ذلك الأهبل
فيصل سلمان
23 حزيران 2011 18:01
يقال" فلان أهبل. ويقال في العامية المحكية: فلان هبيلي. ويقال عن سخيف: انه يتهبلن.
يعرف اللبنانيون هذه المفردات ويرددونها ولكنهم لا يلقون بها جزافاً. هناك صنف معين من الناس تليق به هذه الصفة.
يندرج تحت هذا التصنيف سياسيون قيل لهم ممن هم حولهم انهم ظرفاء، وفي واقع الامر هم "هبلان" يمكن التعرف اليهم من ملامح وجوههم حين يتحدثون.
اذا كان المرء طبيعياً تنسجم تحركات عضلات وجهه مع المعاني التي يتلفظ بها. حين يكون سعيداً مثلاً، تنبسط هذه الملامح وحين يكون غاضباً تتقلص مع تقطيبة الحاجبين.
"الهبيلي" هو الذي تتمرد قسمات وجهه. يفاجئ الآخرين بعضلات وأعصاب في الوجه تتراقص وتتوقف فجأة بخلاف مضمون الكلام.
تنحرف زاوية الشفتين بغتة ثم تعود الى وضعها ثم تغور العينان ليتراقص الحاجبان او احدهما كأنهما يتحدثان مع اناس في مكان آخر.
غالباً، يكون مثل هؤلاء قصار القامة مكوّزي البطون يعيشون حالة من الهذيان الواعي المرتبط بذاكرة غير مستقرة.
حين يقال لواحد منهم انه "مهضوم" يندفع في اتجاه الزهو، ينتصب كقائد عسكري ثم حين يأوي الى فراشه يستذكر هزائمه وذلك الهروب المخجل من قصر الاوهام.
ثم حين يستفيق يسارع الى المرآة كمن يعيش وهم اختلاس وجهه الذي لم تنجح كميات "البوتوكس" في اخفاء اخفاقاته.
بعدها يسارع الى تفقد حساباته المصرفية وأمواله، تلك التي سرقها ونام عليها، حتى انه لم يدفع منها ثمن بطاقة السفر ولا بدل الإقامة.
هل يستحق اللبنانيون مثل هؤلاء "الهبلان"؟ بعض منهم يستحق ذلك لكن عليه ألا يلقي زبالته امام بيوت الآخرين.