الراعي: لا نستطيع القبول بالحرب لأنها قبول بالتّدمير والتّهجير
20 تموز 2024 13:46
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا لمناسبة مرور ٧٥ سنة على تأسيس البعثة البابوية في كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، عاونه فيه المطارنة: حنا علوان، أنطوان عوكر، حنا رحمة، أنطوان شبير، ومشاركة عدد من البطاركة والمطارنة والكهنة والراهبات، القائم بأعمال السفارة البابوية المونسينيور جيوفاني فيكياري، في حضور وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار، رئيس البعثة ميشال قسطنطين، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "أما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم وصلوا من أجل مضطهديكم"، قال فيها: "هذا هو الجديد في تعليم المسيح والمسيحية: وهو بطولة محبّة الاعداء، والصلاة من اجل المضطهِدين. إنها ثورة المسيح الربّ وكنيسته على عادة الاولين "بمحبة القريب وبغض العدو"(متى 5: 43). وقد علّمنا الرب يسوع، بمثل السامري الصالح، أننا مدعوون لنكون قريب كل إنسان، ولو كان في الاساس عدوًا، في كل مرة عاملناه بالرحمة. فالرحمة هي الباب إلى القرابة الحقيقية. وقد علّمنا ربّنا الرحمة كمدخل الى الغفران، يوم غَفر لصالبيه مبرّرًا فعلتهم هذه: "يا أبتِ اغفر لهم، لانهم لا يدرون ما يفعلون" (لو 24:23). بهذه الروحانية تأسست وانطلقت البعثة البابوية في لبنان منذ 75 سنة، وتحديدًا سنة 1949 بارادة من المكرّم البابا بيوس الثاني عشر، على اثر نكبة الشعب الفلسطيني. فاستدعى المونسنيور توماس مكمهون الامين العالم لمؤسسة CNEWA، وأبلغه نيته في تأسيس بعثة خاصة لفلسطين وعيّنه رئيسًا عليها. فكانت مهمّتها جمع الهبات من أوروبا وباقي القارات بهدف المساعدة في الأراضي المقدسة باسم مؤسسة البعثة البابوية، على أن يكون مقرّها الرئيسي لتوزيع المساعدات في بيروت – لبنان. ثم أنشأت لاحقًا مكاتب في القدس وعمّان. فيطيب لي أن أحيّي حضرة المونسنيور Peter Vaccari رئيس مؤسسة CNEWA التابعة لأبرشية نيويورك، والوفد المرافق. كما أوجّه تحية إلى السيّد ميشال قسطنطين المدير الاقليمي لمؤسسة البعثة البابوية، ولجميع معاونيه والموظفين. وأقدّم لهم جميعًا، باسم مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، أطيب التهاني وأخلص التمنيات باليوبيل الماسي الخامس والسبعين لمؤسسة البعثة البابوية. فنرفع هذه الليتورجيا الالهية على نيتها وعلى نيّة القيّمين عليها وعلى نيّة مؤسسة CNEWA، فنرفعها ذبيحة شكر لله على كل إنجازاتها كعلامة لمحبة الله، وعلى جميع المحسنين إليها وبواسطتها، فتمكنت من القيام باعبائها الكبيرة. ونرفعها ذبيحة استغفار عن كل تقصير أمام الحاجات المطروحة عليها والكبيرة. وهي تعاهد الله بالتعويض عن التقصير. ونرفعها ذبيحة استشراف لمستقبلها، فاليوبيل وقفة ضميرية لاعادة النظر في كل شيء تحت أنوار الروح القدس الذي يوحي إلينا وإلى القيّمين على البعثة البابوية ما يجب فعله اليوم وفي الحقبة التي تفصلنا عن يوبيل المئة سنة على تأسيسها".
وتابع: "نظّمت المؤسسة عملها بتشكيل سبع لجان محلية ضمّت الممثل البابوي واكليروسًا وعلمانيين ورهبانيات ومؤسسات خيرية؛ وراحت توزّع المساعدات على عرب فلسطين في الضفة الغربية ولبنان ومصر وسورية والضفة الشرقية واسرائيل وغزّه. في السنوات التي تلت تأسيسها، وزّعت البعثة البابوية كميّات كبيرة من الاطعمة والالبسة والمواد الطبّية وسواها من المواد الاساسية، بالاضافة إلى بناء العديد من المنازل، كما أنجزت العديد من برامج التدريب والتعليم المجّاني لتأهيل آلاف اللاجئين من خلال مهارات جديدة بدرجة عالية من التعليم. مع بداية الحرب في لبنان، تركّز اهتمام البعثة البابوية على مساعدة جميع المتضرّرين دون تمييز لجنسيتهم أو دينهم. وها هي تقدّم المساعدة للكنائس في لبنان والعراق والاردن وفلسطين وسوريا، التي تشمل مساعدات إغاثة ومساعدات انمائية وخدمات، بالاضافة إلى الدفاع عن حقوق الانسان، ودعم العدالة والسلام. ينقسم عمل البعثة البابوية إلى مجالين أساسيين:
الاول، مجال العمل الكنسي والرعوي من خلال برنامح دعم الاكليركيات في لبنان ومصر وسوريا والعراق، ودعم معاهد التربية الدينية التي تؤمّن التنشئة الصحيحة والفعّالة لشرائح المجتمع كافة من أطفال وشبيبة وعائلات.
الثاني، مجال العمل التنموي لمؤسسات الكنسية، بغية تطويرها ومساعدتها لتحسين أدائها، وأيضًا الرعايا والبلديات والمناطق، نذكر من بينها: بثّ الحياة في القرى والبلدات التي تعرّضت للتهجير، وتشجيع العودة إليها، من خلال ترميم المدارس، والبيوت والكنائس والبنى التحتية من كهرباء وماء وزراعة وانتاج. هذه البرامج نُفذت في مناطق الشوف وعاليه وشرق صيدا وجزّين والمتن الاعلى. دعم المؤسسات الكنسية ذات الخدمات الطبية كالمستوصفات والمستشفيات، ومساعدتها على تطوير عملها. دعم المستشفيات التي دمّرت بنتيجة تفجير مرفأ بيروت بإصلاحها وحفظ طاقمها الطبي والتمريضي فيها. مساعدة المؤسسات التربوية والمدارس على تطوير عملها، وتجديد معداتها التكنولوجية وأساليب التعليم التّي من شأنها أن تحافظ على ريادتها، كما ساعدت بعضها أثناء الانهيار المالي. وتجاوبًا مع دعوة قداسة البابا فرنسيس، تُعنى البعثة البابوية بالعمل من خلال مؤسسات كنسية على نشر الوعي ومساعدة ضحايا الاتجّار بالبشر على صعيد إقليمي يطال دول المنطقة المحيطة بلبنان، وحماية القاصرين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف: "أحبّوا اعداءكم، وصلّوا من اجل مضطهديكم" (متى 44:5). كم عالمنا بحاجة إلى هذه البطولة المسيحية التي تعطي معنى لحياتنا، بدلًا من مبدأ "العين بالعين، والسنّ بالسنّ" (متى 38:5). إنها الثقافة الاجتماعية الجديدة التي من شأنها وحدها وضع حدّ للحروب والنزاعات، والذهاب إلى المفاوضات السلمية بدلًا من حروب التدمير والقتل والتهجير. مرة أُخرى نقول: ليس بالسلاح تُحلّ النزاعات، بل بالمفاوضات. فالسلام ليس فقط غياب الحرب، بل فعل العدالة وصنعها، وثمرة المحبّة. فكيف يساهم بالسلام من يُغذّي في داخله مشاعر الحرب. هذا هو تعليم الكنيسة الرسمي والدائم، ولهذا السبب لا نستطيع القبول بالحرب، لانها قبول بالتدمير والقتل والتهجير والفقر والحرمان ومآسي السكان الآمنين، كما هي الحال في غزّة وفي جنوب لبنان".
وختم الراعي: "فلنصلِّ، من أجل إبعاد شبح الحرب، وتمكين مؤسسة البعثة البابوية من القيام ببرامج التنمية، لمجد الله وتسبيحه وحمده، الآب والابن والروح القدس، له المجد الآن وإلى الابد، آمين".
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "أما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم وصلوا من أجل مضطهديكم"، قال فيها: "هذا هو الجديد في تعليم المسيح والمسيحية: وهو بطولة محبّة الاعداء، والصلاة من اجل المضطهِدين. إنها ثورة المسيح الربّ وكنيسته على عادة الاولين "بمحبة القريب وبغض العدو"(متى 5: 43). وقد علّمنا الرب يسوع، بمثل السامري الصالح، أننا مدعوون لنكون قريب كل إنسان، ولو كان في الاساس عدوًا، في كل مرة عاملناه بالرحمة. فالرحمة هي الباب إلى القرابة الحقيقية. وقد علّمنا ربّنا الرحمة كمدخل الى الغفران، يوم غَفر لصالبيه مبرّرًا فعلتهم هذه: "يا أبتِ اغفر لهم، لانهم لا يدرون ما يفعلون" (لو 24:23). بهذه الروحانية تأسست وانطلقت البعثة البابوية في لبنان منذ 75 سنة، وتحديدًا سنة 1949 بارادة من المكرّم البابا بيوس الثاني عشر، على اثر نكبة الشعب الفلسطيني. فاستدعى المونسنيور توماس مكمهون الامين العالم لمؤسسة CNEWA، وأبلغه نيته في تأسيس بعثة خاصة لفلسطين وعيّنه رئيسًا عليها. فكانت مهمّتها جمع الهبات من أوروبا وباقي القارات بهدف المساعدة في الأراضي المقدسة باسم مؤسسة البعثة البابوية، على أن يكون مقرّها الرئيسي لتوزيع المساعدات في بيروت – لبنان. ثم أنشأت لاحقًا مكاتب في القدس وعمّان. فيطيب لي أن أحيّي حضرة المونسنيور Peter Vaccari رئيس مؤسسة CNEWA التابعة لأبرشية نيويورك، والوفد المرافق. كما أوجّه تحية إلى السيّد ميشال قسطنطين المدير الاقليمي لمؤسسة البعثة البابوية، ولجميع معاونيه والموظفين. وأقدّم لهم جميعًا، باسم مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، أطيب التهاني وأخلص التمنيات باليوبيل الماسي الخامس والسبعين لمؤسسة البعثة البابوية. فنرفع هذه الليتورجيا الالهية على نيتها وعلى نيّة القيّمين عليها وعلى نيّة مؤسسة CNEWA، فنرفعها ذبيحة شكر لله على كل إنجازاتها كعلامة لمحبة الله، وعلى جميع المحسنين إليها وبواسطتها، فتمكنت من القيام باعبائها الكبيرة. ونرفعها ذبيحة استغفار عن كل تقصير أمام الحاجات المطروحة عليها والكبيرة. وهي تعاهد الله بالتعويض عن التقصير. ونرفعها ذبيحة استشراف لمستقبلها، فاليوبيل وقفة ضميرية لاعادة النظر في كل شيء تحت أنوار الروح القدس الذي يوحي إلينا وإلى القيّمين على البعثة البابوية ما يجب فعله اليوم وفي الحقبة التي تفصلنا عن يوبيل المئة سنة على تأسيسها".
وتابع: "نظّمت المؤسسة عملها بتشكيل سبع لجان محلية ضمّت الممثل البابوي واكليروسًا وعلمانيين ورهبانيات ومؤسسات خيرية؛ وراحت توزّع المساعدات على عرب فلسطين في الضفة الغربية ولبنان ومصر وسورية والضفة الشرقية واسرائيل وغزّه. في السنوات التي تلت تأسيسها، وزّعت البعثة البابوية كميّات كبيرة من الاطعمة والالبسة والمواد الطبّية وسواها من المواد الاساسية، بالاضافة إلى بناء العديد من المنازل، كما أنجزت العديد من برامج التدريب والتعليم المجّاني لتأهيل آلاف اللاجئين من خلال مهارات جديدة بدرجة عالية من التعليم. مع بداية الحرب في لبنان، تركّز اهتمام البعثة البابوية على مساعدة جميع المتضرّرين دون تمييز لجنسيتهم أو دينهم. وها هي تقدّم المساعدة للكنائس في لبنان والعراق والاردن وفلسطين وسوريا، التي تشمل مساعدات إغاثة ومساعدات انمائية وخدمات، بالاضافة إلى الدفاع عن حقوق الانسان، ودعم العدالة والسلام. ينقسم عمل البعثة البابوية إلى مجالين أساسيين:
الاول، مجال العمل الكنسي والرعوي من خلال برنامح دعم الاكليركيات في لبنان ومصر وسوريا والعراق، ودعم معاهد التربية الدينية التي تؤمّن التنشئة الصحيحة والفعّالة لشرائح المجتمع كافة من أطفال وشبيبة وعائلات.
الثاني، مجال العمل التنموي لمؤسسات الكنسية، بغية تطويرها ومساعدتها لتحسين أدائها، وأيضًا الرعايا والبلديات والمناطق، نذكر من بينها: بثّ الحياة في القرى والبلدات التي تعرّضت للتهجير، وتشجيع العودة إليها، من خلال ترميم المدارس، والبيوت والكنائس والبنى التحتية من كهرباء وماء وزراعة وانتاج. هذه البرامج نُفذت في مناطق الشوف وعاليه وشرق صيدا وجزّين والمتن الاعلى. دعم المؤسسات الكنسية ذات الخدمات الطبية كالمستوصفات والمستشفيات، ومساعدتها على تطوير عملها. دعم المستشفيات التي دمّرت بنتيجة تفجير مرفأ بيروت بإصلاحها وحفظ طاقمها الطبي والتمريضي فيها. مساعدة المؤسسات التربوية والمدارس على تطوير عملها، وتجديد معداتها التكنولوجية وأساليب التعليم التّي من شأنها أن تحافظ على ريادتها، كما ساعدت بعضها أثناء الانهيار المالي. وتجاوبًا مع دعوة قداسة البابا فرنسيس، تُعنى البعثة البابوية بالعمل من خلال مؤسسات كنسية على نشر الوعي ومساعدة ضحايا الاتجّار بالبشر على صعيد إقليمي يطال دول المنطقة المحيطة بلبنان، وحماية القاصرين والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف: "أحبّوا اعداءكم، وصلّوا من اجل مضطهديكم" (متى 44:5). كم عالمنا بحاجة إلى هذه البطولة المسيحية التي تعطي معنى لحياتنا، بدلًا من مبدأ "العين بالعين، والسنّ بالسنّ" (متى 38:5). إنها الثقافة الاجتماعية الجديدة التي من شأنها وحدها وضع حدّ للحروب والنزاعات، والذهاب إلى المفاوضات السلمية بدلًا من حروب التدمير والقتل والتهجير. مرة أُخرى نقول: ليس بالسلاح تُحلّ النزاعات، بل بالمفاوضات. فالسلام ليس فقط غياب الحرب، بل فعل العدالة وصنعها، وثمرة المحبّة. فكيف يساهم بالسلام من يُغذّي في داخله مشاعر الحرب. هذا هو تعليم الكنيسة الرسمي والدائم، ولهذا السبب لا نستطيع القبول بالحرب، لانها قبول بالتدمير والقتل والتهجير والفقر والحرمان ومآسي السكان الآمنين، كما هي الحال في غزّة وفي جنوب لبنان".
وختم الراعي: "فلنصلِّ، من أجل إبعاد شبح الحرب، وتمكين مؤسسة البعثة البابوية من القيام ببرامج التنمية، لمجد الله وتسبيحه وحمده، الآب والابن والروح القدس، له المجد الآن وإلى الابد، آمين".