مؤامرة خطف الدروز... وزيارة غير بريئة لنتنياهو
نادر حجاز
18 تموز 2024 06:14
كتب نادر حجاز في موقع mtv:
تمثّل بيصور في قضاء عاليه موقعاً خاصاً في ذاكرة الجبل، حتى تلازم اسمها مع لقبها المعمّد بالدم "أم الشهداء". ومن تلك البلدة المشرفة على منطقة الغرب، التي شهدت أولى تجارب الدروز مع الحكم، لا سيما في عهد التنوخيين، حيث استحقوا لقب "حماة الثغور" والهوية العربية، اختار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان أن يطلقا الأسبوع الماضي الموقف الأوضح باسم الدروز، والقبلة هي فلسطين.
جاء هذا الموقف ليشكّل رسالة حاسمة بأن موقف الدروز هو دائماً إلى جانب القضية الفلسطينية. فلا منطقة رمادية حين يتعلّق الأمر بفلسطين، والكلام قيل ليكون عابراً للحدود، وإظهار الموقع الحقيقي لدروز المنطقة خلافاً للواقع الذي يعيشه أبناء عرب 48 الذين تفرض عليهم إسرائيل التجنيد الإجباري، ومنهم مَن يسقط في الحرب، في المكان الخطأ، في وجه أبناء شعبهم وإخوتهم في الوطن.
بعد أيام قليلة على هذا اللقاء والموقف الموجّه بشكل مباشر إلى دروز فلسطين، قام رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة إلى منطقة الجليل الأعلى، حيث تقطن الطائفة الدرزية، ملتقياً بعدد من قياداتها ومرجعياتها.
خاطب نتنياهو مَن التقاهم بكلام معسول مستجد، متحدثاً عن "إجحاف" أصاب الدروز ولا بد من وضع حدّ له.
تخطّى نتنياهو كل هموم الحرب المستعرة ووجد وقتاً ليطمئن أبناء الجليل ويبحث لهم عن حلول لرخص البناء وأزمة الكهرباء. مع العلم أن الرجل نفسه لم يمنع جنوده في الأعوام الماضية، وآخرها منذ أشهر، من تنفيذ قرارات الهدم للمنازل في القرى الدرزية، إلا تحت ضغط الشارع والمواجهات التي اندلعت مع الأهالي.
تأتي هذه الزيارة بتوقيت غير بريء، في الشكل كما في المضمون، ما يترك إيحاءات واضحة بأنها تنطوي على الكثير من المكر الإسرائيلي في محاولة جديدة لاستمالة عرب 48 وتطويعهم وفصلهم عن بيئتهم الفلسطينية وهويتهم العربية.
لم يقصد نتنياهو ربما أن يردّ على موقف دروز لبنان، وربما فعلها وخطوته مقصودة. فحوالى العشرة أشهر مرّت على حرب غزة ولم يفكّر بالقيام بهذه الخطوة، فلماذا الآن إذاً؟ وإذا كانت تندرج في إطار معالجة واقعه المأزوم داخل الكيان الإسرائيلي، كان حريّ به ان يلتقي "الحريديم" المتطرفين أولاً، الرافضين لمحاولة فرض التجنيد الإجباري عليهم.
تتقن إسرائيل سياسة "فرّق تسد"، وفرض أجندة الوكالة اليهودية من أجل تهويد الأرض والبشر والحجر. فمؤامرة طمس كل هوية عربية داخل فلسطين باتت واضحة المعالم.
استهداف عرب 48 هو الأخطر والأعنف في محاولات سلخهم عن تاريخهم وانتمائهم. لكن هذا النهج لاقى ولا يزال معارضة شرسة من سياسيين ومفكرين وقادة رأي، وكان في الطليعة الشاعر الفلسطيني، الدرزي، سميح القاسم الذي رفض تطويع أبناء طائفته وقادهم عبر شعره وقصائده إلى حيث يجب أن يكونوا، فكان شاعر المقاومة الفلسطينية الطليعي.
يعيش دروز فلسطين الواقع الأصعب والمرحلة الأدق في تاريخهم، كما تتسع دائرة مطالبتهم برفض التجنيد الإجباري في صفوف الجيش الاسرائيلي، في زمن خرج العالم بأسره في تظاهرات منددة بالمجازر التي يرتكبها. لكن الرفض الدرزي يكبر أيضاً، والمئات من الشباب الدروز رفضوا التجنيد وتعرّضوا للمحاكمات والسجن. وفي كل مرة كان شعار هؤلاء: "ارفض شعبك بيحميك". والرهان دائماً على هذا الصوت.
تمثّل بيصور في قضاء عاليه موقعاً خاصاً في ذاكرة الجبل، حتى تلازم اسمها مع لقبها المعمّد بالدم "أم الشهداء". ومن تلك البلدة المشرفة على منطقة الغرب، التي شهدت أولى تجارب الدروز مع الحكم، لا سيما في عهد التنوخيين، حيث استحقوا لقب "حماة الثغور" والهوية العربية، اختار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان أن يطلقا الأسبوع الماضي الموقف الأوضح باسم الدروز، والقبلة هي فلسطين.
جاء هذا الموقف ليشكّل رسالة حاسمة بأن موقف الدروز هو دائماً إلى جانب القضية الفلسطينية. فلا منطقة رمادية حين يتعلّق الأمر بفلسطين، والكلام قيل ليكون عابراً للحدود، وإظهار الموقع الحقيقي لدروز المنطقة خلافاً للواقع الذي يعيشه أبناء عرب 48 الذين تفرض عليهم إسرائيل التجنيد الإجباري، ومنهم مَن يسقط في الحرب، في المكان الخطأ، في وجه أبناء شعبهم وإخوتهم في الوطن.
بعد أيام قليلة على هذا اللقاء والموقف الموجّه بشكل مباشر إلى دروز فلسطين، قام رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة إلى منطقة الجليل الأعلى، حيث تقطن الطائفة الدرزية، ملتقياً بعدد من قياداتها ومرجعياتها.
خاطب نتنياهو مَن التقاهم بكلام معسول مستجد، متحدثاً عن "إجحاف" أصاب الدروز ولا بد من وضع حدّ له.
تخطّى نتنياهو كل هموم الحرب المستعرة ووجد وقتاً ليطمئن أبناء الجليل ويبحث لهم عن حلول لرخص البناء وأزمة الكهرباء. مع العلم أن الرجل نفسه لم يمنع جنوده في الأعوام الماضية، وآخرها منذ أشهر، من تنفيذ قرارات الهدم للمنازل في القرى الدرزية، إلا تحت ضغط الشارع والمواجهات التي اندلعت مع الأهالي.
تأتي هذه الزيارة بتوقيت غير بريء، في الشكل كما في المضمون، ما يترك إيحاءات واضحة بأنها تنطوي على الكثير من المكر الإسرائيلي في محاولة جديدة لاستمالة عرب 48 وتطويعهم وفصلهم عن بيئتهم الفلسطينية وهويتهم العربية.
لم يقصد نتنياهو ربما أن يردّ على موقف دروز لبنان، وربما فعلها وخطوته مقصودة. فحوالى العشرة أشهر مرّت على حرب غزة ولم يفكّر بالقيام بهذه الخطوة، فلماذا الآن إذاً؟ وإذا كانت تندرج في إطار معالجة واقعه المأزوم داخل الكيان الإسرائيلي، كان حريّ به ان يلتقي "الحريديم" المتطرفين أولاً، الرافضين لمحاولة فرض التجنيد الإجباري عليهم.
تتقن إسرائيل سياسة "فرّق تسد"، وفرض أجندة الوكالة اليهودية من أجل تهويد الأرض والبشر والحجر. فمؤامرة طمس كل هوية عربية داخل فلسطين باتت واضحة المعالم.
استهداف عرب 48 هو الأخطر والأعنف في محاولات سلخهم عن تاريخهم وانتمائهم. لكن هذا النهج لاقى ولا يزال معارضة شرسة من سياسيين ومفكرين وقادة رأي، وكان في الطليعة الشاعر الفلسطيني، الدرزي، سميح القاسم الذي رفض تطويع أبناء طائفته وقادهم عبر شعره وقصائده إلى حيث يجب أن يكونوا، فكان شاعر المقاومة الفلسطينية الطليعي.
يعيش دروز فلسطين الواقع الأصعب والمرحلة الأدق في تاريخهم، كما تتسع دائرة مطالبتهم برفض التجنيد الإجباري في صفوف الجيش الاسرائيلي، في زمن خرج العالم بأسره في تظاهرات منددة بالمجازر التي يرتكبها. لكن الرفض الدرزي يكبر أيضاً، والمئات من الشباب الدروز رفضوا التجنيد وتعرّضوا للمحاكمات والسجن. وفي كل مرة كان شعار هؤلاء: "ارفض شعبك بيحميك". والرهان دائماً على هذا الصوت.