لبنان على حافة الحرب الشاملة... وإيران لنصرالله: لا تقع في الفخّ!
29 تموز 2024 07:04
كتب منير الربيع وفرزاد قاسمي في "الجريدة" الكويتية:
تعد مجدل شمس إحدى 4 قرى درزية في الجولان إلى جانب بقعاثا ومسعدة وعين قنية، وتضم جميعها نحو 21 ألف نسمة. ورغم أن إسرائيل ضمتها عام 1981 ومنحت سكان هذه القرى حق الحصول على الجنسية فإن أرقام سلطات الاحتلال تفيد بأن%20 منهم فقط تقدموا للحصول عليها. وحافظ دروز الجولان على علاقات وثيقة مع سورية، متمسكين بعروبتهم، وامتدادهم الجغرافي. وفي الصورة تشييع لضحايا الصاروخ أمس. بلغت التطورات العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل المرحلة الأخطر، ورغم وضوح أنهما في الأيام الأولى من المواجهات لم يكونا يريدان حرباً، فإن كل التحذيرات الدولية كانت تشير إلى أن أي خطأ بشري قد يسقط ضحايا مدنيين سيؤدي إلى اندلاعها، وهذا هو الخطأ الفادح الذي وقع بالفعل بقرية مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، وأدى إلى مقتل 12 فتى درزياً وإصابة العشرات. وبغض النظر عن كيفية حصول العملية والجهة التي أطلقت الصاروخ، فإن الإسرائيليين أخذوها ذريعة للتصعيد مع اختتام رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو زيارة لواشنطن حاول فيها الضغط على الديموقراطيين والجمهوريين معاً للحصول على الدعم لمواجهة «حزب الله».
وبعد اتصالات مع المسؤولين الأميركيين لبحث كيفية تنفيذ الردّ القوي، سارع نتنياهو للعودة، ولدى وصوله جمع مجلس الحرب وعقد لقاءات أمنية وعسكرية واجتماعاً وزارياً، في موازاة تحركات أميركية مكثفة مع مختلف الجهات، شملت اتصال المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين برئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، كما تواصل مع الإسرائيليين في سبيل منع رد يؤدي إلى اندلاع حرب واسعة.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن تواصلاً إيرانياً أميركياً حصل أيضاً لمنع التصعيد، وطلب الأميركيون من الإيرانيين الضغط على الحزب كي لا يضاعف التصعيد والرد، بينما شدد الإيرانيون على أنه في حال قررت إسرائيل توسيع المعركة وتغيير قواعد الاشتباك فإن المحور الإيراني كله سيكون منخرطاً إلى جانب حزب الله. وبحسب المعلومات، فإن الإسرائيليين سيعملون على توجيه ردّ مؤكد وسط مساعٍ ومفاوضات مكثفة تجري عبر الوسطاء الدوليين وعلى رأسهم هوكشتاين، لمنعه من أن يؤدي إلى تصعيد شامل واندلاع الحرب والاتصالات تتركز على تنسيق هذه الضربة لتكون بشكل مضبوط ومحدود ويكون متفاهَماً عليها بشكل لا يستدعي الكارثة. وأي ضربة سيكون لها حساباتها، فبحال كانت في الجنوب أو البقاع يمكن تلافي التصعيد الكبير وحصول ردّ موضعي من الحزب، أما في حال خرق الإسرائيليين قواعد الاشتباك بشكل كبير، واستهدافهم الضاحية الجنوبية أو تنفيذ عملية اغتيال كبرى فسيؤدي ذلك إلى تصعيد أكبر. ويؤكد «حزب الله» أنه لا معلومات لديه حول ما جرى في «مجدل شمس»، وأنه لم يطلق الصواريخ، ولكن الإسرائيليين يصرّون على اتهامه ويعملون على بناء قناعة داخلية وخارجية تحمّله مسؤولية ما جرى لتبرير الردّ القوي. وتقول مصادر قريبة من الحزب إنه يتوقع رداً عنيفاً لكنه لن يسمح لإسرائيل بفرض قواعد اشتباك جديدة، وفي حال كان التصعيد كبيراً فإن الحزب سينفذ رداً أقوى.
وفي أوج المخاوف من اتّساع نطاق الحرب الدائرة في غزة، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال أن إسرائيل غير معنية بحرب شاملة مع حزب الله وإنما بتوجيه ضربة موجعة له فقط. وفي حين أعلن «حزب الله» حالة التأهب القصوى وأخلى مواقع رئيسية شرق وجنوب لبنان تحسباً لانطلاق العد العكسي لبدء المواجهة، كشف مصدر عالي المستوى في «فيلق القدس» عن طلب إيران من كل قادة جبهة المقاومة بالمنطقة الاستنفار تحسباً لهجوم إسرائيل على لبنان.
وأكد المصدر لـ»الجريدة» أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أطلع قائد فيلق القدس إسماعيل قآني على ملابسات حادث مجدل شمس، وأوضح أن الصاروخ لم يكن للحزب وعلى الأرجح سقط من القبة الحديدية، وأن الإسرائيليين قصدوا تلبيس التهمة للبنان على غرار ما فعلوه عدة مرات في غزة بالمستشفيات والمرافق العامة. ووفق المصدر، فإن قآني أوضح لنصرالله أنه يتصور بعد فشل نتنياهو في إقناع واشنطن بدعم حربه على لبنان يريد الآن وضع الجميع في دائرة الأمر الواقع، وعليه افتعل الحادث لفتح جبهة لبنان، وعلى «حزب الله» الانتباه حتى لا يقع في الفخ. وبيّن أنه على الفور تم إرسال رسائل مستعجلة إلى جميع قادة جبهة المقاومة لاستنفار قواتهم لمهاجمة إسرائيل دفعة واحدة ومن كل الاتجاهات إذا حاول جيشها اجتياح لبنان، مشيراً إلى أن قآني أعطى أوامر لقادة الحرس الثوري بسورية ولبنان لفتح مخازن الصواريخ وتسليم حزب الله كل ما يحتاجه إذا بدأت عملية الاجتياح.
وإذ أشار المصدر إلى أن جبهة المقاومة تعد مفاجآت كبيرة جداً لم يكن لنتنياهو وحكومته أن يتخيلها، فإنه تحدث عن اتصالات مكثفة جرت الليلة الماضية، أكد فيها أن المسؤولين الإيرانيين لنظرائهم الأميركيين أنهم يعتمدون على ما يقوله «حزب الله» وإذا ما كانوا غير مطمئنين يمكن طلب إجراء تحقيقات دولية مستقلة لحادث مجدل شمس، وإذا كان نتنياهو يريد فرض حرب على لبنان فإن إيران مع جبهة المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي. ولفت إلى أنه بالإضافة إلى آلاف الصواريخ المتنوعة المخزنة تحت إشراف الحرس الثوري في لبنان وسورية، ولعدم كشفها ومنع استخدامها دون تنسيق مع القيادة، سلمت إيران إلى «حزب الله» رادارات تم تطويرها بمساعدة روسيا تستطيع كشف طائرات F35 الإسرائيلية وLF22 رابتور الأميركية وتمت تجربتها بنجاح، وبات بإمكان الحزب كشف المقاتلات على بعد 30 و100 كلم واستهدافها على بعد 30 كلم، في وقت علمت إسرائيل وواشنطن بحصول لبنان على هذه الأنظمة لأول مرة في تاريخه.
وجّه المرجع الروحي لطائفة الموحدين المسلمين الدروز الشيخ أبويوسف الصايغ، رسالة إلى أهالي الجولان العربي السوري المحتل، منبهاً إلى محاولات زرع الشتات ومحاولات «أصحاب الفتن» لسلخهم عن محيطهم العربي عبر استغلال الحادث الأليم الذي تبادل «حزب الله» وإسرائيل الاتهامات بشأن المسؤولية عنه. وقال الصايغ في رسالته: «يا أهلنا في مجدل شمس، إنَّما شهداؤنا هم شهادة الحق بأن الجولان معقل العروبة والكرامة والإباء. وما بين العروبة والقضايا الحقَّة وريد ينبض هناك وينزف هنا». وأضاف: «يا أبناء الطائفة المعروفيَّة، إنَّ المنطقة تمر بمنعطف خطير، والتاريخ إنْ حكى فسيروي كيف أن طائفة الموحدين كانت وستبقى ركيزة العروبة وفي طليعة المقاومين والمدافعين عن القضايا العربيَّة. وأننا قوم ننشد الخير والسلام للجميع. واعلموا أيها الإخوة أن طائفة الدروز تجمعها وحدة المسار والمصير، فتنبهوا لمحاولات زرع الشتات بينكم ومحاولات سلخكم عن محيطكم».
