نكسة "شتلة الصمود"... الجنوب يخسر نصف المحصول
نادر حجاز
4 تموز 2024 06:17
كتب نادر حجاز في موقع mtv:
وُصفت على مدى عقود بـ"شتلة الصمود"، مختصرة معاناة الجنوبيين وبقاءهم في أرضهم رغم كل الحروب وظلم الاحتلال. إلا أن الزراعة التي ملأت أرض الجنوب في أصعب الأوقات تعيش نكسة كبيرة هذا العام، وخسارة باهظة يتكبدها مزارعو التبغ على وقع التوتر عند الشريط الحدودي.
"منطقة جنوب الليطاني نُكبت بالكامل على المستوى الزراعي، خصوصاً زراعة التبغ"، يقول رئيس اتحاد نقابات التبغ في لبنان حسن فقيه، موضحاً حقيقة الوضع الصعب الذي يعيشه مزارعو التبغ. فهذه الزراعة البيتية العائلية المتوارثة هي موسمية تتراوح بين شهر شباط مع زراعة الشتول وصولاً الى الفترة الحالية التي عادة ما يزرع فيها المزارعون شتول التبغ، وتستمر على مدى ٩٠ يوماً، وهي من السلالة الباتنجانية وتُقطف خلال الصيف.
لكن المعارك توسّعت طوال هذه الفترة ولم يتمكن الجنوبيون من زراعة أرضهم، والخسارة أصبحت جسيمة في القرى المشهورة بهذه الزراعة مثل حولا، عيترون، عيتا الشعب، الضهيرة، يارين، مروحين، الجبين وصولاً الى ميس الجبل شرقاً، باستثناء رميش التي استطاعت أن تزرع.
ويوضح فقيه، في حديث لموقع mtv "أننا حاولنا مع إدارة "الريجي" إيجاد حلول مؤقتة مع بداية الموسم من خلال إقامة مشاتل في منطقة السعديات في أراض تابعة لها، وأوعزنا للمزارعين في المناطق البعيدة عن القصف بزيادة عدد المشاتل، لكن الحرب استمرت".
ولكن ماذا عن حجم الخسارة؟
يكشف فقيه أن "نصف محصول الزراعة في الجنوب لم يُزرَع، ولكن لا أرقام دقيقة حتى الآن، وأقدّر حجم الخسارة بحوالى مليون ونصف المليون كيلو"، مضيفاً "رفعنا الصوت أكثر من مرة الى الحكومة بضرورة التعويض عن مزارعي التبغ الذين تشكل هذه الزراعة مصدراً أساسياً لمعيشتهم. وهذه الزراعة الوحيدة التي كانت تقوم بدورة اقتصادية".
وتابع "أما الخسائر الأخرى فحدّث ولا حرج لجهة الأضرار البيئية والزراعية التي تسببها القنابل الفوسفورية وهي أخطر من القنابل العنقودية، وهي تحرق الأراضي والأحراج وتصل الى المياه الجوفية. إضافة الى تأثر الثروة الحيوانية بشكل كبير كما مربّي النحل".
وعن التعويضات على هؤلاء، يقول فقيه: "هناك نقاش حاصل، وقد قطعنا شوطاً كبيراً. فمن المؤكد أنه سيُعوَّض والبحث هو في كيفية التعويض وآلية احتسابه. فأي تعويضات يجب أن تصيب مزارعي التبغ المسجّلين ومعروفين لدى إدارة حصر التبغ والتنباك التي تملك داتا كاملة عنهم كما كميات محاصيلهم في السنوات السابقة".
ورغم المرحلة الصعبة التي يعيشها لبنان والجنوب، لا زالت العين على المستقبل وما يحمله لمزارعي الجنوب، فيقول فقيه: "أصبح لدى الريجي اليوم ١٥ خط إنتاج وطوّرت الصناعة بشكل هائل، وكان يجب أن يترافق ذلك مع تطوير زراعة التبغ، ويجب أن يكون هناك خطط واعدة للمستقبل".
ويعقّب بالقول: "الرئيس نبيه بري كان يطلق على التبغ صفة "شتلة الصمود" أثناء الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، بعدما شكلت رابطاً للجنوبيين مع دولتهم في عز الاحتلال، وسمحت للناس بعدم ترك أرضهم، وهذا شكل من أشكال المقاومة أيضاً، كما هي وجه من أوجه الإنماء المتوازن في البلد".
"لم أر أخضراً إلا التبغ"، يستذكر فقيه هذا القول للرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد زيارته الجنوب في العام 2000، على أمل أن تنقضي هذه الأيام الصعبة ويعود للجنوب أخضره.
وُصفت على مدى عقود بـ"شتلة الصمود"، مختصرة معاناة الجنوبيين وبقاءهم في أرضهم رغم كل الحروب وظلم الاحتلال. إلا أن الزراعة التي ملأت أرض الجنوب في أصعب الأوقات تعيش نكسة كبيرة هذا العام، وخسارة باهظة يتكبدها مزارعو التبغ على وقع التوتر عند الشريط الحدودي.
"منطقة جنوب الليطاني نُكبت بالكامل على المستوى الزراعي، خصوصاً زراعة التبغ"، يقول رئيس اتحاد نقابات التبغ في لبنان حسن فقيه، موضحاً حقيقة الوضع الصعب الذي يعيشه مزارعو التبغ. فهذه الزراعة البيتية العائلية المتوارثة هي موسمية تتراوح بين شهر شباط مع زراعة الشتول وصولاً الى الفترة الحالية التي عادة ما يزرع فيها المزارعون شتول التبغ، وتستمر على مدى ٩٠ يوماً، وهي من السلالة الباتنجانية وتُقطف خلال الصيف.
لكن المعارك توسّعت طوال هذه الفترة ولم يتمكن الجنوبيون من زراعة أرضهم، والخسارة أصبحت جسيمة في القرى المشهورة بهذه الزراعة مثل حولا، عيترون، عيتا الشعب، الضهيرة، يارين، مروحين، الجبين وصولاً الى ميس الجبل شرقاً، باستثناء رميش التي استطاعت أن تزرع.
ويوضح فقيه، في حديث لموقع mtv "أننا حاولنا مع إدارة "الريجي" إيجاد حلول مؤقتة مع بداية الموسم من خلال إقامة مشاتل في منطقة السعديات في أراض تابعة لها، وأوعزنا للمزارعين في المناطق البعيدة عن القصف بزيادة عدد المشاتل، لكن الحرب استمرت".
ولكن ماذا عن حجم الخسارة؟
يكشف فقيه أن "نصف محصول الزراعة في الجنوب لم يُزرَع، ولكن لا أرقام دقيقة حتى الآن، وأقدّر حجم الخسارة بحوالى مليون ونصف المليون كيلو"، مضيفاً "رفعنا الصوت أكثر من مرة الى الحكومة بضرورة التعويض عن مزارعي التبغ الذين تشكل هذه الزراعة مصدراً أساسياً لمعيشتهم. وهذه الزراعة الوحيدة التي كانت تقوم بدورة اقتصادية".
وتابع "أما الخسائر الأخرى فحدّث ولا حرج لجهة الأضرار البيئية والزراعية التي تسببها القنابل الفوسفورية وهي أخطر من القنابل العنقودية، وهي تحرق الأراضي والأحراج وتصل الى المياه الجوفية. إضافة الى تأثر الثروة الحيوانية بشكل كبير كما مربّي النحل".
وعن التعويضات على هؤلاء، يقول فقيه: "هناك نقاش حاصل، وقد قطعنا شوطاً كبيراً. فمن المؤكد أنه سيُعوَّض والبحث هو في كيفية التعويض وآلية احتسابه. فأي تعويضات يجب أن تصيب مزارعي التبغ المسجّلين ومعروفين لدى إدارة حصر التبغ والتنباك التي تملك داتا كاملة عنهم كما كميات محاصيلهم في السنوات السابقة".
ورغم المرحلة الصعبة التي يعيشها لبنان والجنوب، لا زالت العين على المستقبل وما يحمله لمزارعي الجنوب، فيقول فقيه: "أصبح لدى الريجي اليوم ١٥ خط إنتاج وطوّرت الصناعة بشكل هائل، وكان يجب أن يترافق ذلك مع تطوير زراعة التبغ، ويجب أن يكون هناك خطط واعدة للمستقبل".
ويعقّب بالقول: "الرئيس نبيه بري كان يطلق على التبغ صفة "شتلة الصمود" أثناء الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، بعدما شكلت رابطاً للجنوبيين مع دولتهم في عز الاحتلال، وسمحت للناس بعدم ترك أرضهم، وهذا شكل من أشكال المقاومة أيضاً، كما هي وجه من أوجه الإنماء المتوازن في البلد".
"لم أر أخضراً إلا التبغ"، يستذكر فقيه هذا القول للرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد زيارته الجنوب في العام 2000، على أمل أن تنقضي هذه الأيام الصعبة ويعود للجنوب أخضره.