نقاش "تاسك فورس" والقطاع الخاص عكس عمق الكارثة
وجدي العريضي
26 تموز 2024 07:33
كتب وجدي العريضي في "النهار":
وسط انسداد الأفق الداخلي، في غياب المبادرات الجدّية من جهة والمخاوف المستمرة من تدحرج الأوضاع أكثر على الساحة الجنوبية من جهة أخرى، يأتي البحث عن الحراك اللبناني-اللبناني البعيد من الاصطفافات السياسية والحزبية بما يشكّله من حاجة إلى كسر الحلقة المفرغة ومد الجسور الكفيلة بالعبور من الفراغ والجمود، إلى الحلول المرجوة.
وكانت لافتة الصورة السياسية قبل أيام في دارة النائب إبرهيم كنعان في البياضة، حيث التقى نوابا يمثلون معظم الكتل، مع مجموعة "أميركان تاسك فورس"، بمشاركة مسؤولين في السفارة الأميركية وممثلين للقطاع الخاص اللبناني. وكان محور اللقاء التفكير في سبل تطوير المساعي لإحداث خرق سياسي وتفعيل المؤسسات وإطلاق عجلة الإصلاح. وهو ما لا يتم بالطبع في ظل التباعد الراهن بين المكونات، والاصطفافات الجامدة منذ الشغور الرئاسي.
وقد اكتسبت إعادة تركيب "البازل" السياسي والوطني بعداً أكثر وضوحاً، في الكلام الذي أطلقه النائب كنعان عقب لقائه البطريرك الماروني في الديمان، والذي بحسب المعلومات حظي بمباركة البطريرك بقوله "الوطن أولاً، والأحزاب والطوائف ثانياً". وهو موقف كان له صداه ، لاسيما أنه أتى من المقر الصيفي للبطريركية المارونية. وتزامنا، وصلت المبادرات المختلفة في الأسابيع والأشهر الماضية إلى حائط مسدود، وسط تعاظم الأخطار التي تهدد ما تبقى من الكيان وبنيان الدولة
.
فهل من تفكير مشترك يرتقي إلى مبادرة تجمع حولها مختلف الكتل والنواب المستقلين، وتحظى بقوة دفع، فتكسر الفراغ القاتل؟
"النهار" سألت كنعان، فقال إن كل العناوين الأساسية من الاستحقاق الرئاسي إلى الوضع الإقتصادي والحرب في المنطقة، طرحت في اللقاء والغداء في دارته، تبعها الموقف من الصرح الماروني الروحي والوطني الجامع، "لأن لبنان مهدد بدوره وحضوره وكيانه، ما لم نحسم أمرنا ونبادر لبنانياً، لأن العالم مشغول بتطوراته وانتخاباته من أوروبا إلى الولايات المتحدة".
أضاف: "الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها لا تنتظر انتهاء العالم من حلّ مشكلاته، لذا علينا أن نحسم الوضع قبل فوات الأوان وننتخب رئيساً للجمهورية ونشكل حكومة إصلاحية، فهذه مسائل أساسية، وإلا سندفع الثمن الأغلى".
والحال أن ذلك لن يحصل إذا استمر كل طرف ثابتاً في مكانه. من هنا، يتحدث كنعان عن "مسؤولية مشتركة مسيحية- إسلامية، ودينامية مطلوبة مع لبنان وليست ضد أحد، فبينما مصير المنطقة والعالم يتقرر، هل يجوز أن يبقى لبنان خارج طاولة القرار، لأنه من دون رئيس ومن دون رأس، ومن دون مؤسسات فاعلة، فيصبح ملحقاً لا سيد قراره، وتأتي التسويات على حسابه؟".
بعد مشهدية الديمان والبياضة، سؤال يطرح: هل تبقى هذه الصرخة بلا متابعة؟ المعطيات تشير الى أن "الصورة الجامعة" والمضمون الجامع والواضح، تركا أثراً لدى أكثر من جهة محلية ودولية ومهتمين بالشأن اللبناني.
وبحسب المعطيات، فإن نقاش ممثلي القطاع الخاص مع مجموعة "أميركان تاسك فورس" وأركان السفارة الأميركية، أعطى صورة موضوعية وبالأرقام لناحية مخاطر استمرار الوضع على ما هو من تمدد اقتصاد "الكاش" على حساب الاقتصاد الشرعي في لبنان، وبالتالي انهيار ما تبقى من ركائز للاقتصاد اللبناني، في مقابل قدرة الاقتصاد على النهوض، إذا ساد الاستقرار السياسي من خلال إعادة تفعيل المؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية.
بناء على ما تقدّم، تشير المعلومات إلى أن هناك دينامية في طور الاستكمال، ستستتبع بلقاءات واجتماعات في الأسابيع المقبلة، وتضم نواباً وشخصيات فاعلة، مسيحية وإسلامية، من مشارب حزبية مختلفة وشخصيات مستقلة، فتكون "صوتاً لبنانيا" لمتابعة الوضع مع دول القرار والجهات الفاعلة، حتى لا يترك لبنان وحيداً، وحتى تأتي القرارات الدولية متوافقة مع حاجته، لا ضد مصلحته، سياسياً واقتصادياً ونقدياً… وللكلام صلة.