تعد مجدل شمس إحدى 4 قرى درزية في الجولان إلى جانب بقعاثا ومسعدة وعين قنية، وتضم جميعها نحو 21 ألف نسمة. ورغم أن إسرائيل ضمتها عام 1981 ومنحت سكان هذه القرى حق الحصول على الجنسية فإن أرقام سلطات الاحتلال تفيد بأن%20 منهم فقط تقدموا للحصول عليها. وحافظ دروز الجولان على علاقات وثيقة مع سورية، متمسكين بعروبتهم، وامتدادهم الجغرافي. وفي الصورة تشييع لضحايا الصاروخ أمس. بلغت التطورات العسكرية بين «حزب الله» وإسرائيل المرحلة الأخطر، ورغم وضوح أنهما في الأيام الأولى من المواجهات لم يكونا يريدان حرباً، فإن كل التحذيرات الدولية كانت تشير إلى أن أي خطأ بشري قد يسقط ضحايا مدنيين سيؤدي إلى اندلاعها، وهذا هو الخطأ الفادح الذي وقع بالفعل بقرية مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، وأدى إلى مقتل 12 فتى درزياً وإصابة العشرات. وبغض النظر عن كيفية حصول العملية والجهة التي أطلقت الصاروخ، فإن الإسرائيليين أخذوها ذريعة للتصعيد مع اختتام رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو زيارة لواشنطن حاول فيها الضغط على الديموقراطيين والجمهوريين معاً للحصول على الدعم لمواجهة «حزب الله».
وبعد اتصالات مع المسؤولين الأميركيين لبحث كيفية تنفيذ الردّ القوي، سارع نتنياهو للعودة، ولدى وصوله جمع مجلس الحرب وعقد لقاءات أمنية وعسكرية واجتماعاً وزارياً، في موازاة تحركات أميركية مكثفة مع مختلف الجهات، شملت اتصال المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين برئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، كما تواصل مع الإسرائيليين في سبيل منع رد يؤدي إلى اندلاع حرب واسعة.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن تواصلاً إيرانياً أميركياً حصل أيضاً لمنع التصعيد، وطلب الأميركيون من الإيرانيين الضغط على الحزب كي لا يضاعف التصعيد والرد، بينما شدد الإيرانيون على أنه في حال قررت إسرائيل توسيع المعركة وتغيير قواعد الاشتباك فإن المحور الإيراني كله سيكون منخرطاً إلى جانب حزب الله. وبحسب المعلومات، فإن الإسرائيليين سيعملون على توجيه ردّ مؤكد وسط مساعٍ ومفاوضات مكثفة تجري عبر الوسطاء الدوليين وعلى رأسهم هوكشتاين، لمنعه من أن يؤدي إلى تصعيد شامل واندلاع الحرب والاتصالات تتركز على تنسيق هذه الضربة لتكون بشكل مضبوط ومحدود ويكون متفاهَماً عليها بشكل لا يستدعي الكارثة. وأي ضربة سيكون لها حساباتها، فبحال كانت في الجنوب أو البقاع يمكن تلافي التصعيد الكبير وحصول ردّ موضعي من الحزب، أما في حال خرق الإسرائيليين قواعد الاشتباك بشكل كبير، واستهدافهم الضاحية الجنوبية أو تنفيذ عملية اغتيال كبرى فسيؤدي ذلك إلى تصعيد أكبر. ويؤكد «حزب الله» أنه لا معلومات لديه حول ما جرى في «مجدل شمس»، وأنه لم يطلق الصواريخ، ولكن الإسرائيليين يصرّون على اتهامه ويعملون على بناء قناعة داخلية وخارجية تحمّله مسؤولية ما جرى لتبرير الردّ القوي. وتقول مصادر قريبة من الحزب إنه يتوقع رداً عنيفاً لكنه لن يسمح لإسرائيل بفرض قواعد اشتباك جديدة، وفي حال كان التصعيد كبيراً فإن الحزب سينفذ رداً أقوى.
وفي أوج المخاوف من اتّساع نطاق الحرب الدائرة في غزة، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال أن إسرائيل غير معنية بحرب شاملة مع حزب الله وإنما بتوجيه ضربة موجعة له فقط. وفي حين أعلن «حزب الله» حالة التأهب القصوى وأخلى مواقع رئيسية شرق وجنوب لبنان تحسباً لانطلاق العد العكسي لبدء المواجهة، كشف مصدر عالي المستوى في «فيلق القدس» عن طلب إيران من كل قادة جبهة المقاومة بالمنطقة الاستنفار تحسباً لهجوم إسرائيل على لبنان.
وأكد المصدر لـ»الجريدة» أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أطلع قائد فيلق القدس إسماعيل قآني على ملابسات حادث مجدل شمس، وأوضح أن الصاروخ لم يكن للحزب وعلى الأرجح سقط من القبة الحديدية، وأن الإسرائيليين قصدوا تلبيس التهمة للبنان على غرار ما فعلوه عدة مرات في غزة بالمستشفيات والمرافق العامة. ووفق المصدر، فإن قآني أوضح لنصرالله أنه يتصور بعد فشل نتنياهو في إقناع واشنطن بدعم حربه على لبنان يريد الآن وضع الجميع في دائرة الأمر الواقع، وعليه افتعل الحادث لفتح جبهة لبنان، وعلى «حزب الله» الانتباه حتى لا يقع في الفخ. وبيّن أنه على الفور تم إرسال رسائل مستعجلة إلى جميع قادة جبهة المقاومة لاستنفار قواتهم لمهاجمة إسرائيل دفعة واحدة ومن كل الاتجاهات إذا حاول جيشها اجتياح لبنان، مشيراً إلى أن قآني أعطى أوامر لقادة الحرس الثوري بسورية ولبنان لفتح مخازن الصواريخ وتسليم حزب الله كل ما يحتاجه إذا بدأت عملية الاجتياح.
وإذ أشار المصدر إلى أن جبهة المقاومة تعد مفاجآت كبيرة جداً لم يكن لنتنياهو وحكومته أن يتخيلها، فإنه تحدث عن اتصالات مكثفة جرت الليلة الماضية، أكد فيها أن المسؤولين الإيرانيين لنظرائهم الأميركيين أنهم يعتمدون على ما يقوله «حزب الله» وإذا ما كانوا غير مطمئنين يمكن طلب إجراء تحقيقات دولية مستقلة لحادث مجدل شمس، وإذا كان نتنياهو يريد فرض حرب على لبنان فإن إيران مع جبهة المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي. ولفت إلى أنه بالإضافة إلى آلاف الصواريخ المتنوعة المخزنة تحت إشراف الحرس الثوري في لبنان وسورية، ولعدم كشفها ومنع استخدامها دون تنسيق مع القيادة، سلمت إيران إلى «حزب الله» رادارات تم تطويرها بمساعدة روسيا تستطيع كشف طائرات F35 الإسرائيلية وLF22 رابتور الأميركية وتمت تجربتها بنجاح، وبات بإمكان الحزب كشف المقاتلات على بعد 30 و100 كلم واستهدافها على بعد 30 كلم، في وقت علمت إسرائيل وواشنطن بحصول لبنان على هذه الأنظمة لأول مرة في تاريخه.
وجّه المرجع الروحي لطائفة الموحدين المسلمين الدروز الشيخ أبويوسف الصايغ، رسالة إلى أهالي الجولان العربي السوري المحتل، منبهاً إلى محاولات زرع الشتات ومحاولات «أصحاب الفتن» لسلخهم عن محيطهم العربي عبر استغلال الحادث الأليم الذي تبادل «حزب الله» وإسرائيل الاتهامات بشأن المسؤولية عنه. وقال الصايغ في رسالته: «يا أهلنا في مجدل شمس، إنَّما شهداؤنا هم شهادة الحق بأن الجولان معقل العروبة والكرامة والإباء. وما بين العروبة والقضايا الحقَّة وريد ينبض هناك وينزف هنا». وأضاف: «يا أبناء الطائفة المعروفيَّة، إنَّ المنطقة تمر بمنعطف خطير، والتاريخ إنْ حكى فسيروي كيف أن طائفة الموحدين كانت وستبقى ركيزة العروبة وفي طليعة المقاومين والمدافعين عن القضايا العربيَّة. وأننا قوم ننشد الخير والسلام للجميع. واعلموا أيها الإخوة أن طائفة الدروز تجمعها وحدة المسار والمصير، فتنبهوا لمحاولات زرع الشتات بينكم ومحاولات سلخكم عن محيطكم».