ليس موقع "بيت مسك" فقط ما يجذب الناس إلى التملّك في القرية النموذجية، وليست المزايا المعمارية، والخصائص الهندسية، ولا المساحات الخضراء، ولا حتى الأسعار، وحدَها، الأسباب التي تدفع إلى شراء إحدى الوحدات السكنية الـ1600 التي سيضمها المشروع عند إنجازه. فثمّة عامل إضافي ومهمّ يشجّع العائلات على اتخاذ قرار السَكَن في هذه "الضيعة" المتنية الناشئة، هو نوعية الحياة الإجتماعية.
في "بيت مسك"، كل شيء مُصمَم لكي لا تكون الوحدات السكنية، على اختلاف أنواعها وأحجامها، بمثابة علبٍ ينعزل فيها المقيمون بعضُهم عن بعض، وبالتالي فإن "بيت مسك" تطمح إلى أن يشعر سكانُها بأنهم في مجتَمَع لا في مجمَّع.
نواة مجتمع "بيت مسك" المتماسك هم أولُ المقيمين في المشروع، إذ أن نحو 150 إلى 200 عائلة باتت تسكن في القرية صيفاً وشتاءً، وسرعان ما نشأت بين أفرادها، صغاراً وكباراً، علاقات جيرة تطورت إلى صداقة، فباتوا ينظمون السهرات و"المشاريع" المشتركة ويتبادلون الزيارات، وأصبح أبناؤهم رفقاء يلعبون معاً.
ففي صيف العام المنصرم مثلاً، نظّم السكّان بمبادرة منهم مخيّم Misk camp، ولم تتردّد الإدارة في تأمين أجمل نقطة له، فباتوا يلتقون في نهاية كل أسبوع في سهرة نار، وتساهم كل عائلة في تحضير صنف من الطعام أو في توفير جزء من المستلزمات.
والإدارة نفسها تحرص باستمرار على تنظيم الأنشطة والاحتفالات في المناسبات والأعياد، كعيد الميلاد وعيدي الأم والأب وسواها. ولا يمرّ شهر إلا ويدعى السكان إلى نشاط أو اثنين. ويلمس السكّان اهتمام إدارة المشروع بهم، ويشعرون بأنهم يأتون إلى "بيت مسك" كزبائن في البداية، لكنهم سرعان ما يصبحون جزءاً من عائلة القرية.
وتشكل المساحات الخضراء وميدان الألعاب أمكنة يلتقي ويتفاعل فيها سكّان "بيت مسك" وأولادهم، والأهم أنهم يشعرون بالأمان ولا يخشون على صغارهم عندما يخرج هؤلاء للعب في أرجاء "بيت مسك". ففي كل شارع وعلى مدخل القرية ثمّة بوابة وحرّاس على مدار الساعة وطوال الأسبوع.
وثمة نصيحة يعطيها بعض سكّان "بيت مسك" الحاليين للساعين إلى الشراء: "اصطحبوا أولادكم معكم إلى القرية، واتركوهم في الملعب لبعض الوقت، فإذا تمكّنتم من سحبهم بسهولة منه لا تشتروا في المشروع، أما إذا أصروا على البقاء، فهذا دليل على أنه المكان المناسب لهم لأنهم سيعيشون حياة حافلة بالتسلية والترفيه في مناخ صحّي...وأنتم أيضاً".
TWEET YOUR COMMENT