ثمَّ اكتملت ظاهرة «الطفل المعجزة» في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية، فتمكّن ماكرون، وبفوز ساحق، من الحصول على الأكثرية المطلقة. البرلمان والرئاسة: الأول للتشريع، والثانية ديدبان التنفيذ: «فلَكَ كل السلطات في صولجانك، يا فخامة الملك، أو جلالة الرئيس".!
هناك مسرحية شهيرة لألفرد جاري بعنوان «أوبو مَلَكاً»، لكنّ «ماكرون ملكاً» على نقيضها، حتى الآن. فاز بالرئاسة، فقرّر الناخبون أن يفضلوا «الأمل على اليأس»، و«التفاؤل على التشاؤم»، و«المستقبل على الانعزال»، و»خذ الثقة، لكي تعطينا ما عندك»؟.. الجمهورية الخامسة في العناية الفائقة، ونحن أيضاً، فانقذها. هنا عودة الى فكرة «المخلّص»، الذي عليه أن يصنع المعجزات الكبرى: كهرقليطس في المسرح الأغريقي من دون نهايته التراجيدية! أترى مصير كلّ منقذ أن تهزمه القدريّة، أن يجنح إما الى التراجيديا أو الى الكوميديا أو الى الجنون («الملك لير»، «هرقليطس»، «الملك يموت»: أَكلّ منقذٍ أو «إله جديد» تتآمر عليه «الآلهة» الكبيرة أو الصغيرة، أو مَن هم من أنصاف الآلهة والبشر، أو من أنصاف البشر والحيوانات، المعجزة اكتملت، إنه «صاعد» كصاروخ لكن الى أين؟ «الى الأمام» سائر، لكن الى أين؟
إنه «أكبر ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية». فهل هذا صحيح؟ فهل حزبه الطريّ العود والفِكر، يحصل على 308 نواب يؤهّلونه «مطلق اليدين» في البرلمان، المعجزة لا قبلها ولا بعدها؟ وهل طوَت المعارضة أوراقها ورحلت وماذا عن بقية الأطراف؟ التي نجحت «مهزومة»، أو تهاوت في أرماقها الأخيرة؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك