حجار للانتشار اللبناني: تظاهروا واضغطوا بغية إيجاد حل للنزوح
15 آذار 2024 11:57
أقام "التجمع من أجل لبنان" (التيار الوطني الحر في فرنسا)، ندوة حوارية في باريس مع وزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجّار حول ملفّ النازحين السوريين في لبنان في صالة بلدية الدائرة الخامسة عشرة في باريس بحضور المدبر الرسولي لأبرشية سيدة لبنان للموارنة في باريس المطران بيتر كرم والطاقم الديبلوماسي في السفارة اللبنانية في باريس: يوسف جبر ولارا ضو وميشال اسمر، وممثلي الأحزاب اللبنانية والجمعيات اللبنانية الفاعلة في باريس.
افتتحت الندوة التي ادارها الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو بكلمة ترحيبية ألقاها رئيس التجمع من أجل لبنان في فرنسا الدكتور أنطوان شديد عرض فيها أهداف الندوة من خلال التشديد على التداعيات الكارثية لأزمة النزوح على البنى التحتية اللبنانية، وعلى الاقتصاد اللبناني وعلى الصعيدين الأمني والديموغرافي و التي أصبحت مسألة حياة أو موت للبنان التعددي المتنوع الذي نعرفه اليوم و يشكل خطرا وجوديا. ولفت شديد الى ان الحل الوحيد الجذري لهذه التداعيات يكمن في عودة النازحين السوريين إلى وطنهم.
وقال شديد: "يأتي هذا المؤتمر عشية الذكرى الـ 35 لإعلان بدء حرب تحرير لبنان من الاحتلال العسكري السوري، وهو إعلان أصدره رئيس مجلس الوزراء آنذاك بتاريخ 14 آذار 1989 الجنرال ميشال عون. و بالرغم من ان طريق النضال كان طويلاً وصعباً، لكن السيادة والاستقلال أصبحا واقعاً في نيسان 2005 بعد الانسحاب الكامل للقوات السورية من لبنان. واليوم يأخذ الوجود السوري في لبنان شكلاً آخر أخطر بكثير من الاحتلال العسكري ومن واجبنا أن نعمل على إنقاذ وطننا. والآن بعد أن انتهت الحرب في سوريا، حان وقت عودة النازحين السوريين إلى ديارهم لينعموا بظروف معيشية كريمة."
وأشار شديد إلى أن "التيار الوطني الحر كان أول من حذر من العواقب الوخيمة لهذا التدفق الهائل والفوضوي وغير المنضبط للنازحين إلى لبنان واتُّهم آنذاك بالعنصرية بينما كانت الدولة اللبنانية غائبة عن لعب دورها في حماية البلاد وضمان الأمن القومي. كما ذكّر بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والخطاب الذي ألقاه في مقر الأمم المتحدة عام ٢٠١٩ والذي اعلن خلاله عن أن قرار إعادة اللاجئين السوريين يعود إلى اللبنانيين أنفسهم ، وأن لا أحد يقرر ذلك عنهم. و أشار إلى مشروع العودة الذي بدأه الرئيس عون في عام ٢٠١٩ والذي مكّن من عودة 450 ألف نازح قبل ان يتوقف هذا المشروع بسبب أحداث ١٧ تشرين الأول وأزمة كوفيد -١٩".
ورأى وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار في كلمته ان لبنان لم يسلم منذ استقلاله إلى اليوم من عواصف المنطقة وتداعياتها المقلقة على أمنه واستقراره من ازمة اللجوء الفلسطيني في العام ١٩٤٨ إلى النزوح السوري الذي بلغ عتبة الخطر الوجودي بوجود مليون و٤٦٨ الف نازح مسجل وحوالي ٥٠٠ الف وأكثر من غير المسجلين ليبلغ الرقم الاجمالي مليونين و٨٠ الف سوري موجودين في ٩٧٪ من البلديات اي في كل لبنان حتى ان عددهم بات يفوق اللبنانيين في قرى وبلدات كثيرة.
وقال حجار: "لبنان الصغير بمساحته وعدد سكّانه، هو البلد الأوّل في العالم من حيث عدد النازحين مقارنةً بعدد السكان، وهذا الامر يهدد الامن والهوية، اذ ان مُقابل كلّ لبنانيين ٢ موجودين في لبنان هناك نازح سوري، ومقابل كلّ ولادة لطفل لبناني هناك 4 ولادات لأطفال سوريين من دون اوراق ثبوتية، اللبنانيون يزيدون 1 بالمية سنوياً، بينما النازحون السوريون يزيدون 4 بالميّة سنوياً. ووفق هذه النسب، ستتساوى اعداد النازحين السوريين باعداد اللبنانيين في المستقبل المنظور. فالولادات المسجلة لدينا بلغت ٢٣٥ الف ولادة لكن الرقم هو عملياً مضاعف.
لقد سبب التواجد السوري ضغطاً على البنى التحتية والخدمات وفرص العمل والمواد الاستهلاكية المستوردة واكلافاً على مالية الدولة فضلاً عن مخاطر امنية اذ 85 % من الجرائم يرتكبها سوريون، 40 % من الموقوفين لدى الأجهزة الأمنيّة يحملون الجنسيّة السوريّة، واكتظاظ السجون اللبنانية فهناك 3 آلاف سجين سوري اما كلفة النزوح المباشرة على لبنان فهي بحدود مليار ونصف مليار سنويا وفق البنك الدولي، فيما الكلفة غير المباشرة فهي 3 مليار دولار اي ما مجموعه 4 مليارات ونص بالسنة اي خلال ١٣ سنة تقدر بـ ٥٨ مليار.
ان لبنان ليس بلد لجوء ولا هو موقع على اتفاقية اللاجئين لعام 1951، ومع ذلك مخاطر التوطين والاندماج قائمة اذ ان عمر الأزمة السورية هو ١٣ عاماً وان عدد الذين تم توطينهم في دولة ثالثة قرابة ١٠٧ الاف والذين عادوا إلى سوريا قرابة ٣٢ الفاً والسؤال متى تنتهي هذه المأساة ويعود السوريون إلى ارضهم بكرامة؟
ان المسؤولية كبيرة على عاتق المجتمع الدولي فهو بدل مكافأة لبنان على استضافته النازحين بحفاوة وبتفهم موقفه من العودة فهو يعمل على الدمج والتوطين بمنع تطبيق القوانين للداخلين خلسة وبترحيل السجناء بعد انتهاء محكوميتهم وهذا امر مرفوض قطعياً اذ لا يمكن حل قضية شعب على حساب شعب آخر. ان المجتمع الدولي يقف موقف المتواطىء بتخليه عن مبدأ تقاسم الاعباء في الحل السوري وبتخليه عن التزاماته وتعهداته في تأمين التمويل لسد الحاجات الانسانية الأساسية التي انخفضت بنسبة ٦٠٪ فضلا عن تخفيض تمويل الأونروا للفلسطينيين ما يعني ان ١٢ مخيماً فلسطينيا في لبنان سيكونون بؤرة للانفجار الاجتماعي المحتمل الذي سيمتد إلى كل لبنان بعدما بلغت نسبة الفقر المتعدد الابعاد لدى السكان ٨٢٪.
ان استقرار اوروبا من استقرار لبنان ومؤسف حتى ان لغة الأرقام اصبحت مطموسة فهل يدرك صناع القرار ان لبنان بات ممرا للهجرة غير الشرعية متقدما على طرقات تهريب البشر التقليدية حيث بلغت الارقام ١٦ الفاً في العام ٢٠٢٣ هذا والجيش اللبناني يصد يومياً حركة دخول غير شرعية بالآلاف من سوريا؟".
وتوجه حجار الى الانتشار اللبناني بالقول: "لبنان المنتشر عبركم كإمتداد الارز في العالم يحتاج منكم إلى موقف وأنتم لم تبخلوا يوماً عن ذلك، فأنتم من دافع عن سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه يوم كان مهيمناً عليه وتمكنتم من رؤية حلم التحرير حقيقة في العام ٢٠٠٥! فنحن نطلب منكم برفع الصوت والتظاهر والضغط حيثما أمكن هنا في فرنسا وكل أنحاء العالم كشكل من أشكال المقاومة بغية ايجاد حل للنزوح السوري اذ ان لبنان الرسالة متى انتهى تسقط معه الديمقراطية والحرية في الشرق الاوسط".
وختم قائلاً: "لا يمكن ان ننتظر لا انتخاب رئيس او تشكيل حكومة على الرغم من الاهمية الموجبة لذلك، إلا ان عودة السوريين إلى بلادهم او اعادة توطينهم في بلد ثالث او حل وضعهم خارج لبنان يجب كلها ان تبدأ الآن والا فعلى لبنان السلام."
افتتحت الندوة التي ادارها الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو بكلمة ترحيبية ألقاها رئيس التجمع من أجل لبنان في فرنسا الدكتور أنطوان شديد عرض فيها أهداف الندوة من خلال التشديد على التداعيات الكارثية لأزمة النزوح على البنى التحتية اللبنانية، وعلى الاقتصاد اللبناني وعلى الصعيدين الأمني والديموغرافي و التي أصبحت مسألة حياة أو موت للبنان التعددي المتنوع الذي نعرفه اليوم و يشكل خطرا وجوديا. ولفت شديد الى ان الحل الوحيد الجذري لهذه التداعيات يكمن في عودة النازحين السوريين إلى وطنهم.
وقال شديد: "يأتي هذا المؤتمر عشية الذكرى الـ 35 لإعلان بدء حرب تحرير لبنان من الاحتلال العسكري السوري، وهو إعلان أصدره رئيس مجلس الوزراء آنذاك بتاريخ 14 آذار 1989 الجنرال ميشال عون. و بالرغم من ان طريق النضال كان طويلاً وصعباً، لكن السيادة والاستقلال أصبحا واقعاً في نيسان 2005 بعد الانسحاب الكامل للقوات السورية من لبنان. واليوم يأخذ الوجود السوري في لبنان شكلاً آخر أخطر بكثير من الاحتلال العسكري ومن واجبنا أن نعمل على إنقاذ وطننا. والآن بعد أن انتهت الحرب في سوريا، حان وقت عودة النازحين السوريين إلى ديارهم لينعموا بظروف معيشية كريمة."
وأشار شديد إلى أن "التيار الوطني الحر كان أول من حذر من العواقب الوخيمة لهذا التدفق الهائل والفوضوي وغير المنضبط للنازحين إلى لبنان واتُّهم آنذاك بالعنصرية بينما كانت الدولة اللبنانية غائبة عن لعب دورها في حماية البلاد وضمان الأمن القومي. كما ذكّر بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والخطاب الذي ألقاه في مقر الأمم المتحدة عام ٢٠١٩ والذي اعلن خلاله عن أن قرار إعادة اللاجئين السوريين يعود إلى اللبنانيين أنفسهم ، وأن لا أحد يقرر ذلك عنهم. و أشار إلى مشروع العودة الذي بدأه الرئيس عون في عام ٢٠١٩ والذي مكّن من عودة 450 ألف نازح قبل ان يتوقف هذا المشروع بسبب أحداث ١٧ تشرين الأول وأزمة كوفيد -١٩".
ورأى وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار في كلمته ان لبنان لم يسلم منذ استقلاله إلى اليوم من عواصف المنطقة وتداعياتها المقلقة على أمنه واستقراره من ازمة اللجوء الفلسطيني في العام ١٩٤٨ إلى النزوح السوري الذي بلغ عتبة الخطر الوجودي بوجود مليون و٤٦٨ الف نازح مسجل وحوالي ٥٠٠ الف وأكثر من غير المسجلين ليبلغ الرقم الاجمالي مليونين و٨٠ الف سوري موجودين في ٩٧٪ من البلديات اي في كل لبنان حتى ان عددهم بات يفوق اللبنانيين في قرى وبلدات كثيرة.
وقال حجار: "لبنان الصغير بمساحته وعدد سكّانه، هو البلد الأوّل في العالم من حيث عدد النازحين مقارنةً بعدد السكان، وهذا الامر يهدد الامن والهوية، اذ ان مُقابل كلّ لبنانيين ٢ موجودين في لبنان هناك نازح سوري، ومقابل كلّ ولادة لطفل لبناني هناك 4 ولادات لأطفال سوريين من دون اوراق ثبوتية، اللبنانيون يزيدون 1 بالمية سنوياً، بينما النازحون السوريون يزيدون 4 بالميّة سنوياً. ووفق هذه النسب، ستتساوى اعداد النازحين السوريين باعداد اللبنانيين في المستقبل المنظور. فالولادات المسجلة لدينا بلغت ٢٣٥ الف ولادة لكن الرقم هو عملياً مضاعف.
لقد سبب التواجد السوري ضغطاً على البنى التحتية والخدمات وفرص العمل والمواد الاستهلاكية المستوردة واكلافاً على مالية الدولة فضلاً عن مخاطر امنية اذ 85 % من الجرائم يرتكبها سوريون، 40 % من الموقوفين لدى الأجهزة الأمنيّة يحملون الجنسيّة السوريّة، واكتظاظ السجون اللبنانية فهناك 3 آلاف سجين سوري اما كلفة النزوح المباشرة على لبنان فهي بحدود مليار ونصف مليار سنويا وفق البنك الدولي، فيما الكلفة غير المباشرة فهي 3 مليار دولار اي ما مجموعه 4 مليارات ونص بالسنة اي خلال ١٣ سنة تقدر بـ ٥٨ مليار.
ان لبنان ليس بلد لجوء ولا هو موقع على اتفاقية اللاجئين لعام 1951، ومع ذلك مخاطر التوطين والاندماج قائمة اذ ان عمر الأزمة السورية هو ١٣ عاماً وان عدد الذين تم توطينهم في دولة ثالثة قرابة ١٠٧ الاف والذين عادوا إلى سوريا قرابة ٣٢ الفاً والسؤال متى تنتهي هذه المأساة ويعود السوريون إلى ارضهم بكرامة؟
ان المسؤولية كبيرة على عاتق المجتمع الدولي فهو بدل مكافأة لبنان على استضافته النازحين بحفاوة وبتفهم موقفه من العودة فهو يعمل على الدمج والتوطين بمنع تطبيق القوانين للداخلين خلسة وبترحيل السجناء بعد انتهاء محكوميتهم وهذا امر مرفوض قطعياً اذ لا يمكن حل قضية شعب على حساب شعب آخر. ان المجتمع الدولي يقف موقف المتواطىء بتخليه عن مبدأ تقاسم الاعباء في الحل السوري وبتخليه عن التزاماته وتعهداته في تأمين التمويل لسد الحاجات الانسانية الأساسية التي انخفضت بنسبة ٦٠٪ فضلا عن تخفيض تمويل الأونروا للفلسطينيين ما يعني ان ١٢ مخيماً فلسطينيا في لبنان سيكونون بؤرة للانفجار الاجتماعي المحتمل الذي سيمتد إلى كل لبنان بعدما بلغت نسبة الفقر المتعدد الابعاد لدى السكان ٨٢٪.
ان استقرار اوروبا من استقرار لبنان ومؤسف حتى ان لغة الأرقام اصبحت مطموسة فهل يدرك صناع القرار ان لبنان بات ممرا للهجرة غير الشرعية متقدما على طرقات تهريب البشر التقليدية حيث بلغت الارقام ١٦ الفاً في العام ٢٠٢٣ هذا والجيش اللبناني يصد يومياً حركة دخول غير شرعية بالآلاف من سوريا؟".
وتوجه حجار الى الانتشار اللبناني بالقول: "لبنان المنتشر عبركم كإمتداد الارز في العالم يحتاج منكم إلى موقف وأنتم لم تبخلوا يوماً عن ذلك، فأنتم من دافع عن سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه يوم كان مهيمناً عليه وتمكنتم من رؤية حلم التحرير حقيقة في العام ٢٠٠٥! فنحن نطلب منكم برفع الصوت والتظاهر والضغط حيثما أمكن هنا في فرنسا وكل أنحاء العالم كشكل من أشكال المقاومة بغية ايجاد حل للنزوح السوري اذ ان لبنان الرسالة متى انتهى تسقط معه الديمقراطية والحرية في الشرق الاوسط".
وختم قائلاً: "لا يمكن ان ننتظر لا انتخاب رئيس او تشكيل حكومة على الرغم من الاهمية الموجبة لذلك، إلا ان عودة السوريين إلى بلادهم او اعادة توطينهم في بلد ثالث او حل وضعهم خارج لبنان يجب كلها ان تبدأ الآن والا فعلى لبنان السلام."