القوى السياسية على كوكب آخر.. وتتلهّى بمن يحرّك الشارع
28 كانون الثاني 2021 12:39
جاء في "المركزية":
عادت التحركات الشعبية الى الشارع. لا قرار الاقفال العام عاد ينفع للجم الجياع والفقراء، ولا التهديد الذي يمثله وباء كورونا الذي بات يحصد الاصابات بالآلاف والضحايا بالعشرات، يوميا. فجيوب الناس فرغت، تماما كما برّاداتُهم والسّلل التي تمكّنوا بشق النفس، من ملئها منذ أسبوعين، بالقليل الذي كان متوفرا في جيوبهم. ولسان حال هؤلاء "بالوباء او بالجوع، نحن نموت، فلماذا نُقتل صامتين في بيوتنا"؟
وبعد ان أحجمت السلطة عن تأمين الحد الادنى من المساعدات الاجتماعية، للبنانيين، وقد بات أكثر من نصفهم تحت خط الفقر، وفي وقت تتخبّط الوزارات المعنية، منذ عام تقريبا، في وضع اللوائح التي تضم الاسر والافراد المحتاجين معونات عاجلة، ما عاد هؤلاء، ومعظمُهم من المياومين، قادرين على التحمل والسكوت. فنزلوا الى الطرقات مجددا منذ يومين في الشمال والجنوب والبقاع مرورا بالعاصمة والشوف، رفضا للفقر والظلم ونفّذوا وقفات احتجاجية في بعض المناطق وقطعوا الشوارع في أخرى، بالاطارات ومستوعبات النفايات والشاحنات وما تيسّر، علّ صرختهم تصل الى المسؤولين. ولم تخل التحرّكات في بعض النقاط، ولا سيما طرابلس، من الشغب.
لكن الغريب في هذا المشهد الدراماتيكي، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، هو ان القوى السياسية واهل الحكم، على تبايناتهم وخلافاتها، سارعوا، الى اعتبار الانتفاضة الشعبية العائدة، محرَّكة من قبل خصومهم، لاهداف سياسية، أو مِن قبل طوابير خامسة. فعلى سبيل المثال، غرد الرئيس المكلف سعد الحريري عبر "تويتر" كاتبا: قد تكون وراء التحركات في طرابلس جهات تريد توجيه رسائل سياسية وقد يكون هناك من يستغل وجع الناس والضائقة المعيشية التي يعانيها الفقراء وذوو الدخل المحدود. وليس هناك بالتأكيد ما يمكن ان يبرر الاعتداء على الاملاك الخاصة والاسواق والمؤسسات الرسمية بحجة الاعتراض على قرار الاقفال. اضاف "لكن هذا لا ينفي حقيقة ان هناك فئات من المواطنين تبحث عن لقمة عيشها كفاف يومها ، ولا يصح للدولة ازاء ذلك ان تقف موقف المتفرج. وتابع الحريري "انني انبه اهلنا في طرابلس وسائر المناطق من أي استغلال لاوضاعهم المعيشية ، واطالب الدولة والوزارات المختصة باستنفاد كل الوسائل المتاحة لكبح جماح الفقر والجوع وتوفير المقومات الاجتماعية لالتزام المواطنين قرار الاقفال العام".
في المقابل، لم تستبعد اوساط الفريق الرئاسي، ان تكون التحرّكات على الارض مفتعلة ويقف وراءها خصوم العهد، غامزة من قناة تيار المستقبل انطلاقا من "جغرافيا التحركات"، بهدف محاولة حشر رئيس الجمهورية ودفعه الى القبول بالتشكيل، وفق المقاربة التي وضعها الرئيس الحريري، تحت ضغط الشارع والاوضاع المعيشية والاجتماعية الآخذة في التدهور، كما ان هذه الاوساط لا تستبعد ان تكون التحركات هدفها ايضا الرد على فتح ملف حسابات المصرف المركزي وحاكمه في القضاء...
امام هذه المعطيات، تقول المصادر ان قراءة ثورة الجياع بهذا الشكل "السطحي"، تؤكد ان القوى السياسية لا تزال على كوكب آخر، وانها مصرّة على التلهي بحساباتها السياسية الضيقة والشخصية. فبدل ان تفهم رسالة الشارع وتنكبّ على اخراج الحكومة من النفق الذي تتخبط فيه منذ أشهر، من خلال الاضطلاع بمسؤولياتها ومعالجة "جذور" المشكلة، اي فقر الناس والاحوال المالية الخانقة التي تولد تولد الشعور بالظلم والانفجار وآنذاك يمكن لاي جهة استغلال هذا الواقع، نراها تتلهى بالبحث عن القشور وخلفيات الاحتجاجات الشعبية غير المتصلة بواقع حالهم والجهات "الخفيّة" التي تقف وراءها! وكأن الناس تعيش في نعيم ولا سبب لتتحرّك في الشارع.. فعلا هزلت، تختم المصادر.
عادت التحركات الشعبية الى الشارع. لا قرار الاقفال العام عاد ينفع للجم الجياع والفقراء، ولا التهديد الذي يمثله وباء كورونا الذي بات يحصد الاصابات بالآلاف والضحايا بالعشرات، يوميا. فجيوب الناس فرغت، تماما كما برّاداتُهم والسّلل التي تمكّنوا بشق النفس، من ملئها منذ أسبوعين، بالقليل الذي كان متوفرا في جيوبهم. ولسان حال هؤلاء "بالوباء او بالجوع، نحن نموت، فلماذا نُقتل صامتين في بيوتنا"؟
وبعد ان أحجمت السلطة عن تأمين الحد الادنى من المساعدات الاجتماعية، للبنانيين، وقد بات أكثر من نصفهم تحت خط الفقر، وفي وقت تتخبّط الوزارات المعنية، منذ عام تقريبا، في وضع اللوائح التي تضم الاسر والافراد المحتاجين معونات عاجلة، ما عاد هؤلاء، ومعظمُهم من المياومين، قادرين على التحمل والسكوت. فنزلوا الى الطرقات مجددا منذ يومين في الشمال والجنوب والبقاع مرورا بالعاصمة والشوف، رفضا للفقر والظلم ونفّذوا وقفات احتجاجية في بعض المناطق وقطعوا الشوارع في أخرى، بالاطارات ومستوعبات النفايات والشاحنات وما تيسّر، علّ صرختهم تصل الى المسؤولين. ولم تخل التحرّكات في بعض النقاط، ولا سيما طرابلس، من الشغب.
لكن الغريب في هذا المشهد الدراماتيكي، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، هو ان القوى السياسية واهل الحكم، على تبايناتهم وخلافاتها، سارعوا، الى اعتبار الانتفاضة الشعبية العائدة، محرَّكة من قبل خصومهم، لاهداف سياسية، أو مِن قبل طوابير خامسة. فعلى سبيل المثال، غرد الرئيس المكلف سعد الحريري عبر "تويتر" كاتبا: قد تكون وراء التحركات في طرابلس جهات تريد توجيه رسائل سياسية وقد يكون هناك من يستغل وجع الناس والضائقة المعيشية التي يعانيها الفقراء وذوو الدخل المحدود. وليس هناك بالتأكيد ما يمكن ان يبرر الاعتداء على الاملاك الخاصة والاسواق والمؤسسات الرسمية بحجة الاعتراض على قرار الاقفال. اضاف "لكن هذا لا ينفي حقيقة ان هناك فئات من المواطنين تبحث عن لقمة عيشها كفاف يومها ، ولا يصح للدولة ازاء ذلك ان تقف موقف المتفرج. وتابع الحريري "انني انبه اهلنا في طرابلس وسائر المناطق من أي استغلال لاوضاعهم المعيشية ، واطالب الدولة والوزارات المختصة باستنفاد كل الوسائل المتاحة لكبح جماح الفقر والجوع وتوفير المقومات الاجتماعية لالتزام المواطنين قرار الاقفال العام".
في المقابل، لم تستبعد اوساط الفريق الرئاسي، ان تكون التحرّكات على الارض مفتعلة ويقف وراءها خصوم العهد، غامزة من قناة تيار المستقبل انطلاقا من "جغرافيا التحركات"، بهدف محاولة حشر رئيس الجمهورية ودفعه الى القبول بالتشكيل، وفق المقاربة التي وضعها الرئيس الحريري، تحت ضغط الشارع والاوضاع المعيشية والاجتماعية الآخذة في التدهور، كما ان هذه الاوساط لا تستبعد ان تكون التحركات هدفها ايضا الرد على فتح ملف حسابات المصرف المركزي وحاكمه في القضاء...
امام هذه المعطيات، تقول المصادر ان قراءة ثورة الجياع بهذا الشكل "السطحي"، تؤكد ان القوى السياسية لا تزال على كوكب آخر، وانها مصرّة على التلهي بحساباتها السياسية الضيقة والشخصية. فبدل ان تفهم رسالة الشارع وتنكبّ على اخراج الحكومة من النفق الذي تتخبط فيه منذ أشهر، من خلال الاضطلاع بمسؤولياتها ومعالجة "جذور" المشكلة، اي فقر الناس والاحوال المالية الخانقة التي تولد تولد الشعور بالظلم والانفجار وآنذاك يمكن لاي جهة استغلال هذا الواقع، نراها تتلهى بالبحث عن القشور وخلفيات الاحتجاجات الشعبية غير المتصلة بواقع حالهم والجهات "الخفيّة" التي تقف وراءها! وكأن الناس تعيش في نعيم ولا سبب لتتحرّك في الشارع.. فعلا هزلت، تختم المصادر.