انحسرت إلى حد بعيد الحالة التي شكّلها اللواء المتقاعد أشرف ريفي، مستفيداً من الأزمات المتعددة التي طرقت أبواب تيار «المستقبل» في المرحلة الماضية. فقبل أسابيع من موعد الاستحقاق النيابي، يؤكد خبراء انتخابيون أن ريفي لن يتمكن من الفوز إلا بمقعد نيابي، أو في أفضل تقدير باثنين محصورين في دائرة (طرابلس - المنية - الضنية)، رغم تشكيله لائحتين أخريين في دائرتي عكار وبيروت الثانية.
ولطالما كان ريفي من أبرز الشخصيات الأمنية المقربة من تيار «المستقبل»، طوال توليه منصب المدير العام لقوى الأمن الداخلي. كما سماه رئيس التيار سعد الحريري وزيراً للعدل في الحكومة السابقة قبل أن يفترق الرجلان لأسباب متعددة.
وتتركز قوة ريفي الشعبية في مسقط رأسه بمدينة طرابلس، شمال لبنان، حيث يرجح الخبير الانتخابي كمال فغالي، أن يكون أحد المقاعد الـ11 في الدائرة محسوماً لصالحه مع إمكانية فوزه بمقعد ثانٍ، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «قدراته محصورة في هذه الدائرة مع تعذر تحقيقه أي نتيجة تُذكر سواء في عكار أو بيروت الثانية». ويضيف فغالي: «لا شك أن وضع ريفي في عكار أو ما يعرف بدائرة الشمال الأولى كان أفضل لو صمد التحالف مع النائب خالد الضاهر، علماً بأن الخرق حينها لم يكن محسوماً، باعتبار أن قسماً كبيراً من مناصري الضاهر ينقسمون بين مؤيد له، حصراً، ومؤيد له ولتيار «المستقبل» في الوقت عينه».
وقد قرر الضاهر الشهر الماضي الانسحاب من المعركة الانتخابية لصالح تيار «المستقبل»، معتبراً أنه «أمام المصالح الكبرى تسقط كل المقاعد». وبعد فك التحالف بين الضاهر وريفي، قرر الأخير المضيّ بالمعركة في عكار، فأعلن لائحة باسم «لبنان السيادة» ضمّت كلاً من: أحمد جوهر، وبدر إسماعيل، وإبراهيم مرعب، وإيلي سعد، وجوزيف وهبي، وزياد بيطار، ومحمد رستم. وبينما تتنافس هذه اللائحة مع 5 غيرها، أبرزها «الوطني الحر» و«المستقبل» و«8 آذار»، يخوض ريفي مواجهة أكبر في طرابلس، حيث تتنافس لائحته التي ضمته إلى محمد وليد قمر الدين، وحليم زعني، وجورج الجلاد، وعلي الأيوبي، وخالد تدمري، ومحمد سلهب، ووليد المصري، وأسامة أمون، وراغب رعد، وبدر عيد، مع 7 سواها، أبرزها لائحة «المستقبل» ولائحة «العزم» التي شكلها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي.
وتبقى معركة ريفي الانتخابية في دائرة بيروت الثانية رمزية، في ظل استبعاد الخبراء كلياً تمكّنَه من تأمين الحاصل الانتخابي. ويدعم ريفي في هذه الدائرة لائحة «المعارضة البيروتية» التي تضم كلاً من زياد عيتاني، وعامر إسكندراني، وأكرم سلو، وبشارة خير الله، ولينا حمدان، وزينة منصور، وياسين قدادو، وصفيه ظاظا.
كانت شخصيات مقربة من تيار «المستقبل» قد انتقدت بشدة ضم ريفي إلى لائحته في طرابلس المرشح عن المقعد العلوي بدر عيد، مؤكدة أنه مقرب من النظام السوري ولديه مواقف واضحة بهذا الخصوص على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن مصدراً مقرباً من ريفي، أشار إلى أن «مروجي هذه الأخبار كانوا يتحدثون عن شخص آخر»، مؤكداً أن بدر «أعلن مؤخراً وبوضوح أنه ضد نظام الأسد».
ويتحدث المصدر عن «حرب نفسية وضخ إعلامي يتعرض له اللواء المتقاعد ظناً بأنهم يؤثّرون بذلك على المزاج الشعبي»، لافتاً إلى أنهم متأكدون تماماً من أن هذا المزاج لصالحهم وإلى حد كبير. ويشير المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن ريفي يتوقع نتيجة كبيرة في دائرتي طرابلس وعكار ومعركة مهمة في بيروت، موضحاً أنه «يدعم مرشحين متعددين في دوائر أخرى كالبقاع الغربي - راشيا وزحلة والبقاع الشمالي، كما سيوعز لأنصاره بالتصويت لمرشحين في دوائر أخرى قبل موعد الانتخابات النيابية». ويضيف المصدر: «بعد الانتخابات، سيرأس اللواء ريفي كتلة «لبنان السيادة» في البرلمان التي ستنسّق مع قوى المعارضة في مواجهة قوى السلطة، على أن يكون هدفها السعي لسيادة لبنان وبناء دولة قوية ومكافحة الفساد».
ويعتبر كمال فغالي أن «ريفي لم يكن يوماً يمثل بديلاً لسعد الحريري. هو شكّل حالة في طرابلس ولا يزال يحافظ عليها. أما الأحزاب السياسية التي كانت تؤيده كالقوات، فهي لم تتعاطَ معه أصلاً كبديل للحريري أو كرئيس لأي حكومة مقبلة».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك