"النهار": ارتياح إلى تفويض الرئيس سليمان في الحوار وشكوك في آليّات التنفيذ الحكومية
26 حزيران 2012 02:30
كتبت "النهار": فوّض اركان "هيئة الحوار الوطني" الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان في جلسة امس وضع تصور للاستراتيجية الوطنية الدفاعية، ومن ضمنها السلاح، وتعتبر هذه الخطوة عملية بعدما طرح اكثر من مشارك تصوره لتلك الاستراتيجية ليشكل منطلقا للمناقشة. المهم ان الرئيس سليمان تمكن من انتزاع تفاهم مع الذين كانوا يهددون بالانسحاب من الجلسة اذا لم يطرح موضوع السلاح للمناقشة، فيما رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد اكد قبل دخوله قاعة الاجتماعات ان سلاح الحزب للمقاومة غير مطروح للبحث في الحوار.
والجديد في الجلسة امس انها فتحت ورشة كبيرة للحكومة ترمي الى وضع آليات مناسبة لتنفيذ القرارات السابقة للحوار وتنفيذ قرارات وثيقة الوفاق الوطني في الطائف وما يتصل بالملف الفلسطيني لتعيل اللجان ومعالجة القضايا الحياتية والاجتماعية والانسانية بالتعاون مع المنظمات الدولية، او ما يتعلق بالسلاح خارج المخيمات. وسألت مصادر قيادية من يعطي الحكومة قوة التنفيذ؟ هل الآليات التي ستوضع ستبقى نظرية ام ستترجم عمليا؟ هل يعهد الى القوات المسلحة في القيام بهذه المهمة اذا دعت الحاجة؟ اما بالنسبة الى ميزانية "الاونروا" فهي من عجز الى عجز، فمن اين المال الكافي والدول المانحة لتلك المنظمة لا تتجاوب مع نداءات الامين العام لمساعدة اللاجئين؟
ولعل ابرز ما توافق عليه المؤتمرون امس هو عدم جواز اقتناء السلاح او استعماله في الداخل اللبناني، ورفع اي غطاء سياسي عنه. هذا الامر ورد في اكثر من بيان واكثر من موقف وادرج في البيان الوزاري للحكومة الحالية ولم ير النور حتى الآن، بل على العكس، شهدت ثانية اكبر مدينة لبنانية اشتباكات عديدة وتوقفت منذ نحو اسبوعين، لكن يمكن ان تتجدد في اي وقت، فيما الفاعليات الطرابلسية تطالب بتجريد المقاتلين من اسلحتهم وليس باجراء مفاوضات مع قادتهم لالتزام وقف النار. وطمأن البيان الختامي سوريا الى ان اهل الحوار هم من ضبط الحدود اللبنانية معها لمنع ارسال اسلحة الى المعارضة.
وأبدت مصادر ديبلوماسية في بيروت ارتياحها الى ما دار خلال جلسة امس للحوار على الرغم من المشاحنات الكلامية، فتبين لها ان التباينات في وجهات النظر حول قضايا اساسية عديدة.
وتوقفت عند معلومات سُرّبت عن الجلسة دون الاشارة اليها في البيان الختامي، ووصفت ذلك بأنه "ثغرة"، والمطلوب توضيح حقيقة المداولات وتسمية اصحابها بدلا من الاطلاع عليها في وسائل الاعلام، فيأتي البيان الرسمي ناقصا.
ونقل على سبيل المثال لا الحصر ان الرئيس نبيه بري رد على بعض ما جاء في مذكرة الرئيس فؤاد السنيورة، واكد له ان سلاح المقاومة لا يزال ضرورة لانهاء الاحتلال، ولحماية الغاز والنفط الذي يسعى لبنان الى استخراجه من المنطقة الاقتصادية الخالصة ومن المساحة التي يملكها.