لا مفر من انتخاب رئيس في نهاية المطاف يقول اللبنانيون، لكن يبدو أن هذا الامر ازداد صعوبة وتعقيدا مع "احتلال" فخامة الفراغ قصر بعبدا لاكثر من ثلاثة أشهر، وعدم توصل الكتل النيابية للاتفاق على مرشح واحد بحجة أن كل فريق يتشبث بمرشحه.
هذا في الشكل، لكن في الواقع أنّ من ترشح علنا أو سرا، لم ينل ولن ينال سوى تأييد معنوي من حلفائه لم ينتج سوى الاستمرار في التعطيل.
فرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، وإن نال دعم حليفه "حزب الله"، إلّا أن الاخير في الواقع ينطلق من حسابات إقليميّة بعيدة كثيرا عن حسابات عون السياسية، إضافة الى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يُخفيعدم حماسة في تبنّي ترشّح عون.
ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وإن نال تأييد حلفائه في قوى "14 آذار" ، إلّا أنّه ليس مرشّحها النهائي، خصوصا وأنها غير قادرة على تأمين الفوز له وهذا ما تأكد في الجلسة الـ 11 لانتخاب رئيس للجمهورية من خلال مؤتمر صحافي خرق رتابة المشهد المعتاد عقدته هذه القوى معلنة عن تسوية لانقاذ الاستحقاق الرئاسي واستعدادها التام للتشاور مع مختلف الجهات بشأن اسم يتفق عليه اللبنانيّون مؤكدة في الوقت عينه تمسكها بترشيح جعجع.
اذا، المؤتمر لم ينته بالإعلان عن مرشح جديد، أو عن صفات المرشح الآخر الذي ستقبل به، بل اكتفت قوى "14 آذار" بتأكيدها أن "هذه المبادرة هي لانقاذ الجمهورية والحفاظ على الدستور وانتخاب الرئيس الجديد" مشددة على"احترام المواعيد الدستورية وتداول السلطات"، ومعلنة "البقاء على الموقف الحالي ان فشلت المبادرة".
لعلّ ما تقدّمنا به من عرض يؤكد على الضرورات القسوى التي بات البلد بحاجة اليها الا وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية، علماً أنّ مبادرة "14 آذار" رمت الكرة في ملعب "8 آذار" الذي بات محرجاً أمام الرأي العام اللبناني.
فهل تشق مبادرة "14 آذار" طريق الرئيس الجديد الى قصر بعبدا ويكون 23 أيلول المقبل موعداً للانتخاب؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك