للمسيحيّين... راقبوا برّي - جنبلاط
29 أيلول 2012 16:01
تنشط معامل الحياكة في سعي حثيث للزعامات المسيحيّة لنسج قانون انتخاب يؤمّن حسن التمثيل المسيحي، بعدما انكر كلّ على طريقته ما تمّ التوافق عليه في لجنة بكركي المدعوّة لنشر محاضر جلساتها حفاظاً على موقع بكركي الوطني الجامع.
إلا أنّ ما جرى تقديمه حتى الآن من مشاريع قوانين تبدو بعيدة المنال رغم أحقيّتها، بدءاً بطرح اللقاء الارثوذكسي الذي يؤمّن بالفعل أفضل وأوسع تمثيل للمسيحيّين يصل الى 64 نائباً، إلا أنّ هذا الطرح لا يلقى قبولاً من الفرقاء الوطنيّين الآخرين، خصوصاً وأنّه يتنافى مع روحيّة اتفاق الطائف، الذي لم يُطَبّق أصلاً، وهو القائل بضرورة انتخاب مجلس نيابي من خارج القيد الطائفي ولكن على أن يكون مناصفةً بين المسلمين والمسيحيّين ويؤمّن حسن التمثيل.
ينطبق الأمر نفسه على كلّ من مشروع القانون المقدّم من قبل الحكومة والذي يقوم على الدوائر الوسطى على أساس النسبيّة وبات واضحاً موقف قوى "14 اذار" وموقف النائب وليد جنبلاط الرافض للنسبيّة وبالتالي هذا المشروع بحكم الساقط.
يبقى مشروع قوى "14 اذار" على أساس الدوائر الصغرى والذي عارضته قوى "8 آذار" ووصفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنّه "تفتيت المفتّت"، وبالتالي أطلق كلّ من بري وجنبلاط رصاصة الرحمة على المشروعَين المقدّمين، واللذين تمّ الاتفاق في اللجان النيابيّة المشتركة على تحديد مهلة نهاية السنة لإحالتهما الى الهيئة العامة للتصويت، حتى ولو لم يكن تمّ الاتفاق على صيغة نهائيّة.
إذاً، كلّ ما نشهده اليوم من طروحات لا تصبّ سوى في إطار المناورات وليست سوى مسرحيّة تتكرّر كلّ أربع سنوات قبل موعد الانتخابات. ومن وصف مجلس النواب بالمقصلة كان على حقّ فها هي مشاريع القوانين بحكم الساقطة بينما القطبة المخفيّة تبقى سرّ "عين التينة" ويحبكها زعيم المختارة الذي تحوّل مرة جديدة الى بيضة القبان.
وليس بالضرورة أن يكون المخرج بالعودة الى قانون الستّين كما هو، فقد يتمّ تجميله بتعديلات طفيفة ترضي المسيحيّين ولا تقنعهم، في حين يبقى تمثيل كلّ من الطائفتين الشيعيّة والسنيّة على حاله وطبعاً تمثيل جنبلاط. ما سينعكس حكماً على الانتخابات الرئاسيّة العام 2014 وبالتالي يبقى التوازن بين تيار المستقبل وحزب الله و"امل" افضل من فوز اكثريّة مطلقة، ويبقى المسيحيّون في هذه المعادلة الخاسر الاكبر بحيث لن يتمكنوا من انتخاب نوابهم الـ 64 بأصواتهم، ولن يتمكنوا من ايصال رئيس مسيحي قوي.
فالكرة الآن في ملعب بكركي علّها تستطيع أن توحّد الموقف وتأخذ المبادرة ولو بمناورة وبرفع السقف، تماماً كما يناور الرئيس بري حين يدعوهم للاتفاق وكما يناور جنبلاط موجهاً الرسائل للافرقاء المسيحيّين بضرورة توحيد صفوفهم.
فعلى المسيحيّين أن يترفّعوا عن مصالحهم الضيّقة وأن يناوروا ويفرضوا شروطهم، وإلا ليس أمامهم خياراً آخر... فليراقبوا جنبلاط - بري ليعرفوا أيّ قانون سيقترعون على أساسه.