبه إلى الأبد حياة لا ألم فيها ولا دمع. والشكر لله الروح الذي ينفخ فينا نحن الحزانى العزاء ونحن المتألّمين الصبر والرجاء ونحن الغضوبين السلام والغفران ونحن المحتارين والذين أصابنا اليأس الحكمة والأمل وروح المثابرة في العمل من أجل القضية حتى تبلغ خواتيمها الحقة".
أضاف: "٤ آب ليس مجرّد ذكرى بالنسبة إلينا لأننا لم ننس ولن ننسى. إنه تذكير لنا جميعًا بأنَّ كلَّ إنسان إذا ما أسلم ذاته للشر وسعى بطريقة عمياء خلف السلطة والمال غير آبه بمن حوله يتحوّل حتمًا إلى كاسرٍ يفترس البشر والحجر ويسبّب المآسي العظام. ٤ آب هو تذكير لكلِّ مسؤول، مهما صغرت مسؤوليّته بأنه إن أهملها فهناك حتمًا ضرر على أهله ووطنه وأنه وإن أفلت من عدالة القضاء على هذه الأرض بسبب نفوذه وألاعيبه، فإنه سيواجه ربَّه الذي سيحاسبه على إهماله واستهتاره بحياة إخوته وأخواته ولن ينفعه حينها نفوذه أو حِيَله. فحريّ به أن يقوم بواجباته دومًا وإن أخطأ فليعترف بخطيئته ويطلب الغفران من الله ومن أخيه حتى يسلم من البكاء وصرير الأسنان الأبديين. ٤ آب هو دعوة يوجهها أهالي الشهداء والضحايا مع كلِّ الجرحى والمتضررين إلى إخوتهم وأخواتهم في الوطن ليستمروا في الضغط وإياهم على السلطة السياسيّة والقضائيّة حتى تُكشف الحقيقة كاملة حول ما جرى في مرفأ بيروت وتُعلن أسماء المسؤولين من أجل المحاسبة والتعويض. ٤ آب هو دعوة إلى العودة إلى التضامن الذي رأيناه صباح الخامس من آب ٢٠٢٠ حين هرع اللبنانيون، شبابًا وبالغين، من كل المناطق ليقفوا إلى جانب أهلهم في بيروت. علينا جميعًا أن نحافظ على هذا التضامن الذي كان بارقة أمل لاستمرار لبنان وسط المأساة وأن لا ندعه يموت ضحية التعصّب السياسي أو الديني الذي يحرّكه البعض من أجل أن يحافظ على مكانته وماله ومصالحه الشخصيّة أو لكي يزيد حجمه أو ليربح عطف جماعته فيُسمعها ما يدغدغ مشاعرها ويحاكي شهوتها ولو كان باطلًا. ٤ آب هو دعوة موجهة إلى كل مواطن ومواطنة أصيل إلى أن يعيش الاستقامة ويتحمّل مسؤوليّته الوطنيّة ويتوقف عن التزلم للفاسد من أجل ثلاثين من الفضة وينادي بالحق ويعمل على إحقاقه مهما طال الزمن وقوي الظالمون".
وتابع عبد الساتر: "يسألون كيف تنتهي أوطان عمرها من عمر الزمن، فأجيب: تنتهي هكذا أوطان حين يفسد الحكام ويصمت الشعب وينسى. وحين يموت الأبرياء ويصمت الشعب وينسى. وحين تنتهك الحقوق وتسرق الأرزاق ويصمت الشعب وينسى. وحين يُسجن الضمير في حبس الأنانيّة والتعصّب ويصمت الشعب وينسى. وحين يقع انفجار كانفجار مرفأ بيروت ويصمت الشعب وينسى. فعلينا أن نطالب بالحق لأصحابه وعلينا أن نتذكر وأن نجاهد من أجل حماية الحياة وكرامة الإنسان، وأن نواجه الفاسدين ونحاسب المهملين والمسببين مهما طال الزمن حتى يبقى وطننا ويبقى وطن الحرية والإنسان".
وفي ختام القدّاس الذي خدمته جوقة مؤلفة من إكليريكيي الأبرشيّة وجمعيّة بيت العناية الإلهيّة، تقبّل أهالي الشهداء والضحايا التعازي من عبد الساتر والمطارنة المشاركين في القداس.