وسط انسداد الأفق الداخلي، في غياب المبادرات الجدّية من جهة والمخاوف المستمرة من تدحرج الأوضاع أكثر على الساحة الجنوبية من جهة أخرى، يأتي البحث عن الحراك اللبناني-اللبناني البعيد من الاصطفافات السياسية والحزبية بما يشكّله من حاجة إلى كسر الحلقة المفرغة ومد الجسور الكفيلة بالعبور من الفراغ والجمود، إلى الحلول المرجوة.
وكانت لافتة الصورة السياسية قبل أيام في دارة النائب إبرهيم كنعان في البياضة، حيث التقى نوابا يمثلون معظم الكتل، مع مجموعة "أميركان تاسك فورس"، بمشاركة مسؤولين في السفارة الأميركية وممثلين للقطاع الخاص اللبناني. وكان محور اللقاء التفكير في سبل تطوير المساعي لإحداث خرق سياسي وتفعيل المؤسسات وإطلاق عجلة الإصلاح. وهو ما لا يتم بالطبع في ظل التباعد الراهن بين المكونات، والاصطفافات الجامدة منذ الشغور الرئاسي.
وقد اكتسبت إعادة تركيب "البازل" السياسي والوطني بعداً أكثر وضوحاً، في الكلام الذي أطلقه النائب كنعان عقب لقائه البطريرك الماروني في الديمان، والذي بحسب المعلومات حظي بمباركة البطريرك بقوله "الوطن أولاً، والأحزاب والطوائف ثانياً". وهو موقف كان له صداه ، لاسيما أنه أتى من المقر الصيفي للبطريركية المارونية. وتزامنا، وصلت المبادرات المختلفة في الأسابيع والأشهر الماضية إلى حائط مسدود، وسط تعاظم الأخطار التي تهدد ما تبقى من الكيان وبنيان الدولة
.
فهل من تفكير مشترك يرتقي إلى مبادرة تجمع حولها مختلف الكتل والنواب المستقلين، وتحظى بقوة دفع، فتكسر الفراغ القاتل؟
"النهار" سألت كنعان، فقال إن كل العناوين الأساسية من الاستحقاق الرئاسي إلى الوضع الإقتصادي والحرب في المنطقة، طرحت في اللقاء والغداء في دارته، تبعها الموقف من الصرح الماروني الروحي والوطني الجامع، "لأن لبنان مهدد بدوره وحضوره وكيانه، ما لم نحسم أمرنا ونبادر لبنانياً، لأن العالم مشغول بتطوراته وانتخاباته من أوروبا إلى الولايات المتحدة".
أضاف: "الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها لا تنتظر انتهاء العالم من حلّ مشكلاته، لذا علينا أن نحسم الوضع قبل فوات الأوان وننتخب رئيساً للجمهورية ونشكل حكومة إصلاحية، فهذه مسائل أساسية، وإلا سندفع الثمن الأغلى".
والحال أن ذلك لن يحصل إذا استمر كل طرف ثابتاً في مكانه. من هنا، يتحدث كنعان عن "مسؤولية مشتركة مسيحية- إسلامية، ودينامية مطلوبة مع لبنان وليست ضد أحد، فبينما مصير المنطقة والعالم يتقرر، هل يجوز أن يبقى لبنان خارج طاولة القرار، لأنه من دون رئيس ومن دون رأس، ومن دون مؤسسات فاعلة، فيصبح ملحقاً لا سيد قراره، وتأتي التسويات على حسابه؟".
بعد مشهدية الديمان والبياضة، سؤال يطرح: هل تبقى هذه الصرخة بلا متابعة؟ المعطيات تشير الى أن "الصورة الجامعة" والمضمون الجامع والواضح، تركا أثراً لدى أكثر من جهة محلية ودولية ومهتمين بالشأن اللبناني.
وبحسب المعطيات، فإن نقاش ممثلي القطاع الخاص مع مجموعة "أميركان تاسك فورس" وأركان السفارة الأميركية، أعطى صورة موضوعية وبالأرقام لناحية مخاطر استمرار الوضع على ما هو من تمدد اقتصاد "الكاش" على حساب الاقتصاد الشرعي في لبنان، وبالتالي انهيار ما تبقى من ركائز للاقتصاد اللبناني، في مقابل قدرة الاقتصاد على النهوض، إذا ساد الاستقرار السياسي من خلال إعادة تفعيل المؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية.
بناء على ما تقدّم، تشير المعلومات إلى أن هناك دينامية في طور الاستكمال، ستستتبع بلقاءات واجتماعات في الأسابيع المقبلة، وتضم نواباً وشخصيات فاعلة، مسيحية وإسلامية، من مشارب حزبية مختلفة وشخصيات مستقلة، فتكون "صوتاً لبنانيا" لمتابعة الوضع مع دول القرار والجهات الفاعلة، حتى لا يترك لبنان وحيداً، وحتى تأتي القرارات الدولية متوافقة مع حاجته، لا ضد مصلحته، سياسياً واقتصادياً ونقدياً… وللكلام صلة.