يمكن الجزم بأن معركة بعلبك الهرمل هي المعركة الوحيدة ذات الطابع السياسي الحاد بين 8 و14 آذار.
وتكفي متابعة خطابات الامين العام لحزب الله عن هذه الدائرة لتبيان ما لها من أهمية استراتيجية ومعنوية بالنسبة لمثلث حزب الله ايران سوريا.
فنصر الله اضطر الى استخدام السلاح المحظور باتهامه كل من يترشح ضد لائحة الثنائي الشيعي بالداعشي الارهابي، اتهام أصاب الأقربين من طائفته قبل الأبعدين.
وهو اضطر للمرة الاولى ايضا الى تكريس اطلالة اعلامية للحديث عن وعود بمشاريع انمائية لمنطقة لم يمثلها على مدى الدورات الانتخابية الماضية سوى نواب الحزب والحركة ومن يدور بفلكهما مسيحيا.
في دائرة بعلبك الهرمل النموذج المثالي لنسيج لبنان المختلط ، عدد الناخبين يتخطى الـ300 ألف ويبلغ الحاصل الانتخابي حوالى الـ15 ألفا.
واذا كانت المحدلة هي الصفة الغالبة للانتخابات الماضية فإن الثنائي الشيعي يواجه للمرة الاولى وفي قلعته لوائح منافسة المؤكد منها حتى الآن هي لائحة يحيى شمص والمعارضة الشيعية ومعهم القوات اللبنانية والمستقبل.
اللائحة بحسب المعلومات أنجزت وستسجل الجمعة وتعلن السبت من ايعات. في المقابل لا يزال الرئيس حسين الحسيني يعمل على تشكيل لائحة مكتملة وكذلك المجتمع المدني فيما لا تزال الصورة ضبابية بالنسبة للتيار الوطني الحر ومع من سيتحالف بمرشحه الوحيد ميشال ضاهر عن المقعد الكاثوليكي.
واذا كانت لائحتا الحسيني والمجتمع المدني تصطدمان بصعوبة تأمين حاصل انتخابي فإن لائحة شمص -المعارضة الشيعية والقوات والمستقبل تبدو الوحيدة القادرة على اختراق لائحة امل الحزب بحوالى ثلاثة مقاعد.
الخرق قد يحصل على مقعد مسيحي لصالح أحد مرشحي القوات اللبنانية الماروني انطوان حبشي او الكاثوليكي العميد سليم كلاس.
الخرق الثاني المحتمل هو للمقعد السني لصالح تيار المستقبل، اما الخرق الثالث المحتمل ايضا فسيكون لأحد المقاعد الستة الشيعية والخاصرة الأضعف في لائحة امل الحزب هي أحد مرشحي حزب الله الاربعة على اعتبار أن اللواء جميل السيد مطلوب من خارج الاراضي اللبنانية وسيركز حزب الله على تأمين الاصوات اللازمة لانجاحه ما يضعف قدرته على تأمين أصوات تفضيلية كافية لانجاح المرشحين الآخرين.
أما حركة امل فلا تعاني من هذه الأزمة اذ هي متحررة من جميل السيد وقادرة على تأمين الاصوات الكافية لانجاح مرشحها النائب الحالي غازي زعيتر.
معركة بعلبك الهرمل اذا صحت التوقعات وحصل ما يخشاه حزب الله فانها ستؤسس لبداية تساقط القلعة غير القابلة للاختراق التي بناها حزب الله منذ العام 1992 حتى اليوم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك