في لبنان ظاهرة قديمة تحتجب ثمّ تعود، خصوصاً في مواسم الانتخابات وفي بعض الاستحقاقات الأخرى.
تختصر الظاهرة بكلمة "الأصدقاء".
ثمّة أمثلة وعبارات كثيرة لها صلة بالصداقة تتغنّى بها وتبرز معانيها. لعلّ أعظم الكتّاب، ومن بينهم جبران خليل جبران الذي خصّ الصداقة بنصٍّ جميل في "النبي"، لم يبلغوا مرتبة الحديث عن عظمة أصدقاء المرشّحين الى الانتخابات النيابيّة في لبنان.
قبل كلّ استحقاقٍ انتخابي، يعمد المرشّحون، من جَيبهم الخاص، الى طباعة صور من مختلف الأحجام مرفقة أحياناً بشعارات تعتمد على القافية الموسيقيّة أو على عنصر جذبٍ ما أو على وعدٍ غير صادق، بل هو لزوم التجييش الانتخابي. وتذيّل هذه الصورة غالباً بعبارة "أصدقاء المرشّح...".
من هم هؤلاء الأصدقاء؟ ولماذا يدفعون مبالغ ماليّة ضخمة من أجل مرشّح؟
من المؤكد أنّ الأصدقاء لا وجود لهم، ولا هم، طبعاً، يدفعون أو يُدفع لهم... يقتصر الأمر على فولكلور انتخابي سخيف، يزداد سخافةً حين يُستخدم أحياناً من قبل أجهزة أمنيّة بهدف التسويق لقادة أمنيّين في بعض الحالات. هنا أيضاً تستخدم عبارة "أصدقاء العماد..."، أو أصدقاء اللواء..."، أو "أصدقاء العميد...".
من هنا، يجدر السؤال: ماذا سيتغيّر إذا زُيّلت هذه الصور باسم المرشّح من دون كلمة "أصدقاء"، ما دام المرشّح يعرف ونحن نعرف أنّه هو من أمر بطباعتها ورفعها على جدارٍ أو لوحة إعلانيّة أو عامود أو "خازوق".
حسبنا ألا نخرج من الانتخابات بنتيجة تشبه الكلمة الأخيرة...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